بركان «الانتخابات» شغلنا عن بركان «آيسلندا» الطبيعة عبّرت عن غضبها وثورتها وتطايرت الحمم في سماء هذه الأراضي وأحدثت ما أحدثت ونحن كمؤمنين نُرجع كل ذلك لتدبير إلهي وراءه مالك هذا الكون ومُدبّره فهل يتّعظ من يتعظ....؟؟ فالذي حدث في أوربا الأسبوع الماضي فاق كل تصور فأكثر من 7 آلاف رحلة طيران من وإلى أوربا توقّفت تماماً بل إن المنظمة الدولية للطيران قالت إن تأثير الأزمة على شركات الطيران وحركة المُسافرين فاقت خسائر الإغلاق الذي حدث بعد 11 سبتمبر 2001م.. فهناك من قال بأن الخسائر اليومية فاقت أكثر من 250 مليون دولار في اليوم. تأمّل في هذا الرقم لو وجدناه في الدروشاب ومعه «ضعفه» لجعلنا منها جنة الله في الأرض وأقمنا أكبر نظام صرف صحي وأصلحنا حال السدود الشرقية ورصفنا الشوارع وجعلناها على مستوى المنازل حتى نودّع للأبد حكاية السيول والفيضانات كل عام!! ترى هل يتذكّر نواب الشعب هذه القضايا يا دكتور «عبد المجيد»؟ المهم نعود لبركان آيسلندا وما أحدثه من خسارة اقتصادية واجتماعية ومن أسئلة لا زالت مطروحة وإجاباتها «مجهولة» مثل ما الذي سيحدث في العالم من أزمات وكوارث؟ وحتى اللحظة لا يعرف المختصون في علم طبيعة الأرض ما إذا كان هذا البركان سيهدأ أم سيواصل ثورته في الأيام القادمة علماً بأن آخر ثورة لهذا البركان العجيب قد حدثت قبل مائتي عام. ونعود لبركان الانتخابات السودانية فهو أيضاً قد أطلق «حمماً» من نوع عجيب!! صحيح الرحلات بين العاصمة والولايات لم تتوقف ولم يكن هناك ركاب «عالقون» في المطارات والموانئ الداخلية ولكنّه أثر أيضاً على حركة الاقتصاد وعلى السوق وعلى معدلات التنمية فالحكومة لها عدة شهور وقد توقفت حركتها اليومية وتسللت حالات الاسترخاء والترقب «العجيبة» إلى داخل المكاتب الحكومية، فلسان حال النّاس يقول في كل معاملة أو علاقة عمل (تعال بعد الانتخابات) ولا نعرف ماذا يحدث بعد الانتخابات!! ولكن الذي نعرفه أن الانتخابات ومع ظهور هذه النتيجة الكبيرة باكتساح المؤتمر الوطني لها فإن بركاناً آخر بدأ «يلوح» في الأفق فالقوى السياسية التي انسحبت تُخطط لبركان!! وكذلك الأحزاب السياسية التي دخلت معركة الانتخابات ويبدو أن عدم حصدها شيئاً يمثل بركاناً لها أيضاً، ومع ذلك وحسب معرفتنا بطبيعة الشعب السوداني فإن هذه البراكين ستكون «خامدة» أو «خاملة» لأن الحكمة السودانية قادرة على إطفاء الحمم والحرائق في اللحظات المناسبة. ولماذا البراكين والحرائق والديمقراطية ماعون واسع يسع الكل فليس بالضرورة ان يركب الجميع في مركب واحدة .. هي الحكومة.. اللعبة تقول مجموعة تحكم ومجموعة تعارض والفرصة متاحة بعد سنوات لاجراء انتخابات جديدة يقرر فيها الشعب مرة اخرى من يحكمه. وبمناسبة المركب هل الدعوة لتشكيل حكومة قومية هي عيزومة «مراكبية» أم ماذا يا ماذا؟