في ظل الزخم الإعلامي المركز على هوس العملية الانتخابية، والتلهف على معرفة النتائج وأسماء الفائزين.. نسي الجميع أن يشيدوا بالجهد المضني والمقدر للمفوضية القومية للانتخابات، وإعطاء الثناء على القائمين بأمرها، بدءاً من رئيسها مولانا أبيل ألير وبروفيسور عبد الله، والفريق الهادي، وبروفيسور الأصم، والفريق شرطة الحردلو، والخبير الإعلامي الأستاذ وزيري، وطاقم المفوضية العامل.. هذه الكوادر السودانية المشهود بكفاءتها محلياً واقليمياً وعالمياً.. نقول لهم جميعاً نشكركم جميعاً، حقاً لقد أديتم واجبكم الوطني بكل حيادية، ونزاهة، واقتدار، واستشهاداً لما قاله خبير انتخابات جاء مراقباً وممثلاً لمنظمة أوربية كبرى.. إن ما قامت به المفوضية القومية للانتخابات لهو عمل كبير يستحق كل الإشادة والتقدير. التحية والتجلة لمفوضية الانتخابات التي أحرزت سبقاً انتخابياً، وأعطت اضاءات واضحة لكيف تكون الانتخابات، ولعل الشاهد على ذلك إذا كانت المفوضية استطاعت تدريب حوالي 110.000 موظف انتخابي في فترة وجيزة، أثبتوا جدارتهم من حيث الإشراف على الانتخابات، وتوجيه الناخبين لصناديق الاقتراع، وتقديم كل المساعدات لكبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، والعنصر النسائي لممارسة حقوق هؤلاء الانتخابية.. إنه فعل لعمل عظيم ينم عن وطنية متدفقة، هذا الصنيع المقدر كانت وراءه مفوضية الانتخابات وقياداتها المدركة للهدف، الذي من أجله أنشئت المفوضية. وبالرغم من أن تراشقات سالبة قدحت في هذا العمل الجليل، إلا إننا في السودان لا نستغرب من هذا السلوك السلبي الذي يصدر عن البعض، فالسودان ابتلي بفئة تبخس أي عمل يصب في مصلحة الوطن، وسلوك هذه الفئة يصدر عندما تعجز عن اللحاق بقطار الوطنية الذي تحرك دون انتظار، قاصداً محطة جديدة من المحطات السياسية، ذات الطابع الجديد الذي لا تود الفئة المخالفة الوصول اليها. بعد أن انتهت عملية الاقتراع بسلام وبدون أي أحداث مؤسفة، الآن ما زالت مفوضية الانتخابات تواصل واجبها الوطني لاكمال الجوانب الانتخابية، وهي مازالت ترابط بكل قياداتها وكوادرها لاجتياز مرحلة الفرز واعلان نتائج العملية الانتخابية في كل أنحاء الولايات، ولا نذيع سراً إذا قلنا أن كوادر المفوضية في كل مركز انتخابي، وداخل غرف الفرز، وبتواجد وكلاء الأحزاب والمراقبين المحليين والاقليميين والدوليين، إن المفوضية كانت بمثابة صمام أمان وقامت بدور مهم هو الحفاظ على الموازنة بين الأطراف المختلفة، وهذا السلوك الحضاري نابع من التدريب المهني الذي تلقته عبر المفوضية. الآن وقد بدأت تظهر النتائج الأولية للمرشحين الذين تقدموا على رصفائهم من المرشحين الآخرين، وبالجهد المكثف المتواصل من قبل كوادر المفوضية، وغرفة العمليات النشطة على مدار الساعة، نأمل بانتهاء يوم بعد غد الثلاثاء أن تكتمل الصورة ويبدأ عرس السودان الذي جاء بعد عناء ومعاناة ذهبت دون تأثير، بفضل جهود الخلص من الرجال الأنقياء. عموماً نقول إن المفوضية لعبت دوراً وطنياً متعاظماً، سيظل محل إشادة بالداخل والخارج، وبصدور التقرير النهائي للعملية الانتخابية لعام 2010م تصبح التجربة مرجعية لانتخابات قادمة، وبلا شك وبصرف النظر عن الهفوات غير المؤثرة، والتي بكل تأكيد ستُعالج وتضع لها الحلول المناسبة، وسوف تكون العملية الانتخابية مثالية، وسنعلم العالم في المرة القادمة درساً بليغاً في كيف تكون الانتخابات وأسس الديمقراطية الصحيحة. مرة أخرى نشكر مفوضية الانتخابات.