ذهبت للعمل - كالمعتاد - بالصحيفة في مواعيدي التي تبدأ من الثالثة ظهراً، وعلى غير العادة فوجئت يوم الخميس العشرين من مايو المنصرم بتكليف من الاستاذ مصطفى ابو العزائم رئيس التحرير.. وكان التكليف هو تصميم واخراج مجلة (هنا أم درمان) التي اختير رئيساً لتحريرها الاستاذ نجيب نور الدين وقد تابع معنا العمل (بشفقة) وشغف شديدين... الامر الذي اعاد النشاط للعلائق الممتدة بيننا بعد ان فرقتنا المسافات ودروب الحياة. في ذاك الخميس اجريت اتصالاً بالاستاذ نجيب لنبدأ العمل في المجلة، ولكن اتضح لنا عدم اكتمال الجمع والتدقيق اللغوي، لذا حددنا موعداً للبدء في الاخراج وهو صباح السبت الثاني والعشرين من مايو.. يوم السبت هذا هو بيت القصيد فقد كنت على موعد مع اللجنة التنفيذية لرابطة قدامى العاملين بشركة السكر السودانية ومصانعها للاجتماع الدوري للجنة... ما يعني انني لم اتمكن من حضور ذلك الاجتماع.... حيث لم استطع الاعتذار عن مهمة اخراج مجلة (هنا أمدرمان) خصوصاً وان رئيس تحريرها الاستاذ نجيب نور الدين اعرف عنه انه حينما يشرع في تنفيذ اصدارة ما، تنتابه تلك الحالة التي تتلبس من يجلس أمام غرفة العمليات في انتظار مولود جديد من توتر وقلق وتوجس.. لذلك كله... لم استطع الاعتذار والتعلل باجتماع الرابطة... رابطة قدامى العاملين بشركة السكر السودانية ومصانعها تأسست في العام 2000م وهي واحة للعمل الطوعي وتجسيد للتواصل بين جميع فئات العاملين بالشركة ومحفز للعلائق الاجتماعية والأسرية.. وهنا أذيع سراً إن قلت انني من قدامى العاملين بمصنع سكر الجنيد - وليس والدي فقط - كما يعتقد الجميع.. حيث انني عندما فارقت العمل بصحيفة الشارع السياسي برئاسة تحرير الاستاذ محمد محمد احمد كرار في العام 1999م توجهت إلى هيئة التأمين الاجتماعي لصرف استحقاقي... ففوجئت بأنني مسجل لديهم منذ العام 1984م.. حيث كنت طالباً بالمرحلة الابتدائية وكنا إذ ذاك نعمل في الاجازات، ليس للعائد المادي - فقد وفر لنا آباؤنا كل ما نحتاجه - ولكن تثميناً لقيمة العمل في حد ذاته، وقد صعد اسمي في احدى الاجازات بعد ان تم استقطاع التأمين الاجتماعي.. ولكن موظف التأمين اخبرني أنني لن أنال استحقاقي عن صحيفة الشارع السياسي - وكنت احمل اوراقها - إلا بعد اخراج شهادة خلو طرف من مصنع سكر الجنيد.. الشئ الذي لم افعله حتى الآن... بقي توضيح أن المبلغ الذي منعني من استلام تأمين الصحيفة هو اربعة جنيهات... فلن استطيع(قبض) أي تأمين في دائرة الخرطوم شمال إلا بعد ان اخلص اجراءات هذا المبلغ... ولم اجد زمناً لزيارة (الجنيد)... تلك المدينة المتكئة على ضفاف الأزرق الوهاج... وعلى وسادة من الورتاب والروبة .... ابعث باعتذاري لرابطة قدامى العاملين بشركة السكر ومصانعها.. وللجنة التنفيذية برئاسة عبد العزيز محمد دفع الله... وقد وهبوا لي نافذة أحاول من خلالها تقديم خدمة لآبائي واخواني من قدامى العاملين بتلك المؤسسة العريقة، والذين زادوا لنا طعم الحياة حلاوة وسكر..