هذا وقت مناسب للحديث عن(ماهو جديد) ولو من باب التمنى، فلنجرب طرح أفكار جديدة ونتمنى لو أنها تتحقق والأفضل ان نعمل لذلك . لكن السؤال هو من أين تاتى الفكرة الجديدة؟. لا توجد قاعدة ، بدليل تلك الحكاية التى نعرفها جميعا(وجدتها وجدتها).. والنصيحة الغالية هى: دع النوافذ مفتوحة مهما كانت العواقب، فقط لا تغفل. فالفكرة الجديدة كامنة فيك او فى صدر شخص عادى موهوب تراه يوميا دون ان(تحس)به او فى خيال مدير مسؤول يمارس التفكير والإبداع ولا يشغل نفسه بالشكوى من هذا وذاك وبالظنون. طالب بكلية الاعلام جاءنى مهموما يبحث عن عنوان يصلح لمشروع التخرج فحرضته(للتنقيب) عن عناوين جديدة مبتكرة تجذب اهتمام الناس فى وقت كثر فيه التكرار واستهلكت فيه الافكار بشكل بشع ، فالبعض لا وقت له، يريد الجاهز ، يريد مجدا بلا عرق. إختار الطالب فكرة تدور حول(شخصية)مثيرة للسخط فى المجتمع. بدأ من لاشىء وأصبح سريعا صاحب شهرة فنسى ماضيه وتعالى على الناس وأنكر أفضال حتى من صعد على أكتافهم وأصبح انفعاليا يشكى من كل شىء ، بدلا من ان يحمد الله ويساعد الآخرين. قبل ان تعجبنى الفكرة عجبت ان تكون هذه ملاحظة جيل قادم عن تصرفات (الكبار) حوله. هل يعلم الكبار انهم محل ملاحظة وانهم يفعلون ما يستفز الابناء؟. ان حالة هذا(الكبير الافتراضى)مستفزة فعلا وتصلح لمعالجة سايكولوجية تربوية وليس اعلاميا فقط. انها(لشخص ما) يتصدر عدداًً من الناس بحكم الوظيفة او الوجاهة او المصادفة، دون ان يدرى ماذا يفعل اذا كثرت أمامه المشاكل؟. لقد ظهر الآن من يميلون للقول بان إدارة البشر هى(فن) وعلم متاح لكل من أراد ، والمطلوب فقط هو توظيفه على شاشة الكميوتر لإكتساب(المهارات) اللازمة. اول هذه المهارات تلك التى تعتمد على(فنون) التعامل مع الناس والقوى العاملة لاستخلاص كل ما ادخر الله تعالى فيهم من أفكار جديدة، وهذا هو الدور الأساسى لأى مدير ، ان يترك الشكوى ويبحث عن أفكار جديدة. والدكتور طارق سويدان له موقع فى الانترنت(يتفنن) فيه متحدثا عن فنون الادارة ومنها فنون القيادة فيحذر من يدير الناس من ان يكون كثير الشكوى من الآخرين ويظن ان كل الناس ضدة فينشغل بالرد عليهم ، وينسى او يهمل العمل الذى ينتظره. د . سويدان هذا أطلق(رسالة) لهذا النوع من المديرين لمواجهة المشاكل بعمل مبتكر وحلول جديدة بدلا من الشكوى ممن يظن انهم يعملون ضده . ان علة(كثرة الشكوى) هى قاصمة الظهر إذ انها تعطل خلايا(التفكير) فى مواجهة الآخرين والتأثير فيهم إيجابيا ليتركونا نفكر. يقولون إن قائد الجماعة يولد قائدا، اى هو إنسان موهوب أصلا . ولكن مع ذلك هناك أهمية قصوى لبرامج إعداد القادة لإكسابهم المهارات وترقيتها باستمرار ليكون المدير مؤهلا للسيطرة على تصرفاته الشخصية والادارية ولديه قدرة على تخزين المواقف المستفزة وتحويلها الى(تفكير)جديد لصالح استراتيجيتة وقناعاته والقيم التى يؤمن بها. (لا تغضب) هدى نبوى ، فالغضب ينتج المواقف الانطباعية ويغلق الباب امام أفكار جديدة تجعلنا على مقدرة للتعامل حتى مع الخصوم فنكسبهم بعد حين. لا تغضب ، منهج يساعد على المحافظة على المعنويات والطاقات لتوظيفها فى التفكير والابداع والإبتكار وحل مشاكل الآخرين ومفاجاة المنافسين بالجديد فى عالم مهووس بالتغيير نحو الافضل. هذا الكلام أشبه(بروشتة) ناجعة لداء التكرار والتقليد يوصى بها خبراء ضالعون فى تشكيل الحياة المعاصرة وهدفهم إسعاد الناس بالجودة والوفرة والقيم التى تحمى الحقوق . إن إدارة الآخرين لإسعادهم أصبحت(موضة) عالمية تعززها كل صباح إمكانات العقل البشرى فى عصر التكنولوجيا الذى أساسه تجديد الأفكاروالتغيير نحو الأحسن وإشاعة الرضاء بين الناس كسبا لمرضاة الله تعالى. ونعود لفكرة طالب كلية الإعلام فنستنتج منها ثلاث قناعات. الأولى ان الأجيال الجديدة تريد رموزا متجردة تتصدر العمل العام بحقها وتميزها ثم تصبح بعد ذلك مثلا أعلى لغيرهم . ثانيا: على الجامعات ومؤسسات التعليم العالى ان تنجب أجيالا لها أفكار جديدة تفيد حين يناشد الناس الدولة لإحداث تغيير يكون بإمكانه ان يصلح الحال. ثالثا:على المجتمع ان يحفذ أصحاب المواهب و(الاضافة) ويعلى من شأنهم .ان من ابتكروا نظم الإدارة الحديثة وجعلوها وسيلة للجودة والإتقان والتحسين والإضافة وإسعاد الناس انطلقوا من ذات هذه القناعات : الموهبة ، العلم ، وتجديد الأفكار. بدليل انهم جاءوا فى هذه الآونة بفكرة جديدة هى(التمكين) أى تمكين الإنسان من(الإمتلاك) وهو الذى كرمه الله تعالى ليصبح سيد الموقف وشريكا فى كل شىء يقدم له مادام الهدف إسعاده . ويقصدون(بإسعاده) تحديدا خدمات نظيفة وانتاج يتسم بالجودة وعدالة فى الفرص وصدق فى المعاملة . وهذا يتحقق بالبحث عن افكار جديدة وتشكيل(إدارة فعالة)وكلاهما يشغل العالم الآن ، ولعله يشغلنا نحن أيضا لنلحق بركب العصر وندعمه بما ميزنا به الله عز وجل من قيم الخير والجمال والعطاء.