- نزولاً لمقتضيات الحال مرغماً بحدث صغير ومعانٍ كبيرة، أكتب اليوم عن تكريم وحفاوة طوقني بها أهلي وعشيرتي السبت الماضي.. ومما وطنت نفسي عليه النأي بالذات الفانية عن التمجيد أو إهدار وقت القاريء في الخاص واستغلال مساحة المنبر الذي منحته للكاتب الصحيفة من أجل قضية عامة فيحله البعض لساحة خاصة. - في الأسبوع الماضي وجهت قرية الحاجز بولاية جنوب كردفان محلية القوز.. الدعوة لشخصي لحضور احتفالية عيد الاستقلال وتكريمي من بين نجوم وقيادات المنطقة تحت شعار (الوفاء لأهل العطاء) رغم أنني اعترف جهراً بأن عطائي في ميدان الكسب قليل جداً وإن اتسعت مساحة الأمل والعزم للسعي نحو تقديم شيء لمنطقة منها خرج البروفيسور التجاني حسن ود. حامد بشير والعميد عبد الله عبد الصمد ود. إبراهيم نورين وآلاف الخريجين الذين تناثروا في فضاء الوطن كالثريات المضيئة ممن كانوا يستحقون التكريم أكثر مني وأهل عطاء وإنجاز تلامسه على أرض الواقع الأستاذ محيي الدين التوم حامد نائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية، ود. عبد الرحمن الشريف معتمد القوز الذي نهض بالمحلية من الورق للبناء الشامخ، ومن بعثرة الصفوف وانقسام الداخل لوحدة جعلت القوز المحلية (النموذج) بشهادة الوالي هارون.. - تقليد بالغ القدم حافظت عليه منطقة الحاجز بالاحتفاء بعيد الاستقلال منذ 35 عاماً وحتى اليوم تقام الاحتفالية الشعبية سنوياً، تجمع الأموال على شحها ويتبرع الناس رغم فقرهم بما يكفي لإقامة احتفالية المدارس حتى يخرج الطلاب في مسيرة تمجد الاستقلال ورموزه الذين تخلت عنهم المدن ولم يتخلَ شباب الحاجز عن التقليد القديم المتجدد، وأضاف إليه الشباب في هذا العام احتفالية التكريم. - طوقني أهلي وعشيرتي في الحاجز بوشاح أغلى عندي من ذهب الدنيا وبهرجها، وأعز عندي تكريم الحاجز من أي تكريم آخر.. كيف لا وقد جمعت المنطقة الاقتصادية الأولى في الولاية وأكبر سوق للإبل في السودان من بين ما جمعت البقارة والأبالة والبديرية والحوازمة وبني فضل وبني بدر والتكارير والبرقو والفلاتة وبني حسن وخزام وشلنقو والنوبة وقليلاً من الجعليين والشنابلة وكنانة، وتماهت القبيلة في القبيلة وأصبحت الحاجز والمنطقة الأم والأب، فأخرج الشباب على عوض وأبو القاسم الصادق وصلاح القناوي وأولاد المهدي وبكري كوكو.. وبنات الحاجز كلثوم وعائشة وسلوى، أخرجوا مهرجاناً ثقافياً ورياضياً جعل حتى الشيخ التوم حامد يحيى يقرأ من وريقة قصيدة جادت بها قريحته تحية لمناسبة منحت فيها الحاجز شهادة التقدير للواء إبراهيم أحمد حسين الذي ترشح في الانتخابات الماضية بعباءة حزب الأمة ويقود الآن التعبئة لصالح الوطني بعباءة المؤتمر، وكرمت المنطقة أحمد محمد زين الذي لم تبدله الوظيفة ولم يبطره النفوذ، وياسر مختار حسن الذي جعل من مكتب تنسيق الولاية نافذة لخدمة الإنسان لأخيه الإنسان، والشيخ أبوزيد البلك وقيادات محلية ساهمت في تغيير وجه المنطقة. شكراً لأهل الحاجز القناوي وشكراً للأستاذ أحمد فضل الله المدير العام لشركة ميسكو للاستثمار الذي أهدى الاحتفالية ملابس ومعدات رياضية.. وشكراً للقاريء الذي تقبل هذه المساحة للحديث عن الذات الفانية.