لم تكن التقليعات والموضات مقتصرة على شعب بعينه ولكن بعض الشعوب تميزت بتقليعات نادرة تميزها عن غيرها في الملبس وأدوات الزينة ومتطلبات المظهر الشخصي منها على سبيل المثال طلاءات الزينة على الوجوه أوعلى الجسد ومنها الوشم . وتعتبر الثقافة الشعبية والمفاهيم الجمعية لمنظور الجمال هي ما يدفع لرواج نمط بعينه من أنماط الزينة وانتشاره في مجتمع من المجتمعات. ويعتبر «المشاط» احد هذه الأنماط الجمالية التي تتبناها المرأة عموماً قبل أن تجد نفسها في منافسة مع الرجال فيها عبر تقليعات نجوم الفن وكرة القدم وغيرهم. مراحل المشاط.. قراءة من واقع العصر ظل مشاط المرأة على مر الازمان إحدى السمات الجمالية للانثى السودانية خصوصاً والمرأة عموماً بل كان الشعراء والمبدعون يتغزلون في ذات الجدائل والخصل على الطريقة التقليدية غير أن تلك الطريقة اختفت وحلت مكانها انواع حديثة بأشكال معقدة. «آخر لحظة» وقفت على تلك المراحل من خلال استطلاع وسط مختلف الشرائح النسائية: تقول «منال.. التي عملت خبيرة مشاط» إنه يمر بعدة مراحل تاريخية منها الضفائر الطولية والعرضية بجانب تقليعات خاصة بالقبائل المختلفة والتي تميزها عن بعضها البعض مثلاً القبائل الجنوبية اشتهرت بالمشاط المستقيم من أعلى إلى أسفل وقبائل الشمال عرفت بالمشاط العرضي خاصة في مقدمة الشعر - أي المساير- أما المشاط الحديث فأغلبه وافد من دول الجوار الأفريقي بأنواعه المختلفة أبرزها المشاط الحبشي والزقزاق ويختلف باختلاف طول الشعر وكثافته أيضاً.. وأحياناً تستعين المرأة بخصلات مستعارة منها البينسون أغلى الأنواع فيما تتراوح أسعار الخصل المستعارة ما بين 20- 85 جنيهاً سودانياً. ويستغرق زمن المشاط من ساعة إلى ثلاث ساعات. المشاط أصبح موضة ويستخدمه الرجال ايضاً عرفت العديد من المجتمعات عملية المشاط باعتبارها موضة لم تقتصر على النساء فقط وقد ظهر ذلك من خلال تقليعات بعض الفنانين ولاعبي كرة القدم البارزين مثل لاعب نيجيريا كانو، والعاجي دروجبا وكلاتشي لاعب المريخ الحالي والهلال السابق وقالت «سلمى» إحدى المداومات على محلات المشاط إن هناك لمسات جريئة مثل الخصل الملونة بعيداً عن الشكل التقليدي بجانب اللمسات الحبشية على المشاط السوداني. فيما أشارت الحاجة «ثريا» إلى أن المشاط لم يكن للزينة فحسب وانما فيه وصفات طبية باعتباره يحافظ على طول الشعر وتربيته ويزيد من كثافته. وفي السابق كانت عملية المشاط مقتصرة داخل المنزل حيث توجد في كل حي مشاطة ولكن اليوم أصبح الأمر متاحاً بمراكز التجميل والكوافير المختلفة ولم تعد العروس تحظى بذات الطقوس القديمة والزفة الغنائية قبل يومين بتخصيص يوم للحنة وآخر للمشاط.. وذلك حسب متطلبات العصر والسرعة.