ما أجمل أن نتحدث عن الانجازات ونقف خلف القادة، والقيادات شاكرين ومهنئين بالفوز وهكذا.. ولكن عند الوقفات لن نتوانى ولن نغير من ساعة الجد الى الهزل أو العكس، فالحقيقة نقولها ولو السيف على رقابنا، ولن نستعين بأضعف الإيمان ما حيينا. أحزن كثيراً، وأشعر بحسرة، وأنا المح أقبح صورة في احدى مناطق العاصمة وأحيائها، وينتابني شعور قاتل بأن ما نقوله ونشجعه في واد، وما هو أمامنا في وادٍ آخر- الديوم الشرقية، وشارع محمد نجيب، ومنازل استخدمت في أول الأمر للشاي والقهوة من قِبل الحبش، على غرار جبنة حلوة حبشية، وتطور الأمر لتصبح قهوة وشاي وشيشة، ونسبة للطفرة والتطور السريع وعالم الانترنت، تكون هناك خدمات أخرى ظاهرة ومستترة، ألا وهي الاستعراض الواضح من قِبل (ستات الشاي والقهوة الحبشيات) وهن يتهادين أمام السادة الكرام، أصحاب المزاج المرضي، والنفس الضعيفة، وتأتي تلك وتذهب هذه.. وحدث ولا حرج عن هيئة وهيئة - الهيئة للست الحبشية، وألوان الشعر والملابس، وحكاية من حكايات ألف ليلة وليلة، والعجب العجاب أن أصحاب السيارات رواد تلك الغرز، هم من الأعمار المفروض أن تكون محترمة ومسؤولة، ووقت وجودهم في تلك الغرز هو من صميم وقت العمل ووقت الانتاج، والأدهى والأمر أن الشارع الرئيسي يقفل في فترة من فترات الظهيرة، واختناق مروري نسبة لكثرة هذه الغرز المريبة، وتعال شوف شراب القهوة والشاي في عز السخانة، ودرجة الحرارة لا تقل عن ال45 درجة مئوية وصاحب العقل يميز..من وين وين.. النظام العام يطارد صاحبات اللبس الضيق، ونعمل من ارتداء البنطلون قصة وحكاية، وتدخل الأممالمتحدة كمان.. وأين النظام العام من فساد الغرز على عينك يا تاجر.. يا سيدي والي الخرطوم، ويا سادة يا كرام، ويا ولاة الأمر منا، الشاي والقهوة والشيشة بريئة براءة الذئب من هذا الفساد.الفساد يمارس أمام أعيننا، ونحن ندق على وتر آخر، وأي قرار مستحيل أمام هذه الأماكن المريبة، ٍوكأنك تسير في أحد شوارع أديس أبابا، وأهل المنطقة في اندهاش تام من اغفال هذا الأمر، والطامة الكبرى أن يكونوا ملمين بالأمر ويتجاهلون.كيف بالله في دولة تقفز قفزات ثابتة نحو التقدم والنماء، وكيف وهي دولة اسلامية، والأخلاق مبلغ همها، أين جمعيات مكافحة المخدرات، ومكافحة الرذيلة، ومكافحة الايدز، تلك الغرز مادة خصبة لكل تلك المكافحات، أي فساد أكثر من هذا، فلنبدأ بغرز الديوم الشرقية، فسحقاً للقهوة والشاي التي تخلق لنا مادة خصبة لانتشار الايدز، والمخدرات والجريمة، وسحقاً سحقاً لمن يرى هذا المنظر ويدعي البلاهة والغباء.عادت قصة ريا وسكينة في القرن الواحد والعشرين، ولكن بصورة مختلفة، ممارسة القتل واغتصاب كرامتنا، وسرقة شبابنا، وبذرة الأمل فينا، فأعظم الجرائم وأقواها وهي جريمة ريا وسكينة كانت قرب مخفر الشرطة، ولكننا نثق في محكمتنا ومخفرنا، ولا لن تعود ريا وسكينة في قلب العاصمة أو أحد شوارعها العريقة، ولن تكون محكمتنا ستراً وغطاءً، فهذه بلد الشرفاء.لم أستطع أن أغير شيئاً بيدي، ولكني اخترت ثاني خيار، وإن لم أستطع فبلساني.