أصدرت جامعة الدلنج قراراً بإغلاق أبواب الجامعة، ووضعت الشرطة في بوابات الجامعة؛ لتخرج الطالبات هائمات على وجوههنّ في المدينة، التي استقبل أهلها، ببشاشة وشهامة ورجولة، مئات الطلاب القادمين من كل أطراف البلاد.. الطالبة من بنات الدلنج، تستضيف خمسة من زميلاتها في المنزل، حتى تشرق شمس الغد، وتبحث عن وسيلة نقل لتعود لأهلها.. شركات الاتّصالات ساهمت في حل نصف المشكلة.. تمّ تحويل الأرصدة للطلاب، من مدني، والخرطوم، والفاشر، ونيالا، لتهبط أسعار الرصيد (المحوّل) لأدنى سعر له، بعد أن اكتشف (المتاجرون) بأزمات الناس حجم التحويلات.. إدارة جامعة الدلنج صنعت الأزمة من العدم، ودفنت رأسها في (طين) خور أبوحبل، وأغلق كل المسؤولين عن الجامعة هواتفهم النقّالة، وكالعادة لم تر مدينة الدلنج إلاّ القوات المسلحة، التي تحمّلت أخطاء غيرها.. فتحت خزائنها، وسخرت إسعافاتها، وسيارات ضباطها، لخدمة الطلاب والطالبات، وقائد القوات المسلحة في الدلنج نال أمس قسطاً من الدعاء له، ولقواته المسلحة، بينما نالت محلية الدلنج قسطاً من السخط، وهي تفشل في تقديم حتى جرعات الماء للطلاب في المستشفى، التي يبذل العاملون فيها جهوداً فوق طاقتهم!!. منذ أن غادر البروفيسور خميس كجو كندة، جامعة الدلنج، بدأت رحلة التقهقر والتراجع والفشل في إدارة جامعة قامت على أنقاض معهد التربية العريق، ولكنها فشلت، حتّى اليوم، في سدّ الفراغ، الذي خلفه غياب المعهد ثقافياً واجتماعياً ورياضياً، والجامعة ومديرها الّذي يزور الدلنج من وقت لآخر، كان واحداً من أسباب ما حدث، بإبعاده لعميد الطلاب السابق، د. أحمد عثمان خالد، بسبب (الغيرة) لا أكثر، فالعميد السابق للطلاب ناشط اجتماعيّ، وله علاقات واسعة بالمجتمع المدنيّ.. يستقبل في منزله الوزراء من الحكومة الاتحادية والولائية، وكان قريباً من الوالي، أحمد هارون، حينما كان الوالي وزيراً للشؤون الاجتماعية، والعميد المبعد موظف في الدعوة بالوزارة.. ساء مدير الجامعة علاقات الرجل، فأبعده من منصبه؛ خوفاً وطمعاً، وحينما تنصرف إدارات الجامعات عن تكاليفها، التي من أجلها جاءت بها القيادة، تدبّ في الجامعات الفوضى.. الطالبات اللاتي (ضربن) الدلّوكة في هجعة الليل، يعشن فراغاً عريضاً في المناشط الثقافية والرياضية، والطالب في الجامعة يملك مخزوناً من الطاقة، إذا لم يتم توظيفها من قبل إدارة المناشط، يمكن أن يوظّفها بما هو متاح وممكن.. وقد حاولت جهات كثيرة تقديم تفسيرات أخرى، كل من الضفة التي يقف فيها، ولكنها تفسيرات بعيدة من الواقع، الذي حدث وتم عرضه في هذه الزوايا، يوم الأربعاء، وأثار جدلاً في الأوساط التربوية والثقافية والسياسية.. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا تتدخل مشرفة في شؤون الطالبات الخاصة جداً.. (دلوكة) في جامعة، من المتضرر من تلك (الدلوكة)!! بعض الناس (ينكرون) في الفضاء العامّ، ما يستحلّونه في بيوتهم، مثل إمام المسجد، الذي كان لا شغل له إلاّ الهجوم على المطربة، حنان بلوبلو، في أيام مجدها الغابر، ووصفها بكل قبيح، وكان يقطن لجوار منزلنا في مدينة الأبيض، وليس في الثورة الحارة (20) -حتى لا يقفز على عنقي متلقّي حجج آخر- حينما تزوّجت ابنة إمام المسجد، صدحت مطربة، من حيّ فلاتة، منذ العاشرة مساءً، حتى الصبح، وهي تردّد: (حمادة مالو جنّننا).