قبل إطلالة فنان الشباب بدون منافس طه سليمان في برنامج سهران يا نيل في صاحبتنا الجميلة النيل الأزرق الثلاثاء الماضي كان اثنان من أصدقائي وزملائي في العمل، الصحافي العتيد بركات بله والمشاغب اللئيم ياسر عبد الفتاح خائفين من فشل طه من تقديم نفسه والدفاع عن حراك الغناء الشبابي ، نعم حراك الغناء الشبابي ولا أقول الأغنية الهابطة ، لان منطوق أغنية هابطة لا تتناسب مع العطاء الفني ، ولكن كنت اراهن ان طه بما يمتلكه من مخزون بلاغي وحيثيات ردود منطقية قادر على ترطيب اجواء السهرة والخروج منتصرا وهو ما حدث فعلا ، اولا بالتبادي فقد نجح سعد الدين حسن في استضافة اقطاب متنافرة وصنع سهرة ( ما حصلتش ) ، سهرة تعدل مزاج أي مشاهد قرفان من العك الفضائي في السودان ، ورغم تحامل صديقنا الغالي ( مؤمن) على المطربين الشباب غير أنه كان بمثابة فاكهة السهرة بلا منازع وان استضافته اضفت حضورا متميزا على فضاءات الحوار ، لكن ما اعجبني ان طه استطاع ان يذيب الحواجز بينه وبين المتلقي ويقدم نفسه محامياً شاطراً للدفاع عن حراك الغناء الشبابي وابصم بالعشرة أن أي فنان آخر غير طه كان سوف يفشل في اختبارات الاستفزاز ويخرج من السهره ( قفاه يقمر عيش ) ، إما حبيبنا الشاعر التيجاني حاج موسى بحكم انه رجل قانون فقد كان موقفه مثل حزب الوسط ، يعني الرجل كان يلبس قفازات من حرير وهو يتحرك بين الأغنية الشبابية والحنين إلى الماضي ولي زمان ، وقال كلاما منطقيا في حق اغاني الشباب ، لكن الحاجة التجنن والأمر العجيب ، ان صديقنا اقصد التيجاني بعد ان شدا طه بنص ( دقيت ليهو ما رده ) وهو من خصوصياتي العامه ، برر إنني أحاول مجاراة التقنية الحديثة أو كلام بهذا المعني ، لكن اسمعوني ، انا لا اجاري التقنية وانما احاول الانحياز لمنطق الزمن والحراك الغنائي في العالم العربي ، ومحاولة البحث عن مفردة بيضاء مفهومة من الماء إلى الماء ، إما المحررة الفنية حنان عبد الحميد أم وضاح فلم اكن اتصور ان هناك محررة فنية بهذا الوعي الكبير واتصور إنني لو كنت احد ضيوف السهرة الماتعة لقلت كل ما قالته بالحرف الواحد فقد نطقت بحنجرة من عسل في حق الغناء الشبابي وهموم الشارع السوداني ، وبالنسبة للموسيقى أو الملحن الذي تمت استضافته من خارج الاستويو فقد جاء طرحه مخالفاً لموضوع الحلقة الله يعينه ويستر عليه ، وبالنسبة للمنتج بشير السناري فقد كان كلامه منطقيا ،عموما اعرف ان بعض ما جاء في هذه الصرخة ربما لا يعجب أصدقائي العواجيز ، المقصود هنا ليس حبيبنا التيجاني وصاحبنا المؤمن فقط ، لكن هذه قناعاتي ، واحمد الله إنني في حياتي لم ادخل في خصومة مع احد ولن يحدث ابدا ، المهم برافو طه فقد هزمت أصدقائي العواجيز ، دقت ليهو ما رده يرن جواله بي شده أزيدكم واللا كفايه .