عندما أعزف يا قلبي الأناشيد القديمة.. ويطل الفجر في قلبي على أجنح غيمة.. سأغني آخر المقطع للأرض الحميمة.. للظلال الخُضر في غابات كينيا والملايو.. لرفاقي في البلاد الآسيوية.. للملايو ولباندونج الفتية بمثل هذه الكلمات تغنى شاعرنا الكبير تاج السر الحسن أحد الرموز الباهرة في عالمنا الأدبي والشعري، وأحد القامات السامقة الذين تحملوا مسؤولية تجديد القصيدة العربية، وتجديد إهاب الشعر العربي منذ مطالع خمسينيات القرن الماضي، هو وزملاؤه ملوك الشعر المعاصر: محمد مفتاح الفيتوري، جيلي عبد الحمن، محيي الدين فارس، صلاح أحمد إبراهم، صلاح عبد الصبور، بدر شاكر السياب، نازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي.. هؤلاء الرواد كان في طليعتهم شاعرنا الكبير تاج السر الحسن؛ الذي جمع بين الثقافة الأزهرية باعتباره أحد رواد الدراسة بالأزهر الشريف في باكورة شبابه، وبين الثقافات المعاصرة بحكم دراساته في موسكو في الاتحاد السوفيتي، وإتقانه عدداً من اللغات أهمها الروسية التي ترجم عنها العديد من الآثار الأدبية التي تربط بين القديم والمعاصر.. والتي تدل على ثراء ثقافته العربية والروسية. وأستاذنا تاج السر الحسن.. الأخ الكبير والصديق العزيز هو بالنسبة لي بمثابة الشقيق الأكبر، كشقيقي وشقيقه الحميم وابن جيله السر أحمد قدور.. وبهذا الاعتبار ولهذه الرابطة ولإدراكي وغيري للقيمة العالمية لهذا الأديب الفذ، كان تكريمه في منتدى الزهور الثقافي الأسبوع الماضي.. وكان لي شرف المساهمة في تكريم هذا الأديب الكبير في ندوة علمية شعرية جامعة، أدارها بعمق واقتدار الناقد الأديب مجذوب عيدروس.. وشارك فيها أخي الشاعر المجدد الأستاذ عالم عباس محمد نور، وكان لي شرف أن أكون مسك الختام في تكريم هذا الشاعر الكبير.. وما أحرى بلادنا أن تهتم بتكريم هذا الشاعر الكبير وهو يخطو نحو الثمانين الظافرة من عمره المديد بأذن الله، ولم يبق لنا من رواد التجديد في القصيدة العربية والذين حملوا الراية في جرأة وثقة واقتدار.. لم يبق لنا إلاّ شاعرنا الكبير وزميلاه المجددان أحمد عبد المعطي حجازي ومحمد مفتاح الفيتوري، أمد الله في أيامهم ومتعنا بصحبة شاعرنا الكبير صاحب آسيا وأفريقيا.. الأديب الملهم تاج السر الحسن.