قبل أيام تلقيت مكالمة غاضبة من خريجة اسمها ابتسام!! قالت إنها ذهبت للتقديم للوظائف الجديدة التي أعلنت عنها ولاية الخرطوم. ابتسام قالت إنّها مثل «آلاف» يقومون بأداء مهمة التقديم «ببطن طامة»- وطامة هنا ليست الطامة الكبرى!! ولكنّها قالت إنّهم في مرحلة انعدام الوزن ويريدون أن يقنعوا أنفسهم بأنهم قدموا!! و أقسمت بأغلظ الإيمان أن «الواسطة» لن تترك لهم مجالاً لأن يتمرغوا في محراب الميري.. وهو تراب قطعاً سيفوتهم ولن يلحقوه..!! لم أشأ أن أجادل ابتسام كثيراً خاصة وهي قد ذكرت ما سمعته وما رأته بعينيها من بعض ممارسات موظفة في إحدى نوافذ التقديم، قالت إنها تفتح الشباك لدقائق! ثم تغلقه ثم تُعيد الكرة مرة أخرى!! وقالت إنها في هذه الدقائق تتسلم عدة ملفات «من الداخل» «والداخل» هذه تذكّرنا بالسلام من الداخل!! هل تذكرونه!! ابتسام قالت إنها فشلت في الوصول للشباك بسبب الزحام الرهيب واتفقنا أن تمدنا بالجديد والتطورات التي تحدث لهم ولا أعرف عما إذا كانت قد وصلت الشباك وتم استلام طلبها أم لا ولكن الذي أعرفه أن الناس وصلوا إلى مرحلة «الوهم» والذي هنا يعني الحقيقة والحقيقة تقول إنّك لن تظفر بوظيفة أو أي معاملة حكومية دون واسطة. وهذا المرض في اعتقادي لم يسببه «فيروس» الإنقاذ وحده ولكن الفيروسات الحكومية المتعاقبة على السودان منذ التركية الأولى قد ساهمت في إيجاد هذا الداء والذي نصفه هنا «بالاستيطاني»!! ولا أعرف كيف سيتم اقتلاعه من جذوره للأبد. أمس الأول قامت ولاية الخرطوم بخطوة مشجعة وهي أن يؤدي أعضاء لجنة الاختيار للوظائف الجديدة قسم أداء الواجب والمسؤوليات بكل تجرّد وأمانة وحيدة وألا يكون هناك تمييز بين أي مواطن سوداني مؤهل وآخر بسبب الدين والعرق والجهة أو الجنس أو الانتماء السياسي. ولكن هل أداء القسم يكفي لطمأنة الجميع؟ نتمنى ذلك وفي البال الكثير من «الدالات» لخيانة القسم والنكوص عن «الأمانة» وعكس الأمانة هي الخيانة!! وتبقى المحمدة محفوظة بفتح باب الأمل أمام 5400 خريج ومعهم 5400 أسرة أو أكثر من ذلك وتبقى المحمدة في خطوة القسم والتي تعني أن الناس لا زالوا يتمسكون بالفضائل والأخلاق حتى لو كان ذلك على«الظاهر»وأمام عدسات الصحافة فالشريعة عليها«بالظاهر»ويعلم بالسرائر علاّم الغيوب وغفر الله لي ولكم.