سخر رئيس الجمهورية المشير عمر البشير من محاولات إسقاط النظام بواسطة إشعال الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق بدعم من دولة الجنوب، ولم يجد البشير بداً من استدعاء بيت الشاعر "جرير" في هجائيته "للفرزدق"، حين قال زعم الفرزدق ان سيقتل مربعاً فأبشر بطول سلامة يا مربع، واستخف الرئيس بالهجوم على مناطق بولاية جنوب كردفان التي يرمي منفذوها إلى زعزعة الأمن تمهيداً لإسقاط النظام في الخرطوم، وأكد أن سياسة السودان تجاه الجنوب ترمي إلى أن تكون مبنية على حسن الجوار وتبادل المصالح والمنفعة المشتركة، بجانب اتباع نهج الحوار في القضايا الخلافية، لكنه اتهم دولة الجنوب بالقيام بتعديات وخروقات بينها إيواؤها حركات دارفورية مسلحة متمردة، بجانب استمرار استيعاب الدولة الوليدة لمجموعات من مواطني ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان رغم أنهم لم يعودوا مواطنين يتبعون إلى الجنوب، واتهمها باستخدامهم في العدوان على الولايتين. واعتبر البشير أحداث هجليج وتلودي شاهداً على ما وصفه بالروح العدوانية غير المبررة، وعلى الدعم والاستيعاب غير المقبول تماماً حسب قوله، وأكد تورط دولة الجنوب في العدوان المباشر على السودان وفقاً للأدلة القاطعة والتصرياحات التي وصفها بالسافرة، وقال: إن القوات المسلحة تصدت للعدوان الغشيم وألحقت الخسائر بهم ما أفشل المخطط الآثم وبدد أحلام المعتدين القائمة على وهم إسقاط النظام كما يزعمون حسب تعبيره". وتعهد البشير بالمضي في مباشرة حل المشكلات مع دولة الجنوب عن طريق الحوار والتفاوض، عبر آلية الوساطة رفيعة المستوى المفوضة من الاتحاد الإفريقي، والتي استجاب السودان لدعواتها للحوار والوصول إلى اتفاق حول القضايا الأمنية، ومن ثم حل كافة القضايا العالقة. وطالب البشير حكومة الجنوب بالالتزام برفع يدها عن تسليح الفصائل المتمردة ووقف العدوان على حدودنا ليكون ذلك مدخلاً لمعالجة القضايا الأخرى، المتعلقة برسم الحدود والنفط، وتوفيق أوضاع الأفراد والمجموعات في كل طرف من بلدينا في الطرف الآخر".