بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير [email protected] جامعة الجزيرة 21/2/2011 (الفلس) بالدارجة السودانية يعنى انعدام المال. و(الإفلاس) حالة تعلن بواسطة المحاكم للدائنين بأن المدين قد أفلس أي أعلن إفلاسه ، وبالتالي متى ما حصل على مال يكون لكم الحق بمطالبته، لكن الآن لا توجد طريقة للمطالبة. عندما سأل صلى الله عليه وسلم الصحابة من هو (المفلس)، كانت إجابتهم أن المفلس من لا درهم له ولا دينار. أجابهم (صلى الله عليه وسلم) بما معناه أن المفلس من أتى يوم القيامة وقد شتم هذا وضرب هذا وأكل مال هذا..الخ فيؤخذ من حسناته وتعطى لهم حتى يستنفذ حسناته ثم يؤخذ من سيئاتهم و تحول الى رصيده المفلس هذا وتخصم من رصيدهم حتى يفلس (وقع ليكم؟). أما ( الإفلاس) الذي نعنيه فهو إفلاس فكرى وسلوكي وسياسى!!! وهو حماكم الله أصبح مرض معدي انتشر بين وزراء وقادة الحزب الحاكم (حماكم الله منه). من أهم أعراضه الافتراء على الآخرين وازدراءهم واحتقارهم وعدم الاهتمام بهم مع( طولة) لسان دون التفكير قبل إطلاق الحديث على عواهنه مما يوقع الشخص فى أخطاء كبيرة وصغيرة مصحوبة عدم الرغبة أو القدرة على الاعتذار. العرض الأكبر، يعنى أهم علاماته، فهو شعور الشخص بأنه أصبح (من الألهه) يأمر فيطاع ويجب على الرعية أن تستغفره حتى وان أخطأ لأنه من المعصومين. مناسبة هذا الأمر ما جاء بصحيفة التيار يوم 20/2/2011 في مقابلة صحفية (انترفيو) مع السيد الدكتور / أمين حسن عمر. دكتور أمين تقلد عدة مناصب منذ قيام الإنقاذ (21 سنة – طول مش كده؟) بما في ذلك وزارة الإعلام. حاليا هو من كبار مفاوضي الحركات المتمردة الدار فورية بقطر التي سلم ملفها للدكتور غازي صلاح الدين. تلك المفاوضات التي تحتاج إلى أشخاص يتميزون بالحكمة والصبر وطولة البال وهدوء الأعصاب وصفاء الذهن والقدرة على المحاورة..الخ. أولا الإجابات على أسئلة الصحفي كانت إجابات لا تشبع القارئ، وبصراحة كانت خسارة ورق ساكت. بمعنى أنها كانت استفزازية ولم تجب على الأسئلة ولم تفيد القارئ في شئ، (ماسخة بالصعيدى / مسيخة بالسوداني وبمعنيين كمان) لكنها للأسف زادتنا معرفة بشخصية الشخص المستجيب للأسئلة ونفسياته، على الأقل، أثناء هذه المقابلة حيث فلتت منه أعصابه أكثر من مرة. يبدو أن السيد الوزير كان في حالة نفسية سيئة، أو أنه فى الأصل شخص قابل للاستفزاز و مستفز في ذات الوقت. كان يجيب على الأسئلة بأسلوب لا ينم على أنه شخص (منضبط) أو قادر على التحكم في أعصابه أو لسانه،و هو حاصل على درجات جامعية عليا (ماجستير من أميريكا) ودكتوراه (لا أعرف من أين؟؟ ظهرت فجأة قبل اسمه وآخرين من الولاة)، ووزير مخضرم ولا أظنه عمل في أي مجال آخر غير الوزارات منذ تخرجه، كما أنه لم يفكر في أنه يمثل حزب حاكم وحكومة..الخ. الطامة الكبرى جاءت عندما سأله الصحفي عن تكلفة مسجد ما كانت تكلفته مبالغ فيها وجاءت مصادر تمويله من جهة أجنبية مع مبالغة في الفخامة. الإجابة كانت: (هل جبناها من بيت أبوك؟؟!!!). الإجابة صعقتني دون مبالغة. لم أصدق بأن شخص يقول لشخص آخر، لا يعرفه ولا يعرف والده، أو شخص ليس بينه وبين السيد الوزير (هزار أو صداقة أو بساط أحمدي) يسمح لنفسه بمثل هذه المقولة التي تعتبر في كثير من الأحيان ذلة لسان، وعادة ما تحدث بين أفراد على وشك الاشتباك. عزيزي القارئ: ما رأيك في رد هذا المسؤول خاصة وأنه متنفذ في مصائرنا وفى مستقبل بلادنا أيضا بمعنى : هل ستظل دارفور جزء من السودان أن سيكون مصيرها مصير الجنوب. بدأت أشك في كل ما دار في نيفاشا. هل كان يدور بمثل هذا الأسلوب؟ كما بدأت أجد العذر للأخوة أبناء الجنوب في تصويتهم بنسبة قاربت 99% لصالح الانفصال إن كان هذا هو أسلوبنا في الحوار والنقاش والمنطق. أكيد السبب هو ما سمعوه أثناء المفاوضات من شاكلة هل (أتينا به من بيت أبوكم). مما هو ذنب أو جريرة والد الصحفي هذا حتى يذكره السيد الوزير في هذه المقابلة بهذه الطريقة المستفزة وغير المقبولة والمسيئة. ثم ماذا يعرف سيادته عن والد هذا الصحفي المنكوب والصبور على المكاره؟ السؤال الأهم: ماذا كان سيكون رد فعل السيد الوزير أن كان رد الصحفي مماثل لإجابته وقال له: (لا نحن جبناها من....... أنت؟) أو انفعل وقال كلمة خارجة أو جارحة أو مستفزة )لا تليق بمكانة الوزير) أو قام بالرد يدويا أو أى من طرق العنف المعروفة بين السودانيين، أقلها الاشتباك؟ لكن أشيد بالابن الصحفي الذي تمالك أعصابه واستمر في أسئلته كأن شئ لم يكن و ان السيد الوزير لم يوجه له اهانة معتمدا على سلطته وحرسه وأدب وتربية هذا الصحفي. أنه صحفي محترف غير قابل للاستفزاز وأتمنى وأتوقع له النجاح الباهر في مهنة المتاعب هذه حماه الله. لدى سؤال للسادة المؤتمر الوطني والسادة الحكومة: ماذا أنتم فاعلون تجاه تصرف وزيركم هذا؟ هل ستحاسبونه على فعلته هذه أم سيترك يفعل بنا وبكم ما يشاء؟ لو كنت مكانكم لطلبت منه الاستقالة فورا ودون قبول أية تبريرات مع نصحه بأن يذهب في إجازة مفتوحة ومدفوعة (من الحزب طبعا) لأي مكان يريد على أن بيداؤها بعطبرة وسط أهله حتى يتذكر قيمة الأهل وقيمة التعامل الحسن مع البشر لعله يتذكر أنه بشر مثلنا وأن لهذا الشعب (شئ ثمين) لا يفرط فيه أبدا وهو (كرامته). من المفترض أن يكون قد تم استدعاؤه مباشرة بعد صدور الصحيفة وتوبيخه على هذه الفعلة النكراء مع إجباره على الاعتذار (علنا) لوالد الصحفي المنكوب هذا (وكمان يمشى لزيارته ومعه خروف وجوال سكر وحلاوة وبارد)، إضافة إلى إساءته لسمعة الحزب وتصرفات منسوبيه. تخيل سيادتك أن هذا قد صدر منك تجاه شخص آخر في الشارع مثلا ولا يوجد معك حرس شخصي. ماذا كنت ستفعل ؟ وكيف كنت ستتخارج منه؟ أرجو منك دائما أن تتذكر حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن المسلم وخصائصه: فهو ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذئ. كما قال (صلى الله عليه وسلم): انما بعثت لأتتم (مكارم الأخلاق). السيد الوزير: قد تكون ضغوط العمل كثرت عليك ، خاصة بعد قيام الثورات في مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين..الخ. هل تعرف سبب هذه الثورات؟( اللسان) ثم (التحقير). هل يكب الناس يوم القيامة على وجوههم إلا جريرة ألسنتهم؟ كما يقول المثل: لسانك حصانك . إن صنته صانك. وان هنته هانك. أللهم نسألك اللطف.