فى مدينة جوتبرج السويدية الساحرة اجتمعت الجمعية العامة للإتحاد العالمي للصحف المعروفة اختصاراً ب «wan» حضرت هذا الإجتماع ضمن حوالي الستمائة عضو، يمثلون ناشري الصحف ورؤساء التحرير، والمحررين، وناشطين فى مجالات حقوق الإنسان والحريات الصحفية من جميع بقاع العالم. كان الهاتف المحمول هو سيد الموقف خلال أيام المؤتمر الأربعة، وجاءت كبرى شركات الهاتف التى أفاضت فى بيان الجوانب التطويرية لمنتجاتها من الهواتف المحمولة وملحقاتها، والقدرات الهائلة لهذا الاختراع الساحر، الذى يمكن أن يلبي حاجات الصحافة الإلكترونية والمطبوعة، بالقليل من الإضافات والتعديلات التي تحول شاشته الى عرض صحيفة كاملة، وقدرة على التصفح والتفاعل مع المصدر. وتناقش العلماء فى تأثير المحمول على المجالات الإجتماعية، وكيف صار يشكل حياتنا اليومية، ويضع مفكرتنا التي نتحرك بمقتضاها خلال اليوم، والامكانات الهائلة للمحمول فى التفاعل مع الطرف الآخر، وتقاسم الأفكار بين الطرفين المتصلين، والقدرة النصية وتعزيزها بالصورة الثابتة والمتحركة، وسهولة الإتصال بالشبكات الخارجية وغيرها من المميزات والامكانات، دعا كل ذلك المشاركين فى المؤتمر الى حوار ممتع حول مستقبل الصحافة المطبوعة والوسائل الجديدة لعرض الصحافة. ولما كان الإعلان هو العنصر الفعَّال فى صناعة الصحافة، كانت هناك أوراق علمية تعرض لامكانات الإعلان على الهاتف المحمول، والذي توقعت أن تبلغ ايراداته خلال العام القادم 2011 حوالي 11.4 مليار دولار أمريكي على مستوى العالم. الأثر الإجتماعي للمحمول نال حظاً واهتماماً فى نقاشات المؤتمر، وهو أثر يمكن قياسه عندما تنسى أو تترك هاتفك المحمول، ولا يكون بين يديك أو فى جيبك، سيضطرب برنامجك، ويعكر مزاجك، ولن ينعدل حالك إلا بعد إعادته الى يديك. لن يكون من المناسب أن نورد المميزات التى أضافها المحمول الى حياتنا، والامتدادات التى أحدثها فى حياتنا العامة والشخصية، وأثر ذلك على الأسرة وترابطها وصيانتها، كما لن نغفل أيضاً الآثار السلبية للمحمول على المنظومة القيمية للأفراد، خاصة وهو وسيلة شخصية، ويوفر حرية شخصية لمستخدمه، قد لا تتوفر وبذات اليسر للوسائل الجديدة. وبما أن اليوم الجمعة، فإن المحمول في هذا اليوم، يحمل ملايين الرسائل بين الأصدقاء، وهى رسائل تقوي أواصر المحبة، وتدع قنوات التواصل بينهم سالكة، فضلاً على أن مضمون هذه الرسائل فيه العظة، والدعوة الى التفكر والتدبر فى صلة العبد بربه، مع دعاء ربما يصادف ساعة الإجابة.. إذ ورد فى الحديث الشريف: ( إن فى الجمعة لساعة لايوافقها مسلم قائم يصلي يسأل الله خيراً إلا أعطاه إياه) ولقراء هذه الزاوية يكون تواصلي معهم فى هذا اليوم المبارك بهذه الرسالة التى حملها اليّ هاتفي المحمول، من أخ صديق يحرص كل جمعة أن يشملني بها . (رباه ألطف بعبدك هذا حيثما الأقدار دارت.. ويسر له الخير إذا ما نفسه احتارت.. وأنر بالإيمان دربه أينما قدماه سارت.. وأشدد أزره إذا ما القوة منه خارت.. وآمنه من الفزع يوماً فيه السماء مارت.. واعطه كتابه بيمينه إذا الصحائف طارت.. وصلى الله على سيدنا محمد .. وجمعة مباركة ).