لا اعرف أسباب مقاطعة الموسيقار عثمان النو لفرقة عقد الجلاد وهو مؤسس هذه الفرقة العتيقة ، ابتعاد النو عن هذه الفرقة يؤكد تماما ان الفرق الغنائية الجماعية مهما تألقت فمصيرها الشتات والتعرض لمتلازمة الضمور الفني بسبب االخلافات بين اعضائها ، المهم سمعت ان صديقنا الموسيقار الضخم يوسف الموصلي ونفر كريم من الاجاويد يعملون لازالة الشوائب وعودة النو إلى مكانه الطبيعي أتمنى ان يعود هذا الرجل الفنان لقيادة الفرقة وان يصبح ( الريح نو ) في مستقبل أيام ناس عقد الجلاد كما قال عمنا الراحل اسماعيل حسن في رائعته طير الرهو ( والمراكب كاسحه ما دام ريحنا نو ) ، لكن لدي سؤال ابن ستين لئيمة هل سوف تواصل جوقة عقد الجلاد تألقها في الامساك بتلابيب الغناء الجماعي أم ان مصيرها سيكون ارشيف التاريخ وتدخل متحف السودان الفني بالطبل والربابة ،؟ أقول تدخل متحف السودان بالطبل والربابة لان منطق الزمن يؤكد ان جرثومة الشتات والاختلافات مهما طال الزمن سوف تمسك ( بخناق ) اعضاء أي فرقة ، تعالوا نسأل انفسنا ونستعيد المشاهد من الذاكرة الهرمة اين الخنافس أشهر فرقة غناء في الستينيات من القرن الماضي بل أين فرقة الفور أم وجاكسون فايف وفرقة جيل جيلاله وناس الغيوان المغربيتين كلها فرق ذهبت مع الريح ، ولم يبق في ذاكرة المتلقين من آثارها سوى نتف من الأغنيات الجماعية ومشهد مغنين منتشين بالفرح والزعيق وهوس الشباب ويا ليت الشباب يعود يوما ، أقول قولي هذا وانا متابع منذ عشرين عاما أو تزيد عطاء فرقة عقد الجلاد وغيرها من جوقات الغناء الجماعي وفرق المداحين نعم المداحين وهؤلاء اقصد المداحين كان الله في عونهم ، المهم أن تغير الوجوه في هذه الجوقات منطق يفرضه الزمن لكن هل سيرحم الزمن هذه الفرق وتبقى طازجة على عتبة قلوب المتلقين ؟ طبعا سؤال شائك لا احد يستطيع الإجابة عليه ، ربما يتواصل عطاء فرقة عقد الجلاد بمد سريع وربما تتهاوي وتصبح نسيا منسيا ، عموما لدى سؤال لناس الفرقة من المعروف ان الفرق الغنائية في الغالب لا يزيد عدد المغنواتية بها عن ثلاثة أو اربعة وفي حالات استثنائية خمسة ولكن الشيء الغريب والحاجة ( التجنن ) ان جوقة الجلاد تمتلك أصواتاً كثيرة ومن المفترض ان تحدد الفرقة حناجر معينة للغناء حتى لا يشتتون ذاكرة المتلقي أقول قولي هذا واعرف تماما ان أصحابنا مغنواتية الفرقة ربما يسبون العبد لله لانه قال الحقيقة ، على فكرة أتمنى ان يستنسخ الفرقاء السياسيون في السودان من ( طرف ) روح الهوس الجماعي الموجودة لدى الجوقات الغنائية والمداحين وان تصبح هذه الروح المستنسخه عنوانا للفرقاء وان يشكل هؤلاء جوقة جماعية لادارة السودان بدلا من انفراد ناس المؤتمر الوطني وشريكتهم الحركة الشعبية بكعكة السلطة اللذيذة ، ويا لذيذ يا رايق .