كان يوم الأربعاء الماضي الجلسة الأولى في القضية التي رفعها معتمد محلية القوز بولاية جنوب كردفان في مواجهة المتهمين مصطفى أبو العزائم رئيس التحرير وكاتب هذه الزاوية اليومية، بسبب مقال في فبراير الماضي على خلفية الانتخابات الداخلية في المؤتمر الوطني والمواقف المتباينة حيال المرشحين، وفي ذلك المناخ التنافسي كتبت عن مشروعات هيئة تنمية غرب كردفان التي تعثرت بسبب المال وعن طريق السهو والخطأ نسبنا تشييد مدارس للمقاول النو علي جبريل معتمد محلية القوز الحالي، بينما المعتمد لم ترسَ عليه عطاءات المدارس، دع كونها مطابقة للمواصفات أول لا.. وقد استخدم المهندس النو علي جبريل حينها حق التصحيح واعتذرنا للقاريء وله حينها عن خطأ نسبة المدارس له. بعد الجلسة الأولى صافحني الأخ بحرارة وتبدت علامات الحزن على محياه وهو يقود أحد مواطني محليته وأحد المحسوبين على القبيلة التي يتولى المعتمد رئاسة مجلس شوراها، فقال بلهجة حزينة بإذن الله لن نعود لهذه المحكمة مرة أخرى قبل حل الخلاف ودياً.. وقد نشط في الأسبوع الماضي بعض قيادات المؤتمر الوطني لتسوية أسباب الخلاف، وفي مقدمة هؤلاء القيادات نائب رئيس المؤتمر الوطني محيي الدين التوم، والقيادي في الحزب ووكيل الرئيس أبوزيد عبد القادر حسن، والأصدقاء ياسر مختار ومحمد آدم سراغة وعوض الله الصافي نواي، وخلال جلسة برئاسة العميد محمد مركز وكوكو وزير الدولة بالسياحة الذي يمثل المنطقة التي تجمع من يختلفون في الشأن العام والخاص، وتلبية لرغبات بعض الناشطين في العمل العام تصافى الجميع وذرف الأخ يوسف سعيد الدمع بعد أن تذكرت صلات القربى وفاضت دموعه، وكان يوسف سعيد والأخ يعقوب علي جبريل قد أبديا رغبة حقيقية في إنهاء الخلاف إنابة عن موكلهم النو علي جبريل.. بينما تعهد الأخ أبوزيد عبد القادر بطي صفحة خلافات الأمس. أبدى الأستاذ مصطفى أبو العزائم رئيس التحرير والمهندس الحاج عطا المنان رئيس مجلس الإدارة سعادتهما بمبادرات أصدقاء (آخر لحظة) الذين يحرصون عليها كصحيفة وصحافيين وفي شأنها يبذلون الجهد ويهدرون الوقت ويضحون بالوقت من أجل تسوية بعض المنازعات وقضايا النشر تعيق أعمال رؤساء التحرير وتهدر وقت الصحافي، وخير سبيل لطي الخلافات (الجودية) السودانية والتسويات التي أشتهر بها حكماء المجتمع أمثال الأخ أبوزيد الذي اقتطع من وقته وماله وسافر من جنوب كردفان حتى الخرطوم من أجل هذه القضية، وأبوزيد الشهير بالبلك، إنسان على طريقته الخاصة كأنه مصطفى سعيد في رواية موسم الهجرة للشمال أو (منسى)، يمثل البلك شخصية تجمع بين التقليدية والحداثة.. شخصية شيوخ العرب والسياسيين الذين عاصروا عهود عديدة ورست سفنهم أخيراً في شواطيء المؤتمر الوطني فجعلوا منه حزباً جماهيرياً. خلال حقبة الوالي السابق عمر سليمان، منح البلك لقب والي شمال الولاية.. لكنه لقب بدون سلطات أو ميزانية، وحينما جاء أحمد هارون نزع عنه السلطات الإدارية والمالية وأبقى على سلطاته التشريفية ولا تزال ولايته بلا ميزانية. شكراً للإخوة الحادبين على الصفاء بين الناس، وشكراً للأخ المعتمد النو علي جبريل الذي رغم ثرائه الذي يؤهله للمنافسة على رئاسة إتحاد أصحاب العمل، ورغم الحسب والنسب مع آل أبو العلا، لكنه تقبل العمل معتمداً في محلية القوز إلى حين الانتخابات بعد القادمة!!