قضت محكمة جنايات أم درمان شمال أمس بعقوبة السجن (10) سنوات على الطالب الجامعي المتّهم بقتل زميله عثمان حسين الدارس بكلية التربية بجامعة الخرطوم والبالغ من العمر (23) عاماً وأمرت في قرارها المدان بدفع الدية (30) ألف جنيه لذوي المجني عليه تحصل بالطرق المدنية. وأدانت المحكمة برئاسة القاضي حاتم عبد الرحمن المتهم (ن ، ي) لمخالفتة أحكام المادة (131) الفقرة (2) من القانون الجنائي والمتعلقة بالقتل شبه العمد، بدلاً عن إدانته بجريمة القتل العمد، وأرجعت المحكمة أسباب الإدانة بالقتل شبه العمد استناداً على أن أسباب جريمة القتل المعركة المفاجئة التي وقعت بين المتّهم والمجني عليه بداخلية ابن الوليد بكلية التربية بجامعة الخرطوم إثر الشجار على شاحن موبايل، بعد ما رفض المجني عليه للمتهم الشحن في (الكوبس) الذي يقع أدنى السرير الذي كان يستلقي عليه المجني عليه في يوم الحادث في ديسمبر العام الماضي، وأكدت المحكمة في حيثيات قرارها أن الشجار لم يكن بين الطرفين تحت سبق الإصرار والترصد ولم يسلك المتهم سلوكاً قاسياً تجاه المجني عليه طبقاً للبينات التي تبينت منها المحكمة، وأشارت إلى أن المتّهم والقتيل وعدد من زملائهما تناولوا وجبة الغداء في يوم الحادث بكافتيريا في داخلية ابن الوليد واستشهدت المحكمة بما سبق في أن المتهم لم يعد العدة سابقاً لارتكاب الجريمة. وكانت المحكمة في حيثيات قرارها أدانت المتّهم تحت المادة (130) القتل العمد مبدئياً قبل تقيدها للإدانة بجريمة القتل شبه العمد، وقال القاضي في الحيثيات إن المتهم أصر على الشحن جوار القتيل على الرغم من وجود شاحن رئيسي آخر داخل الغرفة محل الحادث، مبيناً أن أسباب الوفاة وفقاً لتقرير الطبيب الشرعي تورم وارتجاج في المخ بسبب الإصابة بجسم صلب، وقطع القاضي بأن الضربة التي تعرّض لها القتيل في رأسه من قبل المتهم بيده هي التي أودت بحياته، ونوه القاضي إلى أن المتهم اعترف في أقواله للمتحري أنه سدد لكمة للمجني عليه في رأسه وأكد على ذلك في اقراره بالأقوال أمام المحكمة، وأضاف أن المتهم لا يستفيد من حق الدفاع الشرعي عن نفسه لأنه هو الذي بدأ الشجار قبل أن يقرر إدانته لمخالفته أحكام المادة (131) من القانون الجنائي. وذكر ممثل الدفاع عن المتهم المحامي كرار صديق كرار عدداً من الأسباب المخففة للعقوبة عن المدان من بينها أنه شاب صغير السن ويدرس بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية وجامعة الزعيم الأزهري وينتظره مستقبل، بجانب أنه الوحيد بين إخوته الذي تلقى تعليماً جامعياً، بالإضافة إلى أنه لم تسبق إدانته قبل وأن أسرته تنتظر منه الكثير ووالده تقدّم في السن، بينما أشارت المحكمة إلى انتشار جرائم القتل بين الطلاب، مما يتطلب إيقاع أقسى العقوبات على المتّهم، ولفتت إلى أن أسرة القتيل كانت أيضاً تنتظر منه الكثير.