جولة : حنان الطيب / ابتهاج العريفي تصوير : سفيان البشرى تدافع وازدحام كبير تشهده، هذه الأيام، مباني لجنة الاختيار للخدمة العامة بولاية الخرطوم، من قبل الخريجين من مختلف التخصصات، في سبيل الحصول على وظيفة من الوظائف، البالغ عددها 5400 وظيفة، من الوظائف التي أعلنتها ولاية الخرطوم لاستيعاب الخريجين، آخر لحظة كانت هناك، ورصدت حجم معاناة هؤلاء الخريجين، الذين ينتظمون في صفوف طويلة تحت هجير الشمس المحرقة، منذ صلاة الصبح، لحين بدء الإجراءات عند التاسعة صباحاً، وحتى الثانية عشرة ظهراً، وإن الكثيرين يرجعون (بخفي حنين) لعدم تمكنهم من الوصول لشباك التقديم؛ بسبب الصفوف الطويلة، والعودة في اليوم الثاني لذات السيناريو دون جدوى، خاصة وأن آخر يوم للتقديم 24 من الشهر الجاري، وفجأة تدافعت ذات الصفوف إلى (آخر لحظة)؛ لعكس مدى معاناتهم الكبيرة، بالوقوف لساعات طوال تحت هجير الشمس، مع انعدام أبسط الخدمات، قالوا: من المفترض أن تكون هناك صيوانات وكراسي ومياه، كما أكدوا لآخر لحظة الإجراءات التي تسير بسلحفائية من قبل اللجنة، مشيرين لوجود (2) فقط من الموظفين، مقابل هذا الكمّ الهائل من الخريجين، الذين يحلمون بوظيفة بعد فترة عطالة امتدّت لسنوات، موضّحين أن في الصف الواحد أكثر من 800 خريج وخريجة، وأن الازدحام الكبير أدّى لحالات إغماء، واختناقات، لعدد كبير منهم، خاصة (الجنس اللطيف)، وقال البعض: إنهم ظلّوا يترددون لمدة أيام، وبعد الوصول للتقديم، كانت المطالبة بتقديم كرت العمل، وشهادة السكن، وبعد استخراجها فوجئوا بإلغائها، موضحين أنهم يقومون (بالمبيت) للحجز في الصفوف الأولى، وتفادياً للوقوف تحت هجير الشمس، وانعدام أبسط الخدمات، مطالبين الجهات المسؤولة بمدّ فترة التقديم والساعات؛ لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن، ولتفادي الازدحام، خاصة وأن البعض قادم من الولايات، ومناطق بعيدة. اشتكوا (للصحيفة) من ارتفاع أسعار تصوير المستندات، موضحين أن سعر الورقة الواحدة ما بين (500 إلى 1000) جنيه، بالإضافة لأسعار المياه الباردة، والغازية، والفايلات، والساندوتشات، أمّا المركبات العامة فحدّث ولا حرج. شاهدت الصحيفة السوق الأسود المتحرّك، والممتلئ بمختلف السلع، ووسائل المواصلات، من أمجادات، وركشات، وتاكسي، مع ارتفاع التعرفة، موضحين أن معظمهم من أسر رقيقة الحال، ولا يستطيعون شراء أبسط الأشياء، وأن حق المواصلات في (تلتلة) مشيرين لانتهاز أصحاب النفوس الضعيفة لمثل هذه الأشياء بزيادة الأسعار، وقالت بعض الخريجات لآخر لحظة، بأنهم فوجئوا، بعد معاناة، بعدم وجود وظائف بالنسبة لخريجي علوم الكيمياء، التي تم الإعلان عنها ضمن الوظائف، ووجدوا أن الوظائف لزراعة الكيمياء، رغم معاناتهم التي استمرت لعدة أيام. أشار الكثيرون لتردّدهم يومياً، منذ بداية التقديم، بتاريخ 16/5، وحتى أمس، حيث لم يتمكنوا من الوصول لشباك التقديم؛ نسبة للأعداد الكبيرة من الخريجين، ذاكرين أن الذي يأتي عند الثامنة صباحاً يفشل في الوصول لشباك التقديم، مناشدين الجهات المسؤولة بزيادة عدد الموظفين؛ حتى يتسنّى للجميع التقديم، رغم علمهم وقناعاتهم بأن الوظائف معروفة لمن (يعني الواسطات) والواسطات خشم بيوت.