استعرت الخلافات بأروقة حزب الأمة القومي قبل يوم من انطلاق اجتماعات الهيئة المركزية التي ينتظر أن تجري تغييرات في أروقة الحزب، بجانب مناقشتها لأداء المكتب السياسي والأمانة العامة. وبينما عقد حزب الأمة القومي مؤتمرا صحفيا أمس تنادت مجموعة أخرى بقيادة مبارك الفاضل ومجموعة التيار العام بجانب بعض المخضرمين على رأسهم محمد إبراهيم خليل و (20) قيادياً لتكوين تكتل جديد حمل اسم "حزب الأمة القومي" واعلنوا السعي لإجراء إصلاحات داخل الحزب و تغيير خطه السياسي المهادن للنظام ومقاطعة اجتماعات الهيئة المركزية التي دعا لها الصادق المهدي، فيما عقدت مجموعة ثالثة انشقت عن التيار العام مؤتمرا ثالثا أعلنت فيه مشاركتها في الهيئة المركزية المزمع عقدها غداً بدار الحزب. وفي الأثناء شن الأمين العام لحزب الأمة القومي الفريق صديق إسماعيل في مؤتمر صحفي حضره الصادق المهدي أمس هجوما لاذعا على منتقدي الخط السياسي للحزب، وقال إن هناك مؤسسات مناط بها تغيير الخط السياسي، مشيرا إلى أن جماعة الإصلاح تسعى لتغيير نهج الحزب وفقا لخيارات آخرين، منتقدا في الوقت ذاته مقدمي المذكرة المطالبة باستقالة رئيس الحزب، وقال إن (28) فقط من (710) من مقدمي المذكرة ينتمون إلى مؤسسات الحزب وأن البقية ينتمون إلى الإصلاح والتجديد بجانب أعضاء في الحزب الشيوعي والحركة الشعبية. وهدد الفريق صديق بعدم السماح لأي شخص التحدث باسم حزب الأمة القومي دون أن ينتمي إليه مؤسسيا، وأكد إسماعيل التئام المؤتمر العام الثامن نهاية العام الحالي. و بادل القيادي بالحزب مبارك الفاضل الفريق صديق الهجوم واصفا إياه وأعضاء المكتب السياسي ب(المستجدين)، وقال إن الأمين العام مجرد (مراسلة للمؤتمر الوطني)، متمسكا بالعمل تحت مظلة حزب الأمة القومي، مؤكدا عدم قدرة أي جهة على منعهم، كاشفا عن تيارات وتحالفات عشائرية وقبلية متصارعة ومقربة من رئيس الحزب إحداها ترغب في معارضة النظام ومجموعة بقيادة الأمين العام ترغب في مولاة المؤتمر الوطني بجانب مجموعة ثالثة تتمتع بالأغلبية و ترغب في وحدة الحزب. و وصف القيادي السابق بحزب الأمة البروفيسور محمد إبراهيم خليل الحزب ب(المشلول)، مشيرا إلى أن موقفه صار ضعيفا بعد قوة، داعيا قادة الحزب إلى عدم معادة أحزاب المعارضة والنأي عن إضعافها والبعد عن تقصي أخطائها بالتعاون معها وزاد خليل "همنا في هذا التجمع ليس إزالة أحد من الرئاسة أو الأمانة العامة بل همنا تفعيل الحزب ليكون فاعلاً وقادراً على أداء دوره بالعمل على تغيير الخط السياسي للحزب حتى يصبح قادرا على خدمة قواعده في الهامش والعمل على إسقاط النظام الحالي الذي قال إنه تسبب بممارساته السياسية في فصل الجنوب نائياً بنفسه مسئولية فصلة.