ما من شك أن العلاقات الإنسانية التي تربط بين الشعوب كافة هي الوسيلة التي توصل البشرية إلى غاياتها النبيلة عبر قيم التعارف والتآلف والتعاون على المنفعة العامة. والطريقة السمانية الحسنية لما لها من دور ريادي بارز في مجال الدعوة عبر مشايخها الكرام أدركت أهمية هذه العلاقات لما تحققه من منافع عظيمة خدمة للدين والوطن والإنسانية جمعاء ، فبسطت حبال مودتها وعلاقاتها على نطاق واسع في الصعيدين المحلي والعالمي حيث تنتشر الطريقة بمشايخها ومريديها عبر مساحة واسعة من العالم ، تسير على نهج تأصيلي حديث على مستوى الوسائل والبرامج في سبيل الدعوة إلى الله على هدىً وبصيرة. وفي السودان شهدت علاقة الطريقة السمانية الحسنية مع قطاع السلك الدبلوماسي تطوراً عظيماً بدا واضحاً منذ عهد الإمام المجدد البروفيسور الشيخ حسن الفاتح قريب الله ثم خليفته فضيلة الأستاذ الشيخ محمد مرشد الطريقة ، فكانت علاقات التواصل الإيجابي مع مجموعة كبيرة من السادة السفراء في إطار الدبلوماسية الشعبية والتي تعمل في مسار واحد مع الدبلوماسية الرسمية بما يحقق المصلحة العامة. وفي هذا المضمار كانت علاقة الطريقة بالسفارة البريطانية متمثلة في الفعاليات والنشاطات المتعددة التي نفذتها الطريقة عبر منظمة الإحسان الخيرية مع السفارة البريطانية والمجلس البريطاني، حيث كان للسفيرة البريطانية الدكتورة روزاليند مارسدن دور كبير في تعزيز هذه العلاقة لما لها من شخصية متعاونة ومنفتحة وإدراك تام ووعي كبير جعلها في تفاعل مع المجتمع لاقى قبولاً واستحساناً في نفوس المسئولين والعلماء ورجال الدين ورموز المجتمع. وبالأمس القريب وفي أمسية الثلاثاء أقامت الطريقة حفل تكريم لسعادة السفيرة بدار الشيخ محمد بمناسبة انتهاء فترة عملها بالسودان تقديراً وعرفاناً بدورها الإيجابي في تطوير هذه العلاقة وجهودها المثمرة في المجال الاجتماعي، حيث حضر الحفل لفيف من المسئولين والدبلوماسيين ورجال الدين ورموز المجتمع، حيث تحدث في الحفل فضيلة الشيخ محمد مثنياً على السفيرة ومثمناً دورها في خلق علاقات دبلوماسية شعبية نشطة مع المجتمع السوداني. وتحدثت السفيرة شاكرة الشيخ محمد على التكريم ومشيدة بجهود الطريقة السمانية الحسنية ونشاطاتها بالسودان وإفريقيا والعالم بأتباعها الكثيرين والذين يتمتعون بدرجة عالية من العلم والوعي والانفتاح. لقد ظلت الطريقة السمانية الحسنية تقود توجهاً وسطياً راشداً متصالحاً من أجل التغيير الاجتماعي، تمد يدها بيضاء لكل حادب مخلص ومؤمن بكرامة الإنسان دون تمييز في الدين أو العرق أو اللون، ماضية في مشروع الدبلوماسية الشعبية التي تحقق النجاح بأقل التكاليف مقابل برامج مكلفة تحاول الوصول إلى نتائج أقل. وتبذل الطريقة كل هذه الجهود انطلاقاً من القيم الفاضلة والأخلاق النبيلة التي يمثلها المنهج الصوفي الداعي إلى خلق تيار معتدل يدعو إلى فكر الوسطية في مواجهة تيار الغلو والتطرف الذي أضر كثيراً بالإسلام. ختاماً نتمنى للسفيرة التوفيق والسداد في موقعها الجديد بالحكومة البريطانية ونبارك لها اللقب الذي منحته لها الملكة تقديراً لجهودها، ونأمل أن تعمل الدكتورة روزاليند على تعزيز العلاقات الإيجابية بين السودان وبريطانيا بما يخدم مصلحة البلدين كما نتمنى للسفير الجديد إقامة طيبة يسير فيها على خطى سابقته بما يوفق الجميع على التعاون المثمر لخير الإنسانية. * إعلام الطريقة السمانية الحسنية