ربما بمبدأ (الزول طوَّل) أبعد هاشم هرون عن المجلس الأعلى للشباب والرياضة، بالرغم من عدم خلو حكومة الخرطومالجديدة من أسماء ظلت في كل حكومات الولاية المتعاقبة، وهاشم الذي تركت مساحته في المجلس خالية، للبحث عمن يشغلها.. رجل لا يمكن تجاوزه، فهو الذي نجح في أصعب الوزارات، وعالج أعقد صراعات الرياضة، وظل محبوباً من الجميع في الوسط الرياضي الصعب المراس، فهو ليس مثل د. كمال شداد ينظر للناس من علٍ، ويحرص على استعراض عضلاته، بل يصر على إقحام نفسه في الصراعات، ليؤكد أنه(الأفهم) في القوانين، والمنتصر في الآخر.. المهم أن هاشم هرون أُبعد بالرغم من النجاحات التي حققها، وبالرغم من غياب البديل المناسب لخلافته، الذي تحتاجه الساحة.. ونعرف أن هرون رجل متجدد لا يعرف القعود، ولا يجري وراء المناصب، فهو عندما كان أميناً عاماً لديوان الحكم الاتحادي خرج منه عندما وجد أن طاقاته غير مفجرة، ولم يعُد اليه ولزم منزله.. ولأن السلطات العليا تدرك طاقاته وقدراته، تم الدفع به في عدة محافظات، أظهر فيها هرون قدرات عالية، حتى استقر به المقام في وزارة الشؤون الاجتماعية والثقافية بالخرطوم، وهناك قدم هرون تجربة جعلته نجماً في زمان لا يريد فيه الولاة أن يكون هناك نجوم غيرهم، ليحال في أول تشكيل تالي إلى المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ولأن الرجل يؤمن بأن كل موقع يكبر بعطاء صاحبه، لم تقل نجوميته في المجلس بل زادت، وجعلته ينتخب رئيساً للجنة الأولمبية، وظل حاضراً وفاعلاً رياضياً، حتى جاء الوالي د. عبد الرحمن خضر والذي ليس هو من الذين يحاربون النجوم، الشئ الذي جعلنا نظن أن هرون سيبقى في مجلسه إن لم يُعد لوزارة الشؤون الاجتماعية، إلا إن المفاجأة جاءت في تجاوزه، والدفع به للتقاعد القسري، وهو الذي كنا نراه في محافل العمل، ويكاد يسقط من طوله من شدة التعب، أبعد بالرغم من عدم وجود البديل الذي يملأ الخانة في وزارة مهمة لا تحتمل أن ندفع لها بخائب الرجاء، ويقيني أن الفرصة مازالت مواتية لتصحيح خطأ التشكيل بعودة هرون للمجلس الأعلى للشباب والرياضة .. فالذين لا يريدون عودته أخي الوالي هم أعداء النجوم، ويقيننا أن الوالي القوي من يستنصر بالأقوياء، وأنت لست مثل ذاك الذي كان يهمه أن يأتي في كل مجلس وزراء، ليحاضر أعضاء مجلسه الذين يدونون التوجيهات ويخرجون للتنفيذ والتنفيذ فقط.. وأذكر عندما استضفت مرة بالتلفزيون أحد الوزراء في أعقاب لقاء مطول سبقه مع الوالي، حلف الوزير ألا يدخل الاستديو إلا بعد أن نأتي له بحلقة الوالي كاملة، ليستمع من جديد لكل ما قاله الوالي، حتى لا يخرج عن النص وحتى لا تؤجل الحلقة لجانأ لذلك ليدخل الاستديو. أخيراً: إن هاشم هرون ليس من الذين يعرفون العطالة، لندفع بهم إلى الشارع، وهم الأقدر على العطاء.. أخي الوالي.. استفت أهل الرياضة ليعود هرون إلى موقعه.