مصطلح الفلس لا يعني فقط ان الإنسان عدمان وصرمان زي حالاتي ، في اليوم الراهن أصبح الفلس مثل الملح يدخل في مناحي الحياة كافة في الساسة والاقتصاد والفن والانتخابات والحياة الأسرية وتمخضت عنه تفريعات مفلسة لها جذور ضاربة في الأرض ، في السابق كنا نسمع عن الشركات والمؤسسات التي أعلنت إفلاسها وعن رجال الإعمال المفلسين الان دخلت إلى دائرة الفلس الدول نعم الدول ومن أول الدول التي تم إعلان إفلاسها أيسلندا بعد الكارثة الاقتصادية وبعدها جاءت اليونان ، صاحبنا الفلس يمشي هذه الايام في السودان على أربعة أقدام ويضرب بالمرزبة حصون كتاب الأعمدة والشعراء المغنواتية وكل شيء في حراك الحياة غير انه يظهر بصورة ( بعبع ) لدى المرشحين في الانتخابات ، وبالنسبة لكتاب الأعمدة أحيانا يجد كاتب عمود الرأي نفسه محاصرا بمساحة العمود اليومي ولكن حينما يفتش في دواخله لا يجد ما يكتب وطبعا في مثل هذه الحالة لا يعلن إفلاسه وانما يكتب أي كلام والسلام ، انا نفسي اعترف بالفم المليان في بعض الأحيان أجد نفسي مفلسا عن فكرة للكتابة ، بصراحة دعونا من هذا كله وتعالوا نتحدث عن الفلس الأكبر الذي يفرد عضلاته هذه الايام في تضاريس السودان واعني به فلس بعض المرشحين في الانتخابات ، الكثير من هؤلاء رجال ونساء يعانون من الإفلاس ما يجعل حملات التصويت لهم باهته ، لكن السؤال هل سوف تستمر حالة إفلاس الفائزين في الانتخابات عقب إعلان أسمائهم أم ان المسألة سوف تتغير ، الصادق المهدي أعلن مقاطعته عديل كده للانتخابات ورفض نتيجتها من قولة تيت وفي نفس الوقت فان نافع علي نافع أعلن ان حزب الأمة انتحر سياسيا لكن أيهما نصدق الصادق أم نافع ؟ ، من أسوأ أنواع الفلس ما يعتري الحياة الأسرية حيث تجد الازواج مفلسين عاطفيا ، الرجل يدخل إلى منزله وهو يمد طراريمه مثل ( الخنزير البري ) ، ويعلن في صراحة انه لا يريد جوطة وانما يريد ان يرتاح قليلا والمرأة العاملة تدخل إلى المنزل ووجهها يقطع الخميرة من ديار المسلمين وتشخط وتنظر في أولادها ، وربما يمر اليوم بكامل ساعته دون ان يفتح الزوج خشمه بكلمة ( بغم ) مع زوجته وهذا السيناريو يحدث كذلك للمرأة ، ويطلق على مثل هذه الحالة الإفلاس العاطفي ، عموما من هذا المنطلق ارجو ان يعلن بعض العاملين في الوسط الفني شعراء ومطربين وملحنين إفلاسهم ويخرجوا من المولد بلا حمص لان استمرارهم في العطاء الباهت يسبب الجفاف العاطفي لدي المتلقين ، أما أصحابنا المرشحين في الانتخابات فبعد ان دارت الطاحونة فان مصير فوزهم أو فشلهم مرتبط بالإفلاس في التصويت لهم . وقولوا معي فلسه ليها ضل