قضايا شائكة تشغل المواطنين هذه الأيام.. والمجلس التشريعي بولاية شمال كردفان.. ينوم في العسل.. فقير الخدمات الأساسية من صحة وتعليم ومياه وكهرباء وهناك مشاكل أخرى منها توظيف الخريجين ومأساة زيادات فاتورة المياه التي أصبحت تألم المواطن كثيراً وإشكاليات المواطنين المستعصية من قبل سلطات الأراضي، خاصة المواطنين المستحقين من قبل لجنة الحالات الخاصة. مازالوا في انتظار منذ عام 2007-2008م وغيرها، من القضايا وأعتقد جازماً أن التشريعيين بالولاية لم يقوموا بدورهم المناط بهم.. وأصبح ذلك المجلس المفترض أن يكون رقيباً ومراقباً ومخططاً لحكومة الولاية ومحاسباً لها.. حيث أصبح مكتب علاقات عامة عبره ينال النواب أكثر من حقهم في السلطة.. إن النائب يمرر كل تصديقاته التجارية الخاصة عبر وظيفته هذه. فالكثيرون لا يعرفون مهامهم، المهم أن الواحد منهم يريد أن يصبح عضواً في المجلس التشريعي.. والمهم التي يريدها متأكد منها تماماً هي أن يصبح ذا سلطة تساعده في خدمة نفسه في داخل المؤسسات الحكومية، حيث يتخذ وظيفته جسراً يمكن أن يعبر به إلى عالم رجال الأعمال وكبار التجار، ويعرفون هؤلاء النواب أن عضوية المجلس تمكنهم من قضاء حوائجهم بأسرع ما يمكن ودون أن يقف أحد في وجوههم لأنهم برلمانيون.. وأهلنا الذين يقول إنهم انتخبوه يظل حالهم كما هو لا يزيدون ولا ينقصون ولا تأثير لنائبهم هذا عليهم لا في صحة ولا تعليم بحيث تجد العديد من أحياء مدينة الابيض والقرى المجاورة بدون خدمات لا مياه ولا كهرباء. هنالك عدد من أحياء مدينة الأبيض الطرفية، قامت فيها اللجان الشعبية بجمع أموال هائلة من المواطنين بغرض توصيل الكهرباء منذ 2010م حتى الآن لم ينعموا بهذه الخدمة. وهم ظلوا يحلمون بها منذ أعوام عديدة. أين؟.. إن هؤلاء النواب وصلوا إلى هذه السلطة عبر المواطنين الذين حملوهم قضاياهم ومشاكلهم. فهؤلاء ليسوا سوى واجهات فقط, والفهم الخاطئ لمنصب النائب البرلماني هذا لابد أن يتغير اليوم قبل الغد لأن حمل هموم الناس شيء غير سهل. وكذلك حجم مسؤولية النائب البرلماني لأن دور عضو المجلس التشريعي أكبر من دور الرجل التنفيذي إذا كان والياً أو معتمداً, فهو يأخذ مشاكل دائرته أو منطقته ويرمي بها داخل المجلس لتصبح من ضمن خطة الجهاز التنفيذي, وتحقيقها على الارض في المنطقة المحدودة. هذا الى جانب أن المجلس التشريعي دوره الاساسي مراقبة اداء الجهاز التنفيذي وكشف فساد السلطات إن كانت تنفيذية أو قضائية... وايضاً هو من يضع التشريعات والقوانين ولكن الذي يحدث هو ان اعضاء مجلسنا التشريعي الموقرين لا يعرفون هذه المهام واذا عرفوها لا يلتزمون بها.. فهم على طول الخط نائمون.. وسمعت حراكاً مؤخرا ًمن أحد اعضاء المجلس التشريعي حاول أن ينادي بمحاسبة المفسدين وقضايا المواطنين ولكنه وجد نفسه لوحده وسط ثلة من المنتفعين الذين قطعوا عليه الطريق. لغة الصمت وعدم الحراك والحيوية هذه التي تسئ للمجلس التشريعي تعني أن الاوضاع سيئة للغاية وتعني أن هنالك تداخل سلطات قد حدث وأصبح الجهاز التنفيذي مخترقاً للجهاز التشريعي.. وهذا هو عين السوء.. حيث لا حسيب ولا رقيب إلا الله... فإذا سارت الأمور على هذا الوضع فإن ولاية شمال كردفان ستشهد تدهوراً مريعاً في كل شيء... إن الموطنين مازالوا في انتظار الوعود التي التزم بها هؤلاء النواب في دوائرهم الانتخابية من الخدمات... أين وعود البرنامج الانتخابي يا نواب... والسيد الوالي معتصم ميرغني يجب أن يحاول مع إخوانه في المؤتمر الوطني إصلاح حال هذا المجلس اذا كان يريد إصلاح حال مواطني الولاية.. يجب على المجلس أن يقف مع الوالي ويحارب معه الفساد ويطرح معه قضايا الخدمات. الأسباب التي أدت الى أن يكون هذا المجلس (ميتاً) واضحة.. وهي أن جميع الاعضاء ينتمون الى فريق كرة واحد وهو المؤتمر الوطني.. لذلك لا يستطيعون أكثر من أن (يباصوا الكورة) الى بعضهم البعض ولعب (ماتش) لوحدهم وتسجيل اهدافهم في شباك مرمى مواطن شمال كردفان. إن الأدوار التي يمكن أن يضطلع بها المجلس التشريعي بالولاية كبيرة... ويجب أن يفهم أعضاء هذا المجلس ان المواطنين انتخبوهم من اجل خدمتهم لا خدمة انفسهم ولأن هنالك مشكلات وضعها على طاولة المجلس التشريعي، وتشريحها لمعرفة مكامن الخلل ودواعي التردي في كل المجالات، ومن ثم كتابة تقارير واضحة للجهاز التنفيذي لمعالجة المشاكل. على أن تكون المتابعة والمراقبة من قبل أعضاء المجلس الموقرين. إن ولاية شمال كردفان - لأنها ولاية عتيقة وبها رسوم إدارية - فمن الصعب أن تخرج المعلومة فيها, فهي ليس كالولايات الأخرى التي يتصارع فيها اعضاء الحزب الواحد ويفضحون بعضهم أمام الموطنين، ولذلك يجب أن يكون هنالك عمل مؤسس من قبل المجلس التشريعي لمعالجة كل قضايا المواطنين.