ويتواصل مسلسل إخفاقات التلفزيون القومي (لَتْ وعَجِنْ) في نقل خطبة الشيخ السديس في افتتاح مجمع النور الإسلامي بكافوري بقلم: وليد محجوب - جدة [email protected] ترقُبٌ و انشراح هو عنوان افتتاح أجمل مساجد العاصمة التي أضحت تكتسي أناقةً و وجاهة بتصاميم معمارية مدهشة تحكي عن الطفرة التي أدهشت زائريها و اتسقت مع جمال نفوس ساكنيها. كان الموعد يوم الأمس في مجمع النور الإسلامي بكافوري أو (مسجد الرئيس) الذي دُعيت له شخصيات كبيرة من مختلف دول العالم ومنهم أ.د. محمد شوقي إيدن نائب رئيس الشئون الدينية بتركيا ود. راغب السرجاني ود. عائض القرني ود. موسى يوسف المسيري كما اوردت (سونا) و بلغ الاحتفال مبلغاً حين أمَّ المصلين الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس إمام الحرم المكي و أحد أبرز الدعاة في بلاد الحرمين الشريفين. و قد كان التلفزيون كالعادة في الموعد بكل أخطائه التي تفصح بصوت جهور عن غياب المهنية و اللامبالاة التي لا حل لها في هذا الجهاز الذي يصر و بقوة على عكس صورةٍ شائه عن السودان هي أبعد ما تكون عن واقع الحال. فقد ارتكب التلفزيون أربعة أخطاء مميته حال نقل خطبة الجمعة من مجمع النور الإسلامي. أول هذه الأخطاء هو ذلك الشريط البني ( شريط لاصق تغلف به الكراتين و الأمتعة) الذي عُقِدَ به مايكرفون الإمام بطريقةٍ هي أثرٌ يدلُ على مسيرِ نفسٍ لا ترى سوي القبح في طويتها. فقد تم لف الشريط بطريقةٍ كأن من قام بها طفل لا يعي ما يريد. و ثاني الأخطاء هو اسم خطيب الجمعة, و الذي لا يخفى على أتباع الديانات الأخرى ناهيك عن المسلمين. فهو أبرز أئمة الحرم المكي و أكثرهم شهرةً حتى أصبح أحد معالم الحرم. من منا لم يشنف آذانه بقراءتهِ التي تتسرب إلى الأعماق لامسةً أوتاراً تنقلنا إلى فضاءات لا حد لها من الروحانيات. فقد كُتِبَ اسمه على الشاشة بالبنط العريض جداً (الشيخ السديسي)!!! بزيادة ياء في آخر الاسم و ليس "السديس". و ثالث الأخطاء و هو الأنكى أن المخرج الناقل لشعائر الجمعة أراد التعريف بالشيخ السديس فعرَّف عن جهله الذي لم يصححه إلا قرابة نهاية الخطبة. فقد كتب بخط كبييييير و خلفية غير متسقة (الشيخ السديسي إمام الحرم النبوي الشريف). من أين أتى هؤلاء؟ من رحم الدورات التدريبية التي أقصى فوائدها التسوق في باب شريف و جبل علي و هلم جرا, دون الاستفادة من الجديد في عالم التلفزة, علماً بأننا دائماً ما نتشدق بأننا نمتلك أحدث الأجهزة التلفزيونية و التي لا تملكها أعتى تلفزيونات المنطقة و هذا اعتراف صريح بضعف الكوادر. رابع الأخطاء كان مذيعة لغة الإشارة التي أفصحت عن (حنة و نقش) لا علاقة لها بالمرَّه بالمشهد القائم داخل المسجد من خطبةِ و صلاة. كيف تنقل الصلاة بكل (حنتها) من صلاتها في بيتها خير من صلاتها في المسجد. أين إسماعيل الأزهري بعمامته البيضاء كبياض قلوب السودانيين؟ ما كانت خطبة الشيخ السديس خطبة عادية بل تابعها كثير ممن سمع بأنه ذاهب للسودان من أجل افتتاح صرح سيشكل معْلماً من معالم النهضة في السودان و عنواناً لمشروع الدولة حتى أنه كان محل اهتمام الرئيس البشير شخصياً ليجيء التلفزيون و يلطخ هذه الصورة البهية بأخطاء بدائية تجعل من المقارنة بينه و باقي الفضائيات السودانية مجحفة في حقه لاتساع البون و بعد الشقة. و هنا لا بد لنا من الإشادة بقناة طيبة الفتية التي حاولت إصلاح ما افسد التلفزيون القومي قدر استطاعتها. قد لا يعلم التلفزيون القومي أننا أصبحنا محط أنظار الآخرين, المندهش منهم و المستعجب. يتابعون ما تنقله الفضائيات السودانية و يناقشون محتواها و يعلقون على كل شاردةٍ و واردة. فلماذا يؤكد التلفزيون على مثالب ما هي إلا سلوكيات فردية فيصمنا جميعاً بها. يا ناس التلفزيون: "اتقوا الله فينا". (نقطة)