بعد انتهاء الفترة المحددة لتوفيق أوضاع الجنوبيين بالشمال في التاسع من أبريل الجاري فقد أصبح للسودان ودولة الجنوب الحق في ممارسة الحقوق الممنوحة فيما يتعلق بالنقل الجوي وفق الأعراف الدولية. فقد أعلنت وزيرة النقل بدولة جنوب السودان اقنس لكودو عن أن الخرطوم أبلغت جوبا بتعليق العمليات الجوية بين البلدين إلى أن يتم الاتفاق على تشغيل رحلات البلدين. ووفقا للعمليات الجوية والدولية فقد أقر الخبراء والمختصون في مجال الطيران بأن ما أقدمت عليه الهيئة أمر طبيعي ومعروف عالميا، وأنه حق لكل الدولتين بأن يتفقا وفق الاعراف الدولية لتسيير الرحلات وعمل الشركات على أن يتم اتفاق ثنائي. فقد أكدت أقنس في مؤتمر صحفي على أن قرار التعليق يشمل كل الرحلات من الخرطوم إلى جوبا وبالعكس لحين التوصل لاتفاق ثنائي بين البلدين وفق الاعراف الدولية المتبعة ، لافتة إلى أن خطاب الهيئة أبلغهم بأنه سيتم معاملة كل المسافرين بين البلدين وشركات الطيران الجنوبية وفقا للقواعد والأعراف الدولية للهجرة، لكن الهيئة العامة للطيران المدني السوداني أصدرت أمس توضيحا تحصلت (الأحداث) عليه من الناطق الرسمي باسم الهيئة عبد الحافظ عبد الرحيم تؤكد من خلاله بأنها واتساقا مع قرارات الدولة في مجال تنظيم النقل الجوي بين دولتي السودان وجنوب السودان فقد طلبت سلطة الطيران المدني السوداني من الشركات العاملة في مجال الطيران توفيق أوضاعها وفقا لمطلوبات الطيران المدني الدولي التي تحددها القوانين والاعراف الدولية، وعليه فإن اي شركة توفق اوضاعها تبعا للقوانين خاصة فيما يتعلق بالالتزام بإجراءات الجوازات والهجرة والجمارك للمسافرين والبضائع فإنها يمكنها أن تمارس نشاطها دون إبطاء. فيما أكد خبير في مجال الطيران فضل حجب اسمه على ان ما تم أو ما تقوم به سلطة الطيران المدني يصب في إطار العلاقات السياسية بين البلدين، بيد انه رجع واصفا ل (الأحداث) بأن ما تم طبيعي، لافتا إلى أن تعديل العمل متعلق بترتيبات لقيام الدوليتين، مبينا أنه من الطبيعي في حال ان أصبحت الدولة دولتين يصبح المواطن غير مواطن الدولة الاخرى وبالتالي لابد أن تتم المسائل بإجراءات سفر متفق عليها حسب قوانين الهجرة الدولية ، مؤكدا على ان ذلك لن يتم إلا من خلال الاتفاقيات الثنائية بين البلدين أو بعلاقات مفتوحة يتم من خلاله التنقل، مبينا انها ترتيبات عادية معمول بها في دول العالم، لافتا إلى ان المواطنين الجنوبيين يسافرون من الخرطوم عبر السفريات الداخلية خلال الفترة الانتقالية باعتبارها رحلات داخلية، منوها بأنها بعد انقضاء الفترة فمن الطبيعي أن تكون هنالك ترتيبات بين الدولتين ، قاطعا بأن ما تم عبارة عن تنظيم لقوانين دولية يتم الاتفاق عليه بين الدولتين حسب مقتضيات وقوانين كل دولة وأنه أمر طبيعي وليس فيه ما يدعو للقلق، مشيرا إلى أن تأثر الاقتصادي بالترتيبات التي ستجري بين الدولتين تقدره الجهات السياسية بين الدولتين ، لافتا إلى أنه حتى على مستوى العلاقات الدولية فإن عملية الركاب بين البلدين لابد أن تنضوي على المصالح. وفي الاتجاه أكد رئيس الغرفة القومية للنقل الجوي كابتن سيف مرزوق بأنه في حال الاتفاق بين الدولتين للتعامل حسب الاتفاقيات الدولية ففي الغالب يتم إبرام اتفاقيات بعدد الرحلات وخطوط الطيران المتبادلة في شكل رحلات ، مبينا ان ذلك عرف دولي وعليه لابد من اتفاق بشأن النقل الجوي مع دولة الجنوب. وأكد مرزوق بأن سلطة الطيران المدني لم تخترهم بما تم وأنهم توصلوا للمعلوم عبر وسائل الاعلام ، وزاد «ما دام الهيئة خاطبت حكومة الجنوب فنحن لا نمانع لأنها قوانين وأعراف دولية معمول بها. وقطع مرزوق في حديثه ل (الأحداث) بأن انفصال الجنوب أفقدنا مطارات هامة في كل من واو وجوبا وملكال خاصة وأن الرحلات كانت يومية لجوبا ، مؤكدا على أن ذلك أثر سلبا من النواحي التجارية في قطاع الطيران.