وصل كبير مفاوضي دولة جنوب السودان باقان أموم أمس إلى أديس أبابا مترئساً وفداً عالي المستوى؛ للتفاوض مع الخرطوم، بالترافق مع تعثر مباحثات الخبراء العسكريين التي أوشكت على الانهيار في أعقاب تدهور الوضع الأمني بولاية جنوب كردفان، وترتيب المتمردين لشن هجمات جديدة على هجليج بجانب تلودي وماجاورها تقول الخرطوم إن الجنوب يدعمها، وسط توقعات بمغادرة مفاوضي الخرطوم الأساسيين إلى أديس خلال الساعات المقبلة على متن طائرة خاصة، بينما يرجح أن يكون رئيس آلية الوساطة ثامبو أمبيكي حط في العاصمة الاثيوبية بوقت متقدم من ليل الجمعة. وقالت مصادر مطلعة ل"الأحداث" أمس إن مفاوضات الخبراء العسكريين الممهدة لاجتماع اللجنة الأمنية المشتركة علقت أعمالها لبضع ساعات أمس في أعقاب رفض وفد الجنوب الاعتراف بدعم الجماعات المسلحة التي تهاجم جنوب كردفان. ونوهت إلى أن اجتماعات الخرطوم التي التأمت الاسبوع قبل الماضي بين باقان أموم وقادة الحكومة الأمنيين في الخرطوم خلصت إلى حتمية الوضوح واعتراف أي طرف بدعم المناوئين كخطوة لحلحلة القضايا الأمنية. واشارت المصادر إلى أن وفد الجنوب الفني لايتمتع بالتفويض الكافي ما أعاق الاتفاق، ونوهت إلى أن وصول باقان وقيادات الأمن في دولة الجنوب من شأنه إحداث اختراق على مستوي اللجان الفنية. وأكدت استئناف اجتماعات الخبراء في وقت متقدم من مساء أمس بغرض التوصل إلى اتفاق واضح بامتناع أي طرف عن دعم مسلحي الجانب الآخر مع التفاهم على نقاط المراقبة لوقف العدائيات، فضلا على مشاركة القوات الإثيوبية في تلك الخطوات. ونوهت المصادر إلى أن تفاهم الوفود الأمنية على مستوى الفنيين والخبراء يمهد لوصول القيادات العليا لاتخاذ قرار حول ما إذا كانت التفاهمات المتفق عليها تنسجم مع الموجهات السياسية والسيادية، واستبق أموم وصوله أديس بتأكيد جاهزية وفدهم للانخراط في اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية المشتركة مع السودان لمناقشة القضايا الخلافية بين الدولتين. وأكد أموم سعي بلاده إلى وقف الأعمال العدائية والمناوشات وإعادة طرح مبادرة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت الساعية لعقد قمة رئاسية بين الدولتين لحل القضايا العالقة كافة. وقال أموم "باعتبارنا دولة حديثة الولادة نريد السلام مع جارنا؛ حتى يتسنى لنا تركيز طاقاتنا على بناء الدولة". واضاف "ذقنا ما يكفي من الحرب" ومن المتوقع أن تركز المحادثات على أمن الحدود دون التطرق إلى قضية المدفوعات النفطية.