ما زال مسلسل معاناة المواطنين من الحصول على المياه يتكرر سنوياً بأحياء ومحليات الولاية المختلفة، رغم وعود المدير العام لهيئة مياه الخرطوم المهندس خالد إبراهيم حسن الذي أكد في الحوار الذي أجرته معه «آخر لحظة» بتاريخ 5/12/2009 عدم تكرار مشكلة الصيف الماضي، وقال اذا ما تكررت سأغادر مكاني هذا «لن تجدوني في هذا الكرسي»، فهل سيفي المدير بوعده الذي قطعه بعد تكرار سيناريو العام الماضي؟ حيث كشفت جولة «آخر لحظة» بالكثير من الأحياء والمحليات، حجم معاناة المواطنين من الحصول على المياه بالسهر أمام المواسير وسحابات المياه «الموتورات»، لتجود عليهم بقطرات من المياه.. قال سكان جنوبالخرطوم- السلمة وبعض مربعات الإزهري، إن مشكلتهم مع المياه ما زالت قائمة رغم وعود المسؤولين منذ سنوات بمعالجتها بعد دخول محطتي سوبا وجبل أوليا، قائلين ل (آخر لحظة) إن المسألة أصبحت «ونسة» وتخديراً.. متسائلين الى متى سيظلون على هذا الوضع وخاصة في فصل الصيف؟ فيما أكد سكان ومواطنو منطقة صالحة على معاناتهم التي بدأت منذ عدة أشهر، موضحين أن المياه أصبحت شبه معدومة بالمنطقة رغم ملوحتها، متسائلين أين وعود الهيئة بحل المشكلة. وأجمع عدد من المواطنين بجبل أولياء، السامراب، الفتيحاب، امتداد ناصر ووسط الخرطوم بحري- الدناقلة.. و.. على أنهم أصبحوا لا يستطيعون الحصول على المياه حتى بالسحابات «الموتور»، وأصبحوا يساهرون حتى وقت متأخر من الليل للحصول عليها، وعند مجيئها تكون عبارة عن طين وأحياناً تحمل معها رمالاً وبعض الأشياء، مما ينجم عنها إصابة الكثيرين بالإسهالات، وأشار البعض للجوئهم لشراء مياه الصحة، موضحين أن سعر البرميل يتراوح ما بين 3-8 جنيهات، مبدين استغرابهم لهذه الظاهرة الغريبة.. عطش العاصمة سنوياً وبصورة دائمة وعدم وجود حلول جذرية من قبل القائمين على أمرها، وقالوا إن الغريب في الأمر انتظام فواتير التحصيل شهرياً، مشيرين لتخوفهم من شربها في هذه الفترة نسبة (لعكورتها) الزائدة وعدم وجود توجيهات واضحة من قبل المسؤولين. وقالوا اذا كانت المشكلة معالجة شبكات، فسنوات معاناة المواطنين كفيلة بمعالجتها.. وأشار البعض للأخطاء الفنية التي صاحبت محطة المنارة الجديدة التي افتتحت قبل أشهر، إلا أن فرحة المواطنين لم تكتمل، متسائلين لماذا تتكرر هذه الأخطاء.. ولماذا التسرع في افتتاحها.. هل كان للكسب السياسي للانتخابات أم ماذا؟ وقال مواطنو وسكان الريف الشمالي- بحري ل (آخر لحظة)، إنهم يعانون من مشكلة العطش منذ أكثر من 3 شهور، وأصبحت المواسير تطلق صيحات العصيان «الشخير»، رغم أنهم يقطنون قرب البحر «النيل»، إلا أنهم يقومون بشراء البرميل بمبلغ «3» جنيهات، وأكدوا أن محطة شمال بحري «النية»، التي افتتحت منذ أشهر لتوفير ومعالجة المياه لكل أحياء الريف الشمالي وحتى منطقة الكدرو، توقفت بسبب أخطاء فنية.. وما زالت مشكلة المنطقة قائمة وتعاني من العطش الشديد، عازين سبب تعطلها لإنشائها بمنطقة رملية رغم أن هناك مناطق أخرى تصلح لإنشائها، وأكدوا ل «آخر لحظة» أن هناك تلاعباً واضحاً ضحيته المواطن المسكين المغلوب على أمره. وقال مواطنو بحري الدناقلة إن المشكلة كانت قائمة منذ فترة، وقبل الانتخابات انتظمت المياه، ولكن فوجئنا بعد الانتخابات برجوع (ريما لعادتها القديمة)، والآن نحن منذ أكثر من شهرين مع هذه المعاناة.