كانت الرحلة من الخرطوم الي جوهانسبرج طويلة جداً، حيث كان إقلاع طائرة الخطوط القطرية من الخرطوم في الساعة الثامنة من مساء السبت، ووصلت الى الدوحة في الثانية عشرة مساءً، ومن ثم انتقلنا الى طائرة أخرى بعد انتظار ساعة في مطار الدوحة، حيث أقلعت الطائرة العملاقة من مطار الدوحة في الساعة الواحدة صباح الأحد واستغرقت الرحلة 8 ساعات حتى مطار جوهانسبيرج الذي مكثت فيه البعثة ساعتين، ومن ثم اتجهنا نحو مطار مدينة ديربان التي وصلناها في الواحدة ظهراً، وبعدها استقلينا سيارة للفندق الذي يبعد عن المطار ساعة، وكان الجميع مندهشاً من مطار ديربان الذي يعتبر من أفخم المطارات رغم أنه تابع لمدينة وليس المطار الرئيسي الذي يعتبر هو الآخر تحفة معمارية في الشكل والتصميم. كانت البداية الأولى للوفد متابعة مباراة هولندا وسلوفاكيا التي انتهت بهدفين لهدف لصالح الطواحين، وكان معظم من بالإستاد يشجع أخوان روبن، وكان اللون البرتقالي طاغياً تماماً على الملعب، حيث يتميز الهولنديون بمظهر مختلف عن الجميع بارتدائهم للشعار البرتقالي باستمرار طيلة يوم المباراة، مع ترديدهم لهتاف واحد في الملعب، ورغم تواجدهم في أماكن مختلفة إلا أنهم رددوه في تناغم وانسجام. الجمهور الهولندي كان قلقاً على منتخبه رغم الفارق الكبير بينهم وسلوفاكيا، إلا أنهم كانوا متخوفين من مغامرات السلوفاك الذين أطاحوا ببطل العالم، خاصة بعد أن اتبع الفريق السلوفاكي تكتيكاً محكماً على مرماه، ولكن الثنائي المتألق روبن وشنايدر أنهيا مغامرة سلوفاكيا التي تشارك لأول مرة في كأس العالم، وهي من الدول الصغيرة جداً وكان جمهورها مقتنعاً تماماً لأنهم لم يتخيلوا أن يتخطوا الدور الأول.