قصة (ريا) و (سكينة) شغلت في مفتتح عشرينيات القرن الماضي مدينة الاسكندرية في مصر وتحديداً بعد منتصف يناير 1920م عندما تلقي حكمدار البوليس أول بلاغ من زينب حسن عن اختفاء ابنتها نظلة أبوالليل التي لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها ليبدأ بعد ذلك مسلسل ولغز إختفاء النساء اللاتي بلغ عددهن (17) إمرأة إلى أن كشف البوليس هكذا كانت تسمى الشرطة في ذلك الوقت تفاصيل الجرائم التي هزت مصر وطارت أخبارها إلى كل العالم وتم تنفيذ حكم الإعدام في السفاحتين (ريا) و (سكينة) وشركائهما في أواخر ديسمير من العام 1921م. الآن ظهرت نسخة سودانية للسفاحتين (ريا) و (سكينة) لكنهما سفاحتان من نوع آخر أكثر خطورة لأنهما تستهدفان الأطفال الأبرياء، إحداهما تدعى (جليلة) والثانية (أماني) نفذتا مع شركائهما أيضاً ومن بينهم سائق ركشة أفظع الجرائم وهي خطف طفل من أمام منزل ذويه بمدينة الأزهري، منذ أسبوعين تقريباً، وعندما فجرت الصحافة الأمر وتابعت الشرطة ولاحقت الآثار وضيقت الخناق وألقت القبض على إحدى المشتبه بهن في خطف الطفل حسام شمس الدين موسى، شعر بقية الشركاء بخطورة الأمر، فأعادوا الطفل إلى أمام منزله ليلاً، ربما خوفاً من إنكشاف أمرهم، وربما لأنهم شعروا بأن الشرطة على وشك الإيقاع بهم أو ربما لأنهم شعروا بصدى الجريمة البشعة داخل هذا المجتمع الذي لم يألف مثل هذه الجرائم التي لا يكون سببها خلاف اصلاً مباشر أو غير مباشر بين المجرم والضحية، لأن الضحية طفل صغير لم يتجاوز الثالثة من عمره. وقبل يومين وقعت حادثة إختطاف أخرى لطفل برئ في مدينة الحاج يوسف، وربما تظهر الأيام القادمة جرائم من ذات النوع في أحياء أخرى مختلفة، وربما في مدن غير الخرطوم.. وقد نشرت الصحف قبل فترة عن ضبط الشرطة لعصابة معظم أعضائها من النساء كانت تقوم بخطف الأطفال وبيعهم، حتى إن إحدى عضوات هذه العصابة عرضت إبنها الذي يبلغ عامين للبيع مقابل ألفين من الجنيهات.. وهذه جريمة لن تُغْفَر مهما كانت المبررات. الآن وحسب معلومات خاصة بدأت الشرطة في الإمساك ببعض خيوط الجريمية وربما تضع يدها على خاطفي الطفل (حسام) خلال ساعات ولن يشفع للعصابة الخاطفة أنها أعادت الطفل إلى أهله وذويه، لذلك سينتقل الأمر بعد الشرطة إلى النيابة حتي تتولى التحقيق وتوجيه الإتهامات، ثم ينتقل إلى القضاء ليقول كلمته الفصل. جريمة خطف طفل وترويعه وترويع أهله وعرضه للبيع أو الاحتفاظ به لا تقل خطورة عن جريمة الاغتصاب أو القتل التي تعرضت لها الطفلة (شيماء) قبل فترة، ويواجه مغتصبوها وخاطفوها حبل المشنقة بعد شهر واحد.. عقوبة الخطف يجب ألا تقل عن الإعدام حتي نوقف مثل هذه الجرائم غير الانسانية قبل أن تتحول إلى ظاهرة.