ü في طرق المرور السريع يشعر سائق السيارة بالضيق عندما يجد أمامه لافتة تقول الطريق مغلق!! نعم يشعر بالضيق ولكنه لن يتوقف فلا بد من مواصلة المسير ستبحث عيونه عن مكان التحويلة والتي غالباً ما تكون «ترابية». ü الترابي في حواره مع صحيفة الشرق الأوسط رسم صورة قاتمة لأحوال ما بعدالانتخابات وقال «الطريق سد الآن»؟ ولكن السؤال الذي نطرحه للشيخ الجليل كيف يتم فتح الطريق حتى تنساب حركة المرور بانسيابية وبصورة طبيعية دون ارهاق للسيارة أو السائق؟ ü الناس كانوا في قمة التفاؤل بأن تسهم هذه الانتخابات في حل مشكلة الاحتقان السياسي خصوصاً وان هذه الانتخابات جاءت بعد مرور 24 عاماً على آخر انتخابات تعددية والانقاذ نفسها عندما جاءت للسلطة كانت أيضاً هناك مشكلة سياسية معقدة وألقت بظلال سالبة على تجربة التعددية السياسية وكان الأمل كبيراً في أن تحل هذه الانتخابات هذه المشكلة وتفتح الطريق مجدداً أمام ايجاد الحلول المعقولة التي يشترك فيها جميع أبناء السودان وأن يودع الناس للأبد دورة الحكم الخبيثة والجهنمية والتي أصبحت مملة وضارة بتقدم السودان وبسمعته. نعم الترابي قال إن الطريق مسدود؟ ولكن ثمة أبواب ونوافذ يمكن أن تشكل مخرجاً للأزمة فالآن حدث تطور مهم وهناك حكومة ستكون منتخبة والمجتمع الدولي إعترف بها أو في طريقه للاعتراف بها ومع ذلك هناك القوى السياسية التي وقفت منذ البداية ألفاً أحمر ورفضت المشاركة في هذه الانتخابات ولسان حالها يعود لذات التاريخ القديم عندما رفضت الأحزاب المشاركة في الجمعية التشريعية الأولى وقالوا نرفضها حتى لو جاءت خالية من كل عيب. وهناك قوى سياسية دخلت الانتخابات وعندما ظهرت النتيجة قالت إن المسألة بها ندوب وعيوب واضحة وظاهرة. ü الناس في حاجة لإجراء حوار سياسي من نوع جديد يبحث فيه الناس لأول مرة برنامجاً سياسياً وليس حكومة!! لعبة الكراسي سهلة ولا توجد مشكلة هنا. المهم البحث عن برنامج سياسي وطني يتفق عليه الجميع ولا اعتقد أن هناك تبايناً واضحاً في مواقف القوى السياسية حول أهم البرامج والمعضلات التي تواجه البلاد .يجب أن يدور الحوار حول برنامج وطني يبحث فيه الناس قضايا دارفور والموقف من الوحدة والإنفصال وكيف يحكم السودان وكيف يتواضع الناس على احترام أدوات الديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة اذا تم ذلك فإن الطريق سينفتح تلقائياً للإجابة على السؤال من يحكم السودان.