استوقفتني مساء أمس إحدى روائع قناة «النيل الازرق» التي «تبحر» بها في وجدان مشاهديها ومتابعيها من كل الأعمار من خلال ما تقدمه هذه القناة الجميلة خفيفة الظل بقيادة «القبطان» حسن فضل المولى وعدد من الكوادر يعجز قلمي عن ذكر اسمائهم. استوقفتني سهرة من سهرات الغناء الطيب والنقي والكلمات المنمقة واللحون الطروبة، سهرة جمعت أهل الصحافة وأهل الشعر وأهل الفن .أطل من خلالها هؤلاء الأهل بادارة فائقة للحوار والنقاش من الأستاذ الإذاعي الرائع كما أحب أن أطلق عليه صاحب الأداء المتميز سعد الدين إبراهيم من خلال «سهران يا نيل» .وكان أهل هذه الحلقة في غنى تام عن التعريف وعلى رأسهم الاستاذ الصحفي الكبير مؤمن الغالي الذي عودنا على التمسك بالرأي مهما كانت النتائج وأيضاً الشاعر الكبير والخبير في المصنفات الادبية والشعرية التجاني حاج موسى والاستاذة الصحفية «ام وضاح» والفنان أو «السلطان» كما يحب ان يطلق عليه الشباب «طه سليمان» وإيضاً من منا لا يعرف هذا الشاب صاحب الالحان والكلمات المنتقاة وصاحب الاداء الرائع والمميز من لا يعرف هذا الشاب الذي تعجز مساهماته الفنية عن ذكر اسمه في كثير من المحافل والمبادرات الجميلة.. هذه الحلقة كان موضوعها الرئيسي هو الغناء الهابط في الوسط الفني الذي اتهم به الفنانون الشباب، ونحن نعلم وكلنا يعلم ان هذا الغناء كما قال «طه» لغة عصرية يتعامل بها الشباب من خلال احاديثهم اليومية ولقاءاتهم وتجمعاتهم في الجامعات والاماكن العامة. لفت انتباهي مداخلة من الشاعر «امجد حمزة» الذي برر نوعية ما يكتبه من الشعر. أنا لا ألومه في الدفاع عما يكتب ولكن ألومه في جملة محددة وهي«انا اتحدى اي انسان لا يحمل في جواله اغنية لأمجد حمزة» هذا يسمى افتراء فأنت ما زلت صغيراً على الافتراء أو «جنون العظمة».فكان أكثر الشعراء احساساً مستضافا في هذه الحلقة ولكنه لم يقل في حق نفسه كلمة واحدة، فأنت ما زلت في بداية طريقك فحاول أن تنتقي الأسلوب الرصين حتى لا تتجاوز مرحلة ما تتهم به في حق الكلمات التي تكتبها، لا أحب أن اطيل ولكن.. دعو الايام تثبت هذا الكلام هذه هي الجملة التي يتمسك بها الاستاذان الرائعان مؤمن الغالي والتجاني حاج موسى في نهاية النقاش.. وختام السهرة تم تجاوز هذه الاتهامات في «حضرة السلطان».