أدلى الصحفي الكبير الأستاذ إبراهيم عبد القيوم بإفادات مثيرة ل (آخر لحظة) حول مسيرة المشير عمر حسن أحمد البشير من خلال دراسته الثانوية بمدرسة الخرطوم القديمة الثانوية التي عمل بها الأستاذ إبراهيم لفترة وكان خلالها المسؤول عن الفصل الذي يدرس به الرئيس البشير. وقال الأستاذ إبراهيم في حديث قصير مع رئيس التحرير أمس إنّه كان يعمل معلماً بالمرحلة الثانوية في ذات المدرسة التي يدرس بها الرئيس البشير ونائبه الأستاذ علي عثمان محمد طه، وإن الأستاذ الكبير الراحل محمد عبد القادر كرف الشاعر المعروف استدعاه ذات يوم في المدرسة وسأله عن ملاحظاته عن بعض الطلاب ومن بينهم الطالب عمر حسن أحمد البشير فأجاب الأستاذ إبراهيم عبد القيوم بأنه طالب ذكي يخلو سجلّه من المشاكل والمشاغبات إلا أن الراحل كرف قال له إن في عيني هذا الطالب شيء غريب لم يستطع أن يعرفه.. ثم سأله عن الطالب علي عثمان محمد طه فأجاب بأنه طالب هاديء وذكي لكنه صامت ومُقل في الحديث. وأضاف الأستاذ إبراهيم عبد القيوم أن خلافاً نشب بينه وبين مُفتّش اللغة العربية والتربية الإسلامية الراحل الأستاذ إسماعيل أبو القاسم قاد إلى نقله من الخرطوم القديمة إلى مدرسة الخرطوم الصناعية إلا أن ذلك لم يمنعه من متابعة أخبار ونتائج الطلاب الذين كان يقوم بتدريسهم لذلك طلب منه الأستاذ الكبير محمد عبد القادر كرف - رحمه الله - أن يحصل على نتائج الطلاب بعد امتحانات الشهادة السودانية وقال له بالنص:(شوف نتائج أولادنا ديل) ويقول الأستاذ إبراهيم عبد القيوم إنه اطّلع على أسماء جميع الناجحين ومن بينهم الطالب عمر حسن أحمد البشير ووجد اسمه في (البورد) الخاص بالطلاب المقبولين في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - لكنّه لم يعرف الأسباب والدوافع التي أدت إلى أن يتّجه عمر حسن أحمد البشير إلى الجيش مستدركاً: (ربما كانت هذه رغبة دفينة داخله). ويستطرد الأستاذ إبراهيم عبد القيوم فيقول إنه كان يُحرر في العام 1962م صفحة في صحيفة (الصحافة) التي كان يرأس تحريرها المرحوم عبد الرحمن مختار، وكان له باب بعنوان (على الدرب) ينشر مساهمات الشباب من طلاب جامعة الخرطوم والمدارس الثانوية وإن تلميذه عمر حسن أحمد البشير كتب مساهمة على ورق متوسط بالقلم الأسود حتى يتم نشرها في ذلك الباب الذي نشر أول مقالة للأستاذة آمال عبّاس وكانت عن الفنان عبد الكريم الكابلي، ونشر أول مقالة للأستاذ عبد الرحمن إبراهيم حامد (ود إبراهيم) وكانت عن الشاعر التجاني يوسف بشير وأول مقالة للدكتور بركات موسى الحواتي وغيرهم. أما لماذا لم يتم نشر مادة الطالب عمر حسن أحمد البشير فهذا السؤال نفسه طرحه كاتبها على الأستاذ إبراهيم عندما التقاه في «أسمرا» عام 1999م خلال مفاوضات في العاصمة الأريترية رعاها الرئيس أسياسي أفورقي بين الرئيس البشير ومولانا محمد عثمان الميرغني، ولم يكن قد تم لقاء بين الأستاذ وتلميذه منذ العام 1962م.. وعندما التقيا بالأحضان تساءل الرئيس عن الأسباب التي منعت نشر مقاله، وقال للأستاذ إبراهيم إنه لو تمّ النشر وقتها لتغيّر مسار حياتي تماماً واتّجهت للاشتغال بالصحافة. وسألت (آخر لحظة) الأستاذ إبراهيم ذات السؤال فأجاب بأن رئيس التحرير الأستاذ عبد الرحمن مختار استدعاه في مكتبه وقال له إن (أصدقاء الصحيفة) يرون أن الصفحة التي يحررها تحوّلت إلى صفحة ناطقة باسم الناصريين.. فاحتجّ الأستاذ إبراهيم على ذلك وقال له: (من هم أصدقاء الصحيفة.. هل هم القراء أم الصحفيون؟) وكان قد سبق له أن قدّم صفحته داخل مظروف كبير حتى يتم تجهيزها لجمع المادة ثم تصميمها قبل النشر.. لكنه فوجئ بأن الظرف بأكمله قد اختفي وداخله مادة الطالب عمر حسن أحمد البشير الجاهزة للنشر. وتُشير (آخر لحظة) إلى أن عدداً مقدراً من أسرة الرئيس البشير يعمل بالصحافة، منهم شقيقه الراحل الشهيد عثمان حسن أحمد البشير، والأساتذة الطيّب مصطفى رئيس مجلس إدارة صحيفة «الانتباهة» وكمال حسن بخيت رئيس تحرير صحيفة «الرأي العام» وراشد عبد الرحيم الصحفي والكاتب المعروف وحرمه السيدة سلوى حسن صديق، وغيرهم.. إلا أنّ آخر من انضمّ إلى مهنة الصحافة من أسرة الرئيس البشير فقد كان هو الدكتور المُعز حسن بخيت الذي أصدر مؤخراً صحيفة «الحقيقة» وترأس مجلس إدارتها.