لم يكن مفاجئاً لدينا إختيار الأستاذ السمؤال خلف الله وزيراً للثقافة .. ولم نكن مبالغين أو مجاملين عندما رشحناه قبل أشهر خلت وقلنا أنه الأنسب لشغل هذا المنصب لأنه من القلة التي حملت هم العمل الثقافي وواصلت الليل بالنهار لتقدم له شيئاً .. وما أعمال مؤسسة أروقة ومهرجاناتها المتعددة إلا خير دليل .. فالرجل حرك الساكن في بئر الثقافة الراكدة من خلال مهرجان ميلاد الإغنيات ومن خلال إنشاء المكتبات وطباعة الأعمال التي تستحق .. بالإضافة لتكريمه المتواصل للمبدعين والإحتفاء بهم .. وهو ما ظلوا يفتقدونه طوال حكم الإنقاذ الأول .. حيث شردتهم الإذاعة وأوصد التلفزيون ألأبواب في وجوههم ونامت المنتديات نوم أهل الكهف.. إختيار السمؤال خلف الله القريش كان متوقعاً .. وعندما قلنا أنه الوزير القادم للثقافة لم نكن نستشف من وراء الحجب .. ولكن لأن المنطق والراهن كانا يقولان ذلك.. والحمد لله لم تخذلنا الحكومة. السمؤال الآن هو وزير للثقافة .. وكلنا أمل في أن يهطل مطر عهده خيراً وبركة علي الثقافة .. وأن تكون لوزارته شخصيتها الإعتبارية المستقلة بعد عاشت غربة طويلة تابعة لوزارات أخري .. ونريد لها أن تكون حاضرة في كل المناسبات وان تكون لها كلمتها في الكثير من القضايا التي تشغل الساحة الثقافية .. بداية بالإذاعات الخاصة التي أصبحت من كبري المهددات للثقافة السودانية .. بما أصابها من إستلاب فكري .. دون أن تدري ودون أن يدري القائمون علي أمرها خطورة ما يقدمون من مواد إذاعية يحسبونها مادة والسلام .. بينما الواقع يقول أنها مادة إذاعية نعم ولكنها تمثل تشويشاً علي الثقافة السودانية وتمثل ترويجاً لثقافات أخري لا تشبه مجتمعاتنا .. ونعني بعض الأغنيات الأجنبية والعربية وتقليد بعض المذيعين والمذيعات للأجانب.. هذا غير الكثير من القضايا .. كما نأمل من الأخ الوزير القريش أن يضع من أولي أولوياته قضية تمثيل الفن خارج البلاد .. بعد أن أصبح الأمر متاح للجميع .. يسافر دون رقيب ويمثل بسمعة البلد دون حسيب .. وهي ملاحظات لا نظنها تفوت عليهم مع غيرها من ملاحظات .. كما نظن أن الوزارة في عهدها الجديد تحمل الكثير من المبادرات والمفاجآت السارة .. وهي مبادرات لا تقل عن ما كانت تقدم (أروقة) التي كنا نراها وزارة ثقافة (مصغرة). ختاماً ..هنيئاً لوزارة الثقافة ولأهل الثقافة إختيار الأستاذ السمؤال .. الذي يدرك أن المنصب تكليف وليس تشريف ويعلم أنه أمانة .. نسأل الله أن يوفقها لأدائها علي الوجه الأكمل .. وهنيئاً ل (جماعةالفجر) التي قدمت لنا وزيراً هو أهل بالمنصب لأنه من الجماعة