طقس غائم استأنفت به جامعة الخرطوم فتح أبوابها بعد التوقف لثلاثة أشهر لتدخل الجامعة موجة من الاحتجاج والتذمر وسط الطلاب لتشدد الحرس الجامعي مع الطلاب وإغلاق بعض البوابات الرئيسية بمجمع الوسط وكليات الزراعة والبيطرة بشمبات ومنع الطلاب من دخول أي كلية غير التي ينتمي إليها الطالب في يومها الأول. فيما أكدت لجنة طلاب الجامعة في بيان تلقت (الأحداث) نسخة منه تمسكها بمطالبها بتغيير سياسة الحرس الجامعي وإقالة وإعادة انتخاب مدير ونائب جديد للجامعة وتعويض الطلاب المتضررين من الأحداث الأخيرة بالجامعة واعتذار قوات الشرطة لهم. فيما دعت أمانة الطلاب بالمؤتمر الوطني ولاية الخرطوم المنظومات الطلابية لاتخاذ الحوار وسيلة لتحقيق المطالب والعمل على ترقية وتطوير الحياة السياسية بجامعة الخرطوم بل في كل الجامعات السودانية عبر الخطاب السياسي المسؤول. وطالب الأمين السياسي لطلاب التعليم العالي بالمؤتمر الوطني إسماعيل علي يعقوب نبذ العنف الطلابي بكافة أشكاله وصوره. الرؤية غير واضحة لبداية الجامعة وتسود أجواء من التوجس والتحفظ وسط الطلاب والإدارة، فالتحديات كثيرة في انتظار جامعة الخرطوم في الموازنة بين ما هو سياسي وما هو أكاديمي لإخراج طالب يستطيع مواجهة المجتمع وأن تعيد الى الجامعة سيرتها الأولى بأن تكون (جميلة ومستحيلة) كما كانت من قبل وبعد الأحداث التي أدت إلى تعليق الدراسة في ديسمبر الماضي، وتعهدت بجبر الضرر لكافة الطلاب الذين تضرروا من الأحداث ونهبت ممتلكاتهم ومقتنياتهم، وطالبت السلطات الأمنية بالإفراج عن جميع الطلاب المعتقلين، وكشفت عن اتفاق مع صندوق رعاية الطلاب بأيلولة الداخليات للجامعة بإدارة مشتركة بين الطرفين، وأكدت أنها لا يمكن أن تمنع العمل السياسي ولا تستطيع التحكم فيه، وقطعت بعدم دخول الشرطة الى الحرم الجامعي إلا بإذن من مدير الجامعة، وكشف مدير الجامعة بروفيسور صديق حياتي عن اتفاق مع المسؤولين لإطلاق سراح جميع الطلاب المعتقلين وقال لا يمكن أن تفتح الجامعة أبوابها وطلابها معتقلون ورأى أن الجامعة مستهدفة من جهات لم يسمها، وقال إن قرار إعادة فتح الجامعة هو قرار مجلس العمداء ولم تمله أية جهات أمنية أو سياسية. واعتبر أن الأحداث التي شهدتها الجامعة أخيراً أكدت أن مؤسسيتها هي صمام الأمان وخط دفاعها)، واعتبر أن درء المخاطر عنها يأتي من داخلها بتمتين بيئتها وتوسيع نهج المرجعية والمشورة والمراجعات في تبني التغيير الإيجابي. لكن عضو لجنة الطلاب بجامعة الخرطوم فائز عبد الله وصف في حديثه ل(الأحداث) استئناف الدراسة بالخطوة الصحيحة على الرغم من عدم تنفيذ مطالب الطلاب فعلياً سوى الشروع في التقصي من قبل لجنة التقصي التي طالبت اللجنه بتكوينها، بيد انه اشار الى عدم وجود أي نتيجة، وأضاف من المفترض ان تبدأ اللجنة عملها عقب استمرار الدراسة حتى يكتمل عدد الطلاب للوصول الى نتيجة حقيقية، مشيراً الى إرجاع ادارة الداخليات الى ادارة الجامعة واعتبرها خطوة جيدة حال تنفيذها مستنكر عدم توضيح وتسمية أيٍ من التفاصيل المتعلقة بالداخليات، وتخوف من عدم تنفيذ توصية توجيهات مؤتمر التعليم العالي الذي عقد مؤخراً بانتخاب مدير الجامعة من داخل مجلس الأساتذة، وعزا ذلك الى عدم ذكر التوصية في مؤتمر مدير الجامعة أمس الأول، وأضاف قائلاً الخطوة المقبلة التي سوف يتبعها الطلاب اجراء حوارات مفتوحة لكيفية التنفيذ وتحقيق المطالب، وزاد المؤتمر الصحفي وساطة بين الطلاب وادارة الجامعة، مشيراً الى رفض الإدارة فتح بلاغ ضد الشرطة قائلاً طالبونا بإثبات التهم عليه ومن ثم تنفيذ الاجراءات. الى ذلك يقول عضو لجنة الاعتصام بالجامعة منيب أحمد تعليقاً على قررات المدير بأنها جيدة وتصب في مصلحة الجامعة إلا أنها ليست كافية، مطالباً أن يتم الاستجابة لكافة مطالبهم وإذا لم يتم ذلك فلديهم أساليبهم وطرقهم من ضمنها الاعتصام السلمي، وأشار أحمد الى أن أهم الأشياء التي يطالبون بها أن تؤول داخليات الجامعة لملكية الجامعة ونزعها من صندوق دعم الطلاب واصفاً إياها بالتدخلات الخارجية في إدارتها وأن يسكن بها فقط طلاب جامعة الخرطوم. وأشار أيضا الى أنهم يطالبون إدارة الجامعة بأن تفتح بلاغات جنائية في مواجهة أفراد الشرطة الذين اعتدوا على الطلاب في الداخليات والجامعة بجانب سرقة ممتلكات الطلاب، معتبراً أن جدية الجامعة في تنفيذ هذه المطالب سيكون مقياسهم بعد أن تفتح الجامعة أبوابها وأنه في حالة عدم التنفيذ فإن خياراتهم ستظل قائمة بما فيها الاعتصام من جديد. بيد أن رئيس لجنة تقصي الحقائق البروفيسور عوض السيد الكرسني قطع بالشروع في تنفيذ المطالب بالاستماع لأطراف الأزمة الأخيرة ومعرفة المتضررين وحصرهم حتى يتم رفع الضرر، مشيراً الى أهمية الاستماع للطلاب لمعرفة الحقيقة منهم ومن ثم إصدار تقرير عن الأحداث التي جرت في الجامعة. وفي الوقت رفض اتحاد طلاب ولايه الخرطوم خالد أبو سن حدوث أي ضرر للطلاب عقب استئناف الدراسة، وقال ل(الأحداث) إن الاتحاد خطا خطوات عملية بعد ان وقعت الأحداث وأغلقت الجامعة، مشدداً على ضرورة معالجة الأسباب جذرياً، وزاد ليس من الحكمة أن تفتح الجامعة بعد الإغلاق والمشاكل ما زالت عالقة، وطالب إدارة جامعة الخرطوم بإصلاحات عامة في مؤسسات الجامعة وإصلاحات الحرس الجامعي، وحل مشاكل الداخليات من قبل الجامعة، والتي نحسب أنها تأتي في إطار تفعيل اللوائح والقوانين، وربط إشراف الجامعة على مستوى الداخليات، قاطعاً بأن هذا ما حدث وعلى ضوئه تم استئناف الدراسة . وقال عدد من الطلاب الذين استنطقتهم الأحداث أمس إن مجريات الأحداث وتطوراتها وجوانبها المختلفة والجهود التي قامت بها إدارة الجامعة ووحداتها المختلفة والمعنية للتعامل مع الأحداث وتداركها وتقييم تبعاتها بلورتها ضمن بياناتها الرسمية المنشورة في الوسائط المختلفة مشيدين بالإجرائات الراهنة التي تعتمدها الجامعة للتسريع باستئناف النشاط والاستقرارالأكاديمي. وقال إن المؤتمر نهج للحوار بشفافية وذهنية منفتحة مع الطلاب عبر قنوات الإعلام، وقطعوا بأن الجامعة حرصت بأولوية قصوى وميدانياً على حل مشاكل الطلاب الموقوفين وطالبوا بلقاءات مشتركة مع صندوق دعم الطلاب لمناقشة بعض الجوانب الأساسية المرتبطة بداخليات الطلاب، واكدوا على أهمية الوقوف على الثغرات السلبية بالبيئة الجامعية والتي لعبت دورها كمؤثرات على حجم المشكلة وتداخلها مثل الحرس تأمين جامعة الخرطوم وضبط بواباتها وتقنين حرية النشاطات السياسية الحزبية بالحرم الجامعي، وقالوا ل(الأحداث) إن عملية نبذ العنف في الجامعات تحتاج لمزيد من الجهود وشراكة قوية من كل الجهات المعنية بين الجامعات، والاتحادات، والإعلام، والأحزاب.