في حوار بين إثنين من العاملين بالمنطقة الصناعية بأم درمان قبيل الانتخابات، سأل أحدهم الآخر عن توقعاته للرئيس المتوقع فوزه بالانتخابات، فقال الآخر بسرعة: طبعاً البشير، وعندما سأله عن السبب قال بلغة عملهم المتداولة الراجل مفتِّح، وقد صدق العامل، فالرئيس البشير الذي عندما استولى على السلطة وقيل له: (عاوز شنو بجنازة البحر) قد جاء مفتحاً ولولا ذلك لما تجاوز المطبات التي لو واجهت دولة أقوى اقتصاداً وقوة عسكرية وتكنولوجيا منا، لانهارت وفشلت، في أن تشيد طريقاً واحداً، ولا نقول سداً مثل سد مروي أو سيارات وطائرات وغيرها، مما فعلته حكومة البشير، فالبشير حاربته أمريكا عسكرياً عبر كل دول الجوار ففشلت، حاربته اقتصادياً ففاجأها بانتاج وتصدير البترول، وحاربوه عبر الجنائية، فكسب منها التفاف أهل السودان حوله، وتصفيق كل قادة العرب في قاعة الدوحة التي وصلها متحدياً أوكامبو وقراره في شجاعة متناهية، ومثلما قال العامل بالمنطقة إن البشير سيفوز لأنه مفتِّح.. قالت والدتي التي لا علاقة لها بالسياسة (إن السواه ود البشير للناس يخلينا نصوت له).. وقد صدقت، فالبشير دخل الانتخابات مسنوداً على إنجازات غير مسبوقة، انجازات يلمسها المواطن شماله ويمينه وتحته وفوقه، أما إحدى الأرملات ممن مد اليها الرئيس يده بمنحها منزلاً ليأويها فقد قالت: إن عطاء البشير للناس زاملة ستعيده للكرسي مرة أخرى.. أما صديقنا محجوب فضل بدري الذي كان قريباً من البشير لسنوات، فإنه يقول لم أر رجلاً في شجاعة البشير، ويصدق محجوب فإنني رافقت الرئيس في زيارات كثيرة للخارج، وتأكد لي من خلالها إن الرجل في حركته وسكونه يؤمن بأن الله هو الذي يأتي الملك، وهو الذي ينزعه، ويؤمن بأن الروح بيد باريها، لذا لا يخاف من شئ.. والبشير الذي تم تنصيبه أول أمس في البرلمان في حفل حضره عدد من رؤساء الدول المجاورة، ظل مفخرة للرؤساء ونموذجاً متفرداً يجب أن ندعم تجربته القادمة من أجل مواصلة التنمية، ومن أجل الحفاظ على الوحدة الممكنة، فالرجل الذي سيقود البلاد لخمس سنوات قادمة، يعود بأمر صناديق الاقتراع، مقدماً في حفل تنصيبه خطاباً يؤكد فيه أنه مفتِّح تماماً للتحديات المقبلة، ومدركاً لتعقيدات المرحلة وآفاق الداخل والخارج، التي يمكن الاستفادة منها في تحقيق الوحدة والسلام واستكمال النهضة.