الزمان : الأحد الماضي.. المكان : أمكنة مختلفة هي مركز صحي حي البساتين بمدينة الكاملين.. مستشفي الكاملين وأماكن أخرى يسمونها مستوصفات.. العنوان: (لا حس لا خبر). هذا هو الحال الذي تعيشه مدينة الكاملين، وربما يكون قد خاننا الخيال، حتي نقدم الصورة الأقرب للحقيقة.. فمدينة الكاملين ورغم ما تكتسبه من أهمية تاريخية وجغرافية، إلا أنها تفتقر للصحة بمعني الكلمة، فالمستشفي عبارة عن لوحة زاهية ومبانٍ تفتقد الحياة.. والمراكز الصحية في حالة أقرب للغياب التام، وحضرنا ولم نجدكم.. وضربنا مثلاً بيوم أول أمس، حيث قادنا المرض إلى البحث عن طبيب، فهالتنا المفاجأة عندما لم نجد في المركز المذكور شخصاً سواء المدير الإداري.. وشاباً ممسكاً بخرطوم مياه يستجدي به حرارة الشمس أن تتلطف به.. أما المستشفي فيبدو حالها كعصفور الزينة، الذي يعجبك شكله ولكنه لا يغرد، أو زهور البلاستيك التي هي بلا رائحة.. شكلاً بلا مضمون.. وفي الوقت الذي تتوفر فيه سبل العلاج تتوفر كل أسباب المرض.. بداية من القرار الذي أصدرته وزارة الصحة بولاية الجزيرة، الذي منعت بموجبه استخدام الأكياس البلاستيكية، مما أتاح للمواطنين استخدام أكياس ورق الأسمنت، وورق الصحف الملوث بالأحبار والمواد الكيماوية.. بالإضافة لفوضى السوق، وهي مشاهد كنا شهوداً عليها، وهي الآن موجودة لمن أراد أن يشاهد.. وبقية المشاهد فحدث ولا حرج.. فالمياه التي يستمد منها المواطن الحياة تبدو من الأحلام المستحيلة في بعض الأحياء.. والأوساخ تتراكم في الكثير من الأمكنة، في الوقت الذي تمر فيه عربة النفايات مرور الكرام بالأحياء. نعم في الكاملين كل أسباب المرض متوفرة، وكل أسباب العلاج غير متوفرة..فمواطن الكاملين المغلوب على أمره، والمحاصر بالفواتير، يحتاج للصحة ويحتاج لمقابل ما يدفع، فغاية أحلامه تلخصها مقولة: (إذا توفرت الصحة فكل شئ يهون).. والصحة بما شاهدناه لن تتوفر، إلا بمراجعة قرار وزارة الصحة الولائية، وإيجاد البديل الصحي لأكياس البلاستيك.. وبأن تؤدي الجهات المعنية بالصحة دورها على الوجه الأكمل.. ونعود إن أمد الله في الآجال.