أثبتت أحداث الإعتداء على قافلة كسر الحصار لغزة بأن ما يسمى بالمجتمع الدولي بتشكيلاته ومنظماته وهيئاته، بما في ذلك مجلس الأمن الدولين هو مجرد آلية من آليات الصهيونية العالمية لخدمة أهدافها، وتحقيق كل أجندتها المعلنة والخفية، وذلك من خلال ردود الفعل الباردة، واللغة الضعيفة التي صدرت بها تعبيرات تلك المنظمات، عن القرصنة الإسرائيلية على القافلة، من الألسن التي كانت تحمل المؤن والمتعاطفين مع قضية المحاصرين في غزة حتى الموت.. بل إن صمت هذا المجتمع الدولي عن جرائم اسرائيل بالعدوان الغاشم على غزة، وقتل آلاف من النساء والمدنيين والأطفال، وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها، واللحاق بمن استجاروا بالمساجد، والمدارس، والأمم المتحدة، وقتلهم بالأسلحة المحرمة دولياً.. هذا الصمت المريب أو العتاب الخجول مثل عبارات(تحقيق اسرائيلي) نزيه وشفاف، هل يمكن للمجرم أن يكون عادلاً ونزيهاً فيدين نفسه.. إذا كان الآخرون يعجزون عن كلمة حق، تقال في وجه هذا المارد المتمرد على كل القيم والأخلاقيات، عديم الإنسانية؟.. هل يمكن أن يكون المغتصب لأرض شعب بأكمله شفافاً وعادلاً؟!.. أو إدانة منقوصة ومربوطة بالأسباب التي أدت لقتل مدنيين!! هذا الموقف المخزي للمجتمع الغربي عموماً، سواء الاتحاد الأوروبي وملف الناتو أو مجلس الأمن الدولي، أو امريكا نفسها، برغم أنها تمثل كل تلك المنظمات وتوجه قراراتها.. يؤكد ما هو مؤكد قبلاً، بأن القضية العربية الفلسطينية لا يمكن حلها والوصول لسلام دائم وعادل في ظل ما يجري من تفريغ لهذه المنظمات المسماة دولياً، من مضامينها.. وفي ظل التأييد المطلق لدولة الإرهاب الحقيقي اسرائيل، المؤيدة دوماً من أبوها أمريكا وخلفائها في الغرب.. وفي ظل الإخضاع الكامل للقرار والموقف العربي للرؤى الغربية للقضية، وفي ظل الإنقسام الحادث في الموقف الفلسطيني من القضية. اسرائيل رفضت التحقيق المحايد، لأنها تعلم جيداً بأنها مخطئة، بالقرصنة البحرية على مدنيين عزل في عرض البحر وخارج المياه الأقليمية لها.. ولأنها تعلم جيداً أن لا أحد يستطيع أن يحقق معها لأنها خارجة على القانون الدولي، وفوق التحقيق والمساءلة، وعليكم بقرار مجلس الأمن الدولي الماضي بالتحقيق بمذابح قانا.. وكذلك في مذبحة صبرا وشاتيلا، ثم مأساة غزة والحريق الجماعي.. فكيف لمجلس الأمن، أو الأمين العام.. أو لمجلس حقوق الإنسان، أو بأن كي مون، أو حتى أوباما، من يقول بأمر هكذا.. وإذا كان لا بد من التحقيق، فإن الجيش الإسرائيلي سوف يقوم بذلك، من باب تعريف من هو عارف ومن هو صارف للأوامر.. كما وزير الخارجية السابق في الحرب غير المتكافئة وغير العادلة على غزة، أو الآن مع نت ياهو رئيس الوزراء وأوامره وتصريحاته، وهو مغادر إلى كندا، ما زالت أصداؤها باقية على الآذان.. إذن الجاني معلوم.. المجني عليه معلوم.. الذي صرف الأوامر معلوم.. الجناية الدولية.. الجريمة قتل عدد من المدنيين العزل.. الجريمة محاصرة، مليون ونصف مليون إنسان براً وبحراً وجواً، حتى الموت.. وبعد كل هذا تصدر الإدانات الخجولة، وليت الأمر وقف عند ذلك، بل إن رئيس وزراء إسرائيل أعلن صراحة رفضه لأي نوع من أنواع التحقيقات، في مقابل الأكاذيب التي ذكرتها قوات الإرهاب الإسرائيلي، وهم يعتدون على المدنيين العزل في قافلة الحرية. ونحمد في هذا المعلم قرار مصر بفتح معبر رفح لأجل غير مسمى، ونرجو استمرار ذلك.. ونحمد للحكومة الكويتية قرارها الصارم بالانسحاب من مبادرة السلام العربية.. ونحمد لتركيا موقفها الصارم من الإرهاب الإسرائيلي.. والمطلوب من الدول العربية وقف التطبيع مع الإرهاب الإسرائيلي. وسحب المبادرة العربية للسلام.. والسعي لتقديم الإرهابيين للمحاكم الجنائية الدولية.. ومطلوب من الفلسطينيين توحيد مواقفهم ونسيان المرارات، والاتفاق عند منتصف الطريق، على ما يحقق الوحدة والتحرير، وتحقيق أهداف وتطلعات الأمة والشعب الفلسطيني.