طفت على سطح الأحداث مرة أخرى فتوى إرضاع الزول الكبير ابو شنبات وعضلات تكسر حجر الظلط ، وفتوى إرضاع الزول الكبير قريبة أو مشابهة تماما لفتوى إرضاع زميل العمل التي اطلقها قبل فترة طويلة رئيس قسم الحديث في جامعة الأزهر الدكتورعزت عطية ، وقال عطية أعطاه الله على قدر نيته ،ان العاملة يمكنها إرضاع زميلها في العمل منعا للخلوة المحرمة خصوصا إذا كان وجود الموظف والموظفة بسلامتهما في مكتب واحد بابه مغلق ولا يتم فتحه الا بواسطة احدهما ، وفي ايامها قامت الدنيا ولم تقعد وتم تداول هذه الفتوى العجيبة في مجلس الشعب المصري ، وبعدها نامت الفتوى وخمدت انفاسها ، وما كادت تلك الفتوى تضرب النوم حتى فجر الشيخ عبد المحسن العبيكان من السعودية صيحة جواز إرضاع الكبير ، نعم الكبير الشايب العايب إذا إحتاجه أهل البيت إلى السكنى بينهم ، وأكد العبيكان في حوار معه بصحيفة (المدينة) السعودية في يوم 25 مايو الجاري ، ان الجهل يجعل ممن يدعون العلم يرفضون بعض النصوص لأهل العلم ولا يحترمون رأي الآخر ومضى العبيكان مؤكدا ان من يقول أنه لا حاجة إلى فتوى ارضاع الكبير في هذا الزمن فإنهم لا يمانعون من دخول غير المحارم من الرجال على نسائهم وبناتهم وهن متبرجات سافرات ، أما الذين يلتزمون بالحشمة والعفاف والغيرة فإنهم يحتاجون إلى مثل هذه الفتوى في هذا الزمن مثلما إحتاجها السابقون ، وبين العبيكان ان بعض العلماء أجازوا إرضاع الكبير في حالة إذا ما إحتاجه أهل البيت إلى دخوله عليهم والسكني بين ظهرانيهم ، وقد دعم العبيكان فتواه بالكثير من المشاهد الفقهية ، وما كادت فتوى إرضاع الكبير ابو شنبات تخرج من بياتها الشتوي حتى تصدى لها مجموعة من أهل الرأي ومن هؤلاء الشيخ الدكتور محمد النجيمي الخبير بالمجمع الفقهي الاسلامي ، حيث أكد النجيمي ان جواز إرضاع الكبير لا ينشر المحرومية بالرضاع ومن قاله جانبه الصواب ودعا العبيكان بالتراجع فورا عن هذه الفتوى ، وفي سياق الرفض لفتوى العبيكان انتقد مجموعة من علماء الأزهر هذه الفتوى جملة وتفصيلا مؤكدين ان فتوىإرضاع الكبير تخص آل البيت وهي فتوى استثناية على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وان اقرارها وجوزها في هذا الزمن سيزيد المفاسد ويشعهللها ويفتح الباب أمام الرذيلة ، المهم في هذا الزمن الرمادي كثرت الفتاوى وأصبحت المحطات الفضايئة مسرحا للتباري بين المفتين كل واحد منهم يخرج ما في جوفه من فتوى ما يجعل المتلقين في حيرة من امرهم ، وإذا تجاونا مثل هذه الفتاوى لأنها لا تدخل في نخاشيش أي زول عاقل فانه يجوز لنا في السودان الوطن المغلوب على أمره ، إطلاق فتوي جواز أن من يرضع من حب الوطن ويقوم بإثارة القلاقل يكون خارجا على إجماع الأمة السودانية من جنوبها إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها ، وأن تدعو هيئة المواصفات الفنية أحد شعراء المناسبات وما أكثرهم لكتابة أغنية دكاكينة بعنوان رضعة منك يا وطن ، على نسق رضعة يا السمحة أم عجن . عجايب .
