بالأمس افتتح مجمع النور الإسلامي في كافوري بالخرطوم بحري مع صلاة الجمعة عند الواحدة ظهراً، وهناك اتّفاق بين الأئمة الثلاثة مالك وأبو حنيفة والشافعي على أن وقت صلاة الجمعة هو وقت صلاة الظهر الذي يدخل بزوال الشمس، بينما انفرد الإمام أحمد بن حنبل بالقول بدخول وقتها قبل الزوال.. وحجة الجمهور أن فريضة الجمعة بدل فريضة الظهر ويؤكد ذلك فعل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .. وقد تتفاوت أوقات الجمعة من مسجد إلى آخر، لذلك حرصت على أداء فريضة الجمعة في وقتها المُعلن والمُضمن في الإعلان عن افتتاح مجمع النور الإسلامي، أي عند الواحدة ظهراً، وقد خرجت من منزلي في أم درمان قبل الموعد بساعة آملاً أن أجد مكاناً متقدماً في الصفوف ، ولكن هيهات. ما كنت أحسب أن يكون المصلون بعشرات الآلاف مثلما شاهدت بالأمس، حتى أنني قلت لمن معي إن المجمع ومنذ لحظة افتتاحه أصبح مسجداً جامعاً، ليس في مساحته التي تتجاوز الأربعين ألف وخمسمائة متر مربع، ولا في ما يضم من مدارس قرآنية أو دار للأسرة، أو ما يضم من منتديات ثقافية واجتماعية ورياضية وتربوية، ولا في ما يقوم داخله من مجمع سكني للمعلمين.. بل في سعة المسجد الذي يستقبل ألفي مصلٍ في وقت واحد، وفي سعة باحاته الخارجية التي تضم أضعاف أضعاف ذلك العدد... ثم للرمزية الكبيرة المتمثلة في إمامة الشيخ عبد الرحمن السديس إمام المسجد الحرام بمكة المُكرمة للمصلين، فقد كان هذا حافزاً قوياً ودافعاً عظيماً للكثيرين الذين جاءوا من كل فج عميق في عاصمة السودان ليكونوا من الفائزين بسماع خطبة إمام الحرم الشريف مباشرة وعلى الهواء الطلق، وليكونوا من الساعين لنيل البركات ويضمنوا شهادة أرض المجمع الإسلامي الكبير بأنّهم كانوا قد أدوا أول صلاة جامعة فيه يوم يُساءل الناس يوم الحساب. وصلت قبل الواحدة بكثير لكنني لم أجد طريقاً أو منفذاً إلى الداخل فآثرت البقاء والجلوس عند أول فرصة حتى لا أفقدها وبدأت خطبة الجمعة في الساعة المُحددة قبلاً.. لا تأخير ولا تقديم .. واستمرت الخطبتان إلى ما بعد منتصف الواحدة بخمس دقائق لتبدأ الصلاة بعد ذلك وينتشر الناس بعدها في الأرض يبتغون من فضل الله. نحمد الله ونشكره على أفضاله التي لا تُعد ولا تُحصى، أن جعلنا من أهل الإسلام الذين يؤمنون بألا إله إلا الله وأن محمداً عبد ه ورسوله.. ونسأله عزّ وعلا أن يتقبّل من الابن البار عمر حسن أحمد البشير وأشقائه سعيهم للعبادة والشكر من خلال تشييد هذا المجمع الإسلامي الكبير على روح والدهم المغفور له بإذن الله الحاج حسن أحمد البشير، ونشكر للبشير وأشقائه وأسرته الكريمة ما قال به في مناسبة افتتاح هذا المجمع وأنه سيرسل رسالة قوية للمسلمين ولغير المسلمين لتثبيت قيم وعدالة الإسلام مؤكداً على أن المساجد هي بيوت الله في الأرض وأنها ستكون مكان توحيد لأبناء السودان وحماية لشبابه من الغزو الفكري.. باعتبارها منابر للوسطية دون تفريط أو إفراط. اللهم تقبّل منّا ومنهم وأهدنا وأهدهم سواء السبيل واحفظ بلادنا وأهلنا وادفع بنا إلى طريق الخير القاصد لجناتك العلا.. يا الله يا أكرم الأكرمين.. يا مجيب الدعاء.. آمين.