نجاح أي مؤسسة ينطلق أساساً من كفاءة القيادات الإدارية الوسطى التي تدير دولاب العمل اليومي، وإذا فشل رئيسهم المباشر في أداء دوره المنوط به في إدارة العمل بحكمة.. تصبح المؤسسة عاجزة عن تحقيق الأهداف التي أُنشئت من أجلها.. ولاشك أنه بأي مؤسسة توجد وظيفة مهمة تأخد مسمى «المدير الإداري» الذي يعمل مع عدد من مساعديه تحت الإشراف المباشر للرجل الأول بالمؤسسة.. فإذا فشل «المدير الإداري» باعتباره الدينمو المحرك للمؤسسة وعجز عن القيام بمهام وظيفته يخلق مجموعة ممن ينطبق عليهم مصطلح «العطالة المقنعة» ويتلذذ عندما يجبر مساعديه ليسبِّحوا بحمده، ويبث في نفوسهم الخوف ليعيشوا في حالة من الرعب والرهبة خوفاً من البطش بهم أو حرمانهم من أي امتيازات.. وبذلك يتحولون إلى أبواق له يسيرون مع موجه.. ماذا يعجب المدير الإداري وماذا يريد؟.. بل الأدهى والأمر إغراؤهم بزيادة المرتب ومنح «العلاوات الخماسية».. وعبر البطش الإداري ينقلب مساعدوه إلى جواسيس يعملون لصالح سعادة «المدير الإداري» صاحب الحظوة الموهوم بأنه مسنود بالمحسوبية والمحاباة.. كل ذلك ليغطي فشله وعدم كفاءته الإدارية وينقلب مكتبه إلى مركز «للقيل والقال» ويصبح شغله الشاغل مع بداية العمل اليومي «الكاميرات رصدت شنو» وماذا يقال عني؟ وبالتأكيد مع مرور الزمن وطبقاً لهذا السلوك الشائن تنهار المؤسسة ويصيبها الوهن والاندثار ليبقى المدير الإداري وصيَّاً كالغراب الذي سعى إلى خراب عشه. ü مافيا المؤسسات وجماعة «القيل والقال» وناقلو الأقوال الكاذبة وموقظو الفتنة في ظل وجود مدير إداري قوي يفهم طبيعة عمله ويثق في قدراته وكفاءته الإدارية لا وجود لهم.. ولكن تنشط جماعة «الشمارات» وناقلو فيروس الفتنة في ظل وجود مدير إداري ضعيف ومغرور وفاقد للتوازن الإداري ومصاب بالهواجس والريبة والشكوك كدائرة يعيش فيها. وعادةً أن هذا النوع مصاب بمرض انفصام إداري.. خاصة الذي جاء تعيينه عن طريق المحسوبية والمحاباة.. فيصاب بالغرور وتعشعش بدواخله «عقدة الكبار» و «علية القوم» وطمأنينة مصطنعة.. ويتظاهر بأنه لا يبالي بأي شيء طالما أنه مسنود ومحمي وبعيد عن دائرة التساؤل والفصل.. ياله من تفكير غريب لا يتماشى مع مواصفات الوظيفة ومتطلبات العمل الإداري الناجح.. هذه الظاهرة العجيبة يسميها علماء الإدارة مرض «السرطان الإداري» القاتل الذي يصيب الإداري الضعيف المزروع في بعض المؤسسات ذات الطابع الخاص. ü ونتسأل إلى متى هذا النوع من المديرين الإداريين في بعض المؤسسات ينشر سمومه لتتمكن الزمرة من شاكلته وعصابة نقل «القوالات» تنمو وتفرخ حتى تتمكن الظاهرة من التأثير على الإنتاج والإصلاح الإداري. ü في معظم الحالات تأتينا الإجابة محيِّرة أنه في غياب المُساءلة لهذا النوع من الإداريين يجتاح أي مؤسسة موبوءة بهذا النوع زلزال مدمر وهزة إدارية. أهمية وظيفة المدير الإداري تنبع من أنها تحتل مكانة خاصة لدى أي مؤسسة.. فهي المنوط بها المساعدة في رسم السياسات واستجلاب التمويل ووضع برامج تطوير المؤسسة ورفع كفاءة العاملين وتنمية قدراتهم للوصول إلى معدلات أكبر من الإنتاجية والتقليل من السلبيات والنظرة الفاحصة الثاقبة للايجابيات وفتح آفاق أخرى والتوسع في حجم المؤسسة وإحداث النقلة النوعية، وتكرار التجربة وتشييد مواقع مماثلة أخرى. لذا فليكن الشعار في الفترة القادمة.. القضاء على هذا الوباء الذي يسمى «بالمدير الإداري المتسلط» وتطهير أي مؤسسة ربحية من شاكلته.. والله المستعان.