قالت الحركة الشعبية، على لسان روبين مريال بنجامين، الذي قيل: إنه يمثل الحركة الشعبية في مصر والشرق الأوسط، وجامعة الدول العربية، قال: إن بقاء السودان موحداً رهين بفصل الدين عن الدولة، وتخلّي الشماليّين عن الشريعة الإسلامية، وإقامة نظام علماني في السودان، وبغير هذا الشرط سيذهب الجنوب لسبيله؛ لتأسيس دولته بحلول العام القادم. روبين مريال، اسم يتردّد، لأوّل مرة، في أجهزة الإعلام، وقيل: إنّه يمثل الحركة الشعبية في مصر والدول العربية والجامعة العربية!! في حالة التمثيل الأوّل بمصر مطلوب، وفي الدول العربية نعم، ولكن كيف يمثل الحركة الشعبية في جامعة الدول العربية، والحركة الشعبية تتنكّر علناً لعروبة السودان، وترفض الاعتراف بعروبة السودان، وتعتبر انتماء السودان للعروبة زائفاً، لا يعبّر عن واقع الدولة؟ كما أن للجامعة العربية ممثلين للحكومات العربية، فهل هناك ممثلون سريون للأحزاب والمليشيات العسكرية؟ ومتى أصبح روبين (هذا) ممثلاً في الجامعة العربية!! مضمون الدعوة التي أطلقها روبين للشماليين، التخلي عن الشريعة الإسلامية، إن كانوا يرغبون حقاً في الوحدة مع الجنوب!! هل أصبحت كل مطالب الجنوبيين، الدولة العلمانية التي يفصل فيها الدين عن الدولة؟؟ أم هي محاولة لإرغام الشماليين لدفع فاتورة باهظة الثمن، وفرض شروط الجنوب عليهم؟ وروبين يعلم أنّ الشمال لن يقبل بإلغاء الشريعة الإسلامية، حتى لو انفصل الجنوب اليوم قبل الغد!! مشكلة النخب والمثقفين في الجنوب، من المقيمين في المهجر، على وجه الدقّة، يحلمون بوطن مثالي في الجنوب، لا وجود له على أرض الواقع، كما يحلم بعض الشماليين بذات الكيفية والطريقة، وجميع هؤلاء يتجاوزون الواقع، فالجنوب في كنف الدولة الإسلامية، كما يسميها بعض النخب الجنوبيّون، نال من المناصب التنفيذية والسيادية العليا ما لم ينلْه في حقب الدولة العلمانية في السودان.. الجنوب ينال منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية، ولكن لماذا لم يمارس النائب الأول سلطاته وصلاحياته كنائب أول للرئيس؟؟ هل عند روبين (هذا) الإجابة أم عند فاقان أموم!! في كنف النظام الإسلاميّ، كما تدّعي النخب (الأفرنجية) الجنوبية، أصبح د. لام أكول، أوّل مسيحي من جنوب السودان يتقلّد منصب وزير الخارجية، ثمّ جاء من بعده الوزير الحالي، دينق ألور، فهل عززت الشريعة من وجود الجنوبيين في السلطة؟؟ أم انتقصت من وجودهم، الّذي كان لا يتعدّى وزارة الأشغال والثروة الحيوانية والسياحة في حكومات علمانية، مثل حكومات نميري، ما قبل 1983م، وحتّى حكومات الصادق المهدي، بعد 1986م كان وجود الجنوبيين هامشياً في السلطة. بعض الجنوبيين أخذوا في (تديين) قضية الانفصال، وفي ذلك ضرر بالغ بقضيتهم؛ لأنّ نسبة المسلمين في الجنوب، في هذه الحالة، ستجد نفسها في خندق المدافع عن الوحدة، بعد أن كان بعضهم مع الانفصال، ثمّ لماذا كل هذا الخوف والفزع من صناديق الاستفتاء قبل حلول أجلها؟؟ أهي محاولات تغبيش للوعي العام؛ لشيء في نفوس أمثال روبين؟!