الدكتور حيدر البدري مبدع له إسهامات كثيرة واضحة في مجال العمل الإعلامي و التلفزيوني بوجه خاص بالسودان رفدهما بتجاربه و إبداعاته الفنية عبر الأجهزة الإعلامية مما شكل خارطة غير مسبوقة في العمل الإعلامي في أجناسه كافة حملت التجديد والتلون والرسوخ الوجداني ، جلسنا إليه لنتعرف في ومضات عاجلة على معالم في مسيرته الابداعية و دون سابق وعد منا معه . وكان الحديث شيقاً تماهى في آفاق تجاربه الابداعية في مجالات كتابة الشعر والأغاني المصورة بعيداً عن منصبه الآن كمدير للبرامج بالتلفزيون الخرطوم. متى بدأت الكتابة؟ - منذ المرحلة الابتدائية. ü وهل كانت لك دوافع في هذا العمر المبكر للكتابة؟ - نعم كان المسرح المدرسي والليالي الشعرية والابداعية هي الدافع والمحفِّز لي وكذلك كانت مدخلي إلى عالم أرحب في مجالات الكتابة والإعلام والتي بدأت كهواية وأصبحت الآن مهنة. ü كيف ولجت إلى عالم الإعلام؟ - ولجت إلى الإعلام من باب غريب جداً حيث كنت في المساق العلمي وشهادتي كانت أيضاً تؤهلني للدخول إلى كلية الطب حينها ولكن ذهبت أنا ومجموعة من الأصدقاء في زيارة لكلية الطب ودخلت المشرحة وشاهدت جثة وعندها افترقنا أنا والطب إلى الأبد وذهبت إلى المنزل وقابلت الوالدة ورفضت الدخول إلى الطب وفي تقديم الجامعات قدمت كلية الإعلام ثم الإعلام ثم الإعلام. ü مطربون تعاملت معهم؟ - بداياتي الأولى مع الأستاذة حنان النيل وأحمد الجابري قابلتهم في الإذاعة السودانية وحينها كنت مقدم برنامج الأطفال ونشأت بيني والجابري علاقة أسرية خاصة جداً وأول عمل بيننا الأغنية الوطنية للجابري وطن الأطفال وسُجلت بالإذاعة السودانية كتسجيل رسمي ثم قابلت الأستاذة حنان النيل أيضاً باستوديوهات الإذاعة السودانية مع الدكتور عبد الله شمو وكان ميلاد أغنية ابتهالات بالإذاعة السودانية وبعدها اتجهت إلى أغاني الأطفال. وبالمناسبة الجابري هو من أطلق عليّ حيدر البدري والبدري هو اسم (جدي). ü أول عمل للأطفال؟ - أغنية أنا يا بلد وهي أول أغنية مصورة للأطفال في السودان قبل 14 عاماً وبعدها تعاملت مع الفنان الشاب وليد زاكي الدين ومحمود عبد العزيز في أغنية نور العيون. ü تلفزيون الخرطوم كمحطة؟ - انتقلت من مؤسسة الفداء للانتاج الإعلامي إلي تلفزيون الخرطوم عن طريق الأستاذ مدني محمد عمر وقمت بعمل 50 أغنية للأطفال بتلفزيون الخرطوم وأجمل الأغاني أيضاً بالتلفزيون القومي مع المخرج صالح مطر والمخرج سيف الدولة الملثم في أغاني المفعول به منصوب وأسمي سلافة والكهرباء خطرة وأبوي يا صدرالحنان ثم عملت بعض الأعمال مع الموسيقار مبارك محمد علي فكان ميلاد يا قمر ومدرستي. وكل ذلك كان مدخلاً لأن أصبح فني مونتاج وإخراج وتدرجت في السلم الوظيفي حتى أصبحت الآن مديراً للبرامج بتلفزيون الخرطوم. وكنت مديراً عاماً للبرامج بقناة هارموني. ü الأغاني المصورة؟ كانت لي معها تجربة كبيرة وبدأت بالفنان حيدر بورتسودان وعبد القادر سالم وانتجت أكثر من مائة أغنية مصورة. ü ماذا عن التأهيل الأكاديمي؟ التأهيل الأكاديمي مهم جداً لأي إعلامي وبالنسبة لي بدأت بالماجستير والدكتوراة في مجال انتاج البرامج التلفزيونية والإذاعية. ü بين العمل الإداري والعمل الإبداعي؟ الجانب الإداري يصقل التجربة ويجعلك تعايش العملية الإبداعية ويجعلك أقرب إليها، أما عن مقولة العمل (الإداري يأخذ الشخص) فهذا كلام غير صحيح. ü ماذا عن تلفزيون الخرطوم في وضعه الحالي؟ يحتاج إلى قرار سياسي لكي يصبح قناة فضائية وهو يمتلك كل المواهب والكادر المؤهل والخرطوم ليست عاصمة فقيرة تستطيع تمويل الفضائية ومن المخجل ان تكون عاصمة البلاد بهذا القدر من الافتقار إلى الدعم المادي والسياسي. ü آخر عمل كمخرج واحة الطفل قمنا بانتاج حلقات نموذجية لبرنامج واحة الطفل القومي ولدي العديد من الأغاني المصورة الجديدة للفنان حمد الريح.