مواصلة لما كتبناه سابقاً في صفحة الرأي في هذه الصحيفة الغراء (آخر لحظة)، عن ماذا يعني الانفصال رابطين وحدة السودان بتاريخه وليس بثروته. بصدد هذا المقال توالت على هاتفي المتواضع مكالمات من مسؤولين كبار في الدولة من الشمال والجنوب وعلى رأسهم الدكتور عثمان أبو القاسم من الخرطوم والأستاذ دانيال دوت من أويل. فعندما كتبت عن ماذا يعني الانفصال لم يكن قلمي بمثابة سلاح ال (آر بي جي) موجهاً إلى الشعب الجنوبي لكي يصوتوا للوحدة أن الانفصال، كان تعبيراً عن رأي مواطن جنوبي حر يعرف السودان تماماً ناسه وتاريخه. ويضع المصلحة العامة فوق الخاصة ولكن تعرّضت لكثير من الانتقادات وكان أول المنتقدين رجل من أقصى الشمال (حلفا) ورغم أن أسلوبه كان راقياً إلا أنه انتقد الوحدة مطالباً بانفصال الجنوب كخيار لا نظير له للجنوبيين ويبدو وكأن الرجل يريد فصل حلفا عن السودان لاحقاً، فسألت نفسي إذا انتقدني الشماليين فكيف يكون حال الجنوبيين فقد اتّصل الرجل في الساعات الأولى من صباح ذلك اليوم (6 يونيو 2010م) فأما الجنوبيون فلم يصحوا بعد أو لم تصلهم الجرائد فأول من صحا من الشعب الجنوبي رجلاً من الجنوب حجب عن اسمه وقال إنه جنوبي حر وهو ضابط كبير بالجيش الشعبي فإليكم ما دار بيننا: هاتفني سائلاً هل أنت جاكسون مايكل؟ فقلت.. نعم.. مرحباً بك.. أنا قرأت مقالك في جريدة(آخر لحظة) وأنا أعرف اللغة العربية جيداً... فسألني أين أنت الآن... قلت له أنا في الخرطوم... قال لي نحن حاربنا مع الجماعة ديل لمدة 55 سنة ونحن مش عايزين أولادنا يرجعوا لي نفس التعب عشان كدا الوحدة ال (إنت بتتكلم عنها هي وحدة بتاعكم في الخرطوم) أما نحن في الجنوب يوم 9/1/2011م نحن حنقسم البلد وباي.... فإن الرجل وإن لم يكن أسلوبه شديد اللهجة فإنّه كان صريح العبارة... نحن نحترم رأي الرجل وعلى الرجل أن يحترم رأي الآخرين لتسود هناك ثقافة الرأي والرأي الآخر ويشعر الناس بروح الديمقراطية وحرية التعبير وتتساوى نبرات أصوات الضعفاء مع الأقوياء والفقراء مع الأغنياء. فالوحدة والانفصال الآن هما جدل وسط أبناء الشعب الجنوبي الحبيب فمن المؤكد أن تكون صناديق الاستفتاء الفيصل بينهم ولكل واحد منهم الحرية التامة للتعبير عن رأيه وإلى أي الخيارين يدلي بصوته.