صديقي الحبيب ..الغالي ..مؤمن! ü عندما توجه دانات أحبارك صوبي ..ألوذ بأحصنة من توتر وقلق ..ينازعني شعور بالغباء عندما أحاول ..مجرد المحاولة.. التطاول والرد على تلك الهجمات الناعمة ..التي تتغلف بشراسة لا علاقة لها ..لا بقلمك ..ولا روحك..التي أرى أن المخاطب كنت أنت ..حينما تغني إبراهيم عوض بعبق أنفاس الزهر ..(نفسك أبية ..وروحك خفيفة ..وليك جاذبية)! ü كنا نتناجي حبا في نجم سما ..وعشق تمدد في الدواخل وتوسد وسادات الولاء المطلق ..والوفاء حد الخوف والجذع ..ولهفة اللقيا ..ولا أدل على ذلك غير نداء خفي يؤرق المضاجع بحثا عن مرايا الغد ..في حضرة البوح الشفيف! ü أمس الأول ..وجعت عندي مفاصل الشك ..ودفعتني دفعا إلى مراجعة النفس ..وإن كان التأكيد هو سمة الحضور عندي فور جلوسي قبالة جماد أصم ..ينقل عني كل حرف بأمانة وصدق لا أجدها عن أقرب الناس..وبكل حواسهم!! ü لا أنادي بفردية ..ولا أكرس لشمولية في الفهم والمعاني ..أو أسير بجوار حائط الخنوع ..وأرقب في شوارع مظلمة إرتداد الضوء ..عن قناعات تظل هي الحياة عندي! ü ولا زلت أتيقن دائما أن شعر محجوب شريف هو دستور غير مجاز ..ويصح دائما أن يكون فهم لشعوب تبحث عن الكرامة والعزة في وطن يسع الجميع ..وحتى الطير يجيهو جيعان ..ومن أطراف تقيهو شبع! ü ولا زلت أنا حيث أنا ..ومن أعلى تلال المبادئ ..أنادي بأن (اليد الواحدة ما بتصفق) ..وحتى لو عاندت كل الجسد! ü ولكن يبدو أن حمية (الجماعية) ..وروح اليسار التي تتلبس كل مفاصل القناعة عندك ..جعلتك تفر بعيدا عن مرامي ومقاصد ..لا علاقة لها البتة بتكريس حكم الفرد ..ورفض المشاركة ..أو الإشتراك إن شئت!! ü وقبل التفسير أعود بك إلى تصريحات خرجت كاملة ..وفي كل زينتها وبهرجها ..وتمام حيلتها ..عن شخص كان يجلس بكرسي الرئاسة بنادي المريخ ..الشقيق محمد الياس محجوب ..والذي حينما سئل عمن يخلف جمال الوالي قال ..(مجنون من يفكر في ذلك)!! ü هو رجل قيض له الله ..أن يكون يوما رئيسا لنادي المريخ ..بل السابق تماما لحضور الوالي ..وصفا له دهر الحظوظ ان نال هذا الشرف الرفيع ..فما بالك بآخر يحلم بالجلوس على ذات المقعد الوثير ..المخيف حد الجنون! ü نعم ..بكامل إرادتي ..وقواي العقلية كتبت ..أن حواء الهلال والمريخ عقمت ..أو تكاد في حضرة رجلين ..هما عندي الإستثناء بعينه ..وحالة خاصة جدا ..يصعب تكرارها ..ولكني لم أقفل باب الأمل في آخر يأتي من رحم الغيب حاملا معه مفاتيح الحل لمعضلة تكاد تصل بنا إلى حدود المستحيل على الأقل في غد قريب! ü هل يمكن يا صديقي الحميم أن يأت (تشي جيفارا).. آخر ..وهل يمكن أن تنام كل أمريكا اللاتينية في ليلة من ليالي الحب لتنجب قائدا بذات الصفات ..يؤمن بالجماعية ..ولكنه يظل القائد!! ü يا سيدي ..الزمان لا يسمح ..على الأقل في وقته الراهن بغير وجود الرجلين ..جمال وأخيه صلاح ..وما لم تتبدل الأحوال ..(كل الأحوال ) سيظل الحديث عن ذهاب أحدهما ..أو واحد منهما ضربا من جنون ..وشئ من ترف فكري لا علاقة له بالواقع! ü ومع قناعاتي تلك ..دعني أحلم معك بغد فيه مؤسسات ..لا أندية ..الحاكمية فيها للقرار الجماعي ..ووحدة التفكير والهدف ..مؤسسات لا ترتهن لأفراد ..ولكنها تحترم القيادة ..وتحافظ عليها ..أملا في إصلاح شامل!!