لا ينكر أحد دور قناة (الشروق الفضائية) وبالأخص في الوحدة الوطنية والسلام وغيرها من القضايا الوطنية .. ولكن المتابع للشروق من خلال برامجها الرياضية و نقلها للمباريات يلحظ أنها لا تتعامل بالمهنية المطلوبة وتبدو كحرباء تتلون بكل الألوان ما عدا الأزرق .. وحتي لا نطلق الحديث علي عواهنه ونلقي بالإتهامات دون أسانيد .. نشير كمثال لمباراة أول أمس بين الهلال والإسماعيلي المصري .. التي ظهرت فيها القناة ومعلقها وكأنهم يقفون إلي جانب الإسماعيلي وكأن الهلال فريق من إسرائيل .. وكلنا تابعنا تحسر معلق المباراة حاتم التاج علي خطأ إرتكبه عصام الحضري كاد أن يدفع ثمنه هدفاً في شباك فريقه لولا رعونة مهاجم الهلال أحمد عادل .. هذا الخطأ كشف عدم مهنية المعلق وتعامله بعقلية المشجع المتعصب فحاتم راح يحدثنا عن غلطة الحضري التي وصفها بغلطة الشاطر ويتحدث عن الحضري ولم يبد أسفاً أو تعليقاً علي هدف ضاع من الهلال .. وواصل التعليق علي المباراة متجاوزاً العرض القوي الذي قدمه الفريق السوداني في شوط المباراة الأول .. ثم وجد ضالته في الشوط الثاني ليخرج عن مهمته الأساسية وهي التعليق وتحول إلي خبير كروي يحلل حال الكرة السودانية ويصف اللاعب السوداني بما راق له من صفات القدح والذم .. اما مخرج المباراة فقد إحتفي بكل هجمة خطيرة علي مرمي الهلال وأعادها أكثر من مرة .. مخطئ المعلق ومخطئ المخرج وغيرهما إن ظنوا أنهم ينالون رضاء رئيس مجلس إدارة القناة .. رئيس نادي المريخ .. فرئيس مجلس إدارة القناة أكبر من هذا الفهم الرياضي الضيق .. ويهمه الوطن قبل المريخ .. ولا أظن أن أي شئ من شأنه أن يخصم من رصيد القناة يمكن أن يسره.نقولها بكل صدق .. قناة الشروق ما زالت عندنا هي (شمس السودان التي لا تغيب) ولكنها بمثل هذه الأفعال ستغيب شمسها للأبد .. وعندما نقول ذلك فمن حرصنا علي نجاح القناة ..لا تقودنا إنتماءات رياضية ضيقة ولا تعصب رياضي كفيف أو مبصر.. فالوطن عندنا أكبر من الهلال ومن المريخ .. ونجاح إعلامه هو غايتنا قبل أي إنتصار للفريقين يتحقق هنا أو هناك .. فالتعصب والتخلي عن المهنية والتسربل بثوب الخبراء والتدخل في تخصصات الآخرين ومحاولة إرضاء فرد علي حساب شعب هو مرفوض جملة وتفصيلاً .. فالشروق هي قناة الوطن سواء أن كانت للمؤتمر الوطني أو لجمال الوالي .. والوطن كبير فيجب أن تكون قناته كبيرة بفكرها وحياديتها .. وهو الشئ الذي نجحت فيه سياسياً .. ونتمني أن يتواصل رياضياً .