سبق وان كتبت عمودا بعنوان ( وحدها صديقتي ) يوم 27 ابريل من العام 2006 في جريدة الصحافة حينما كنت اركض على متنها ، الان مرة اخرى اسمحوا لي ان اكتب عن صديقتي ( الوحيدة ) ، لكن ارجو ان لا تذهب عقولكم بعيدا وتعتقدون ان العبد لله زول مخرف درجة أولى أو مراهق من العيار الثقيل ، وتنطبق عليه مقولة ( بعدما شاب ودوه الكتاب ) ، اقصد بصديقتي الوحيدة زوجتي ولا غيرها ، وهي بصراحة تستحق هذا اللقب عن جدارة ، المهم في الوقت الراهن قلما تجد صديقا ترمي في سلته كافة همومك ، الحياة كلها أصبحت مصالح ، الرجل العاقل من يعقد صداقة مع زوجته ، ولكن من يقف معي ويعترف بعضمة لسانه ان زوجته هي صديقته الوحيدة ، للأسف الرجل السوداني مهما كان يحب زوجته فانه لا يعترف انها صديقة له ، لانه اذا اعترف بذلك ربما يعد من فئة الرجال ( الخرعين ) أجاركم الله ، من اكثر القصص ايلاما عن سلوكيات الرجال لدينا ان هناك زول سوداني عاش في الغربة اكثر من 12 سنة وجاء محملا بالشوق إلى الوطن واختار عروساً مثل فلقة القمر ، تخرجت في كلية الصيدلة في جامعة (........... ) واعتقدت عروسة الغفلة ان عريسها رجل متحضر ، غير انها اكتشفت ان تظاهره بالتحضر مجرد بوهية ، المسالة وما فيها ان العروسة أثناء شهر العسل خرجت مع زوجها وفي الشارع المزدحم طلبت منه ان يمسك بيدها خوفا من الركشات والد قشات وأخواتهما ، غير ان ملامح الرجل المتحضر اكفهرت وأصبحت مثل عاصفة في سماء الخرطوم ورد عليها بالحرف الواحد ( امسك ايدك يعني شنو ... انت مجنونة دايره الناس يتفرجوا علينا ويقولوا شوفوا الراجل الدلدول ده ماسك أيد مرتو في الشارع ) ، طبعا العروس المتغاظه بلعت الإهانة وقالت في نفسها ربما يكون الراجل زهجان من سخانة الخرطوم والكتاحة التي لم يعتد عليها منذ سنوات طويلة ، ولكن في النهاية تأكد لها أن الحسد الذي قرأته في عيون صديقاتها وهي تجلس في الكوشة بجوار عريسها المنشكح مثل الطاؤوس إنما كان حسدا مش في محله ، وتكرر سيناريو الرجل المتحضر حينما طلبت منه زوجته ان يتوقف في الطريق لكي يمشي بقربها ولا يتركها تمشي خلفه مثل السخله اليتيمة ، لكن الرجل تأفف ونفخ بوزه ومد طراريمه مثل الخنزير البري ، وما هي الا لحظات حتى ( طاحت ) العروسة التي كانت تلبس كعب عالي من النوع إياه ، وبدلا من قيام زوجها بتطييب خاطرها والإسراع لنجدتها فانه صب على مسامعها كلمات تسم البدن وقال لها صاحبنا المتحضر ( تقع عليك حيطة فضحتينا وسط الناس قومي قامت قيامتك ) ، الى هنا انتهت قصة العروسة المغلوبة على أمرها مع بعلها المتحضر ، اسأل فقط كم نسبة الرجال الذين يعترفون بصداقتهم لزوجاتهم في السودان ؟ مثل العبد لله ، سؤال حراق مثل الشطة لكنه ضروري ، اسمعوني ، بعد فرز النتائج في الكنترول ، النتائج جاءت مخيبة للآمال ، الرجل السوداني في اختبار العواطف لم ينجح احد !