احتدمت امس حرب كلامية قبيل انعقاد اجتماع الهيئة المركزية لحزب الامة القومي غدا الجمعة، واستبقت تيارات الحزب الاجتماعات بإرسال مواقفها عبر ثلاثة مؤتمرات صحفية شهدتها الخرطوم امس لقيادات الحزب الكبير، وبينما رفض حزب الأمة القومي بقيادة الصادق المهدي وجود اية أجسام موازية للحزب، سارع رئيس مجموعة الامة الاصلاح والتجديد مبارك الفاضل الى اتهام الأمين العام للحزب الفريق صديق اسماعيل بلعب دور «المراسلة» لصالح المؤتمر الوطني. ووصف نائب رئيس حزب الامة القومي، رئيس لجنة لم الشمل، فضل الله برمة ناصر في المؤتمر التمهيدي لإنعقاد الهيئة المركزية بدار الحزب امس، المذكرات المطالبة بإقالة رئيسه الصادق المهدي بغير المنطقية وقال انه لا توجد اية مؤسسة او جهة من اختصاصاتها محاسبة الرئيس او إقالته عدا المؤتمر العام، وأشار الى ان الأمة القومي لم يفصل اى احد من الذين خرجوا من عباءته، وان باب العودة مازال مفتوحاً وغير محدد بسقف زمني واشترط ان يكون ذلك عبر الطرق المؤسسية ودستور الحزب. وقال برمة، ان مساعي لم الشمل ظلت متواصلة مع الجميع على مستوى الافراد والجماعات واللجان، الا انها إصطدمت بمواقف تتقاطع مع المؤسسية ودستور الحزب، وقال «تاني ماعوزين تنظيمين موازيين للحزب، الداير يجي اهلا به والما عاوزين هم احرار» واكد ان خلافهم مع المنشقين ليس بسبب الخط العام للحزب وانما نقاط تنظيمية، اوضح ان خلافاتهم مع جماعة مبارك الفاضل «الإصلاح والتجديد» بسبب إشتراطهم دمجمهم فى الهيئة المركزية، وهو ما يخالف دستور الحزب وأضاف «اقترحنا ان يتم قبولهم مراقبين للهيئة وتسكينهم فى المؤسسات غير المنتخبة الا انهم إشترطوا اما ضمهم للهيئة المركزية او حل الحزب»، وتابع «لسنا فى حالة طوارئ حتى نحل الحزب ولن نسمح بذلك، ويجب احترام القانون والدستور». وقال برمة ان جماعة التيار العام اعضاء فى الهيئة المركزية والمؤتمر العام لم يتم فصلهم ولن نرفض عودتهم ولكن بشرط عبر المؤسسات ودستور الحزب. من جانبه، كشف الأمين العام للأمة القومي الفريق صديق اسماعيل ان اصحاب المذكرة المطالبة بإقالة الرئيس الصادق المهدي اغلبهم لا ينتمون للحزب وبينهم حركة شعبية وشيوعيون، وقال «بلغ عدد اصحاب المذكرة 710 بينهم 28 فقط ينتمون للحزب بصورة رسمية». وفي منحى موازٍ صوب مبارك الفاضل انتقادات لاذعة للامين العام لحزب الامة القومي الفريق صديق اسماعيل، وقال انه يمارس دور «المراسلة» الذى لا دور له وزاد «انه يذهب للمؤتمر الوطني ويعطى الحلاوة» واكد الفاضل فى مؤتمر صحفى للتيار المناهض لانعقاد اجتماع الهيئة المركزية بمنزله امس ان دستور الحزب يعطل صلاحيات الامين العام الذى لا مهام له الا فى الجانب التنظيمي. وشن مبارك الى جانب عدد من المتحدثين هجوما لاذعا على الخط الذى يتبناه رئيس الحزب الصادق المهدي وقيادات حزبه وطالب المتحدثون بحل كافة مؤسسات الحزب والعمل على خلق مناخ يساعد على الوحدة ولم الشمل. وقال القيادى بالتيار العام محمد عيسى عليو، ان الخلاف بشأن الهيئة المركزية خلاف سياسى وانهم متفقون على اسقاط النظام لا مهادنته، فى وقت اكد فيه انهم ينعون الهيئة المركزية باعتبار انها جسم غير شرعي. من جهته، اكد احد مقدمي المذكرة التصحيحية عبد المطلب حواية الله ان الامة القومي يدار بعقليات شمولية وافدة وقال انهم كشباب يمثلون الضمير الحي فى الحزب، مشيرا الى ان التغيير يأتي بالافكار لا بالاشخاص ووصف موقف حزبه ب»المخنث والضبابي». الى ذلك، قال محمد عبدالله الدومة، الذي يقود مجموعة من التيار العام آثرت المشاركة في اجتماع الهيئة المركزية، ان مجموعته آلت على نفسها ان تكون «جماعة ضغط» داخل حزب الامة القومي. واقر الدومة في مؤتمر صحفي امس بزعامة الصادق المهدي للحزب لكنه رأى ان مجموعة التيار تهدف لاصلاح الحزب الذي يمضي في اتجاه خاطئ وفقا لقوله وشبه حال الحزب بالمتناقض «يوم مع المعارضة ويوم مع الحكومة» وتوعد بإسقاط الامين العام للحزب الفريق صديق إسماعيل وازاحته من منصبه في اجتماع الهيئة المركزية.