لا حديث هذه الايام داخل الوسط الرياضي يعلو فوق الحديث عن القمة المرتقبة بين الغريمين الازليين لكرة القدم السودانية الهلال والمريخ يوم غد الخميس لحساب الجولة السابعة للدوري الممتاز والتي يستضيفها ملعب الهلال, فجماهير كل فريق تتوعد الاخرى بالهزيمة وكل يراهن على نجوم فريقه وقدرتها على صناعة الفارق في لقاء ديربي السودان, ودن شك ستلقي نتائج القمة في البطولة الافريقية بظلالها على مباراة الغد، فالغريمان سيدخلان اللقاء بمعنويات بلوغ دور الستة عشر لدوري أبطال افريقيا وسيحاولان عكس التفوق الافريقي على الصعيد المحلي, الا ان لقاء الديربي كما هو معلوم له حساباته الخاصة ومن الصعوبة بمكان تحديد هوية المنتصر فالديربيات السابقة عودتنا على عدم إطلاق الاحكام المبكرة لانها ببساطة بطولة قائمة بذاتها ولا علاقة لمستوى الفريقين قبل القمة بالمستوى الذي سيقدمانه بعد انطلاق صافرة البداية فالنتيجة دون شك لن تحسم إلا بعد صافرة النهاية. كيف سارت استعدادات القمة للديربي المنتظر فريق الهلال باعتباره صاحب الارض في قمة الغد بدأ إعداده للقمة مبكرا وتحديداً بعد مباراة مباراة الذهاب امام الدبلوماسيين في دوري أبطال افريقيا سيما وان النتيجة المريحة التي عاد بها الازرق من بانقي بثت الطمأنينية للجهاز الفني للفريق وباتت مسألة بلوغ الفريق للدور التالي مسألة وقت ليس إلا, وهو ما حدث فعلا. ليفتح الفرنسي غارزيتو ملف القمة مبكراً حيث كانت مباراته امام الموردة في الممتاز والدبلوماسيون افريقيا خير بروفة للجهاز الفني لرسم الاستراتيجية التي ينوي تطبيقها أمام غريمه في معركة الغد. وعلى المعسكر الاخر انشغل فريق المريخ بمباراة العودة امام بلاتنيوم فبالرغم من التعادل الثمين من أرض مضيفه لكن الاحمر عرف من أين تؤكل الكتف في لقاء العودة بملعبه حاجزا لنفسه مكانا في دور الستة عشر. لكن المردود الذي قدمه المريخ امام فريق الخرطوم بالجولة الاخيرة للممتاز اثار العديد من علامات الاستفهام خاصة حول مستوى خط دفاعه نتيجة ارتكابه العديد من الاخطاء حيث كان الفريق قريباً من التعثر وخرج منتصراً بشق الانفس. لمن ستؤول الصدراة بعد القمة؟ هو السؤال الكبير الذي يدور بأذهان عشاق كرة القدم السودانية, ففي حال فوز الهلال بالغد سيبتعد الازرق بالصدارة بفارق أربع نقاط عن غريمه, أما في حال فوز المريخ سيتمكن من انتزاع الصدراة من بفارق نقتطين, ومن هنا تكمن حساسية المباراة لكن في حال انتهاء القمة تعادلية سيظل الموقف كما هو عليه بانتظار ما ستؤول اليه النتائج المقبلة. خط الهجوم سلاح الغريمان دون شك سيكون لخط المقدمة لكل طرف كلمته بالغد خاصة أن كلاهما يعتمدان بشكل أساسي على قوتهما الهجومية التي ظهرت جليا منذ انطلاقة الموسم, فالهلال سيكون مدعماً بهداف النسخة الماضية لدوري أبطال أفريقيا الزمبابوي سادومبا وبجانبه المهاجم السريع مدثر كاريكا فقد مثل هذا الثنائي مؤخراً قوة هجومية ضاربة لكتيبة غارزيتو, على الجانب الآخر يعقد البرازيلي ريكاردو آماله على الثنائي الهجومي ساكواها وكلتشي اللذان ظلا حاضرين في اغلب المواعيد واضعين بصمتهم التهدفية بشباك منافسيهم. فالمريخ يعتبر الفريق الأقوى هجوماً بالممتاز برصيد 19 هدفاً ويرجع الفضل لظهور خط المريخ بهذه القوة الى عودة مهاجمه النيجيري كلتشي الى سابق مستواه واستعادته للحاسة التهدفية مع مدربه ريكاردو. اما الهلال يعد ثاني أقوى خط في الدروي بتسجيله 12 هدفاً ومثلما عاد كلتشي لسابق مستواه بدأ مهاجم منتخبنا الوطني مدثر كاريكا باستعادة أراضيه مجدداً بعد المستوى المبهر الذي قدمه ببطولة كأس الأمم الافريقية وقيادته خط هجوم صقور الجديان بكل حنكة ومهارة. لتبقى آمال انصار الغريمين معلقة بأقدام المهاجمين وأيهم سيكون حاضراً عند الموعد. الدفاع الهاجس الأكبر بذات القدر الذي تعول فيه أنصار كلا الطرفين على الخط الامامي لاحداث الفارق, تخشى الانصار من مستوى خط دفاعها, فدفاعات الهلال والمريخ ارتكبت هذا الموسم العديد من الهفوات التي كادت ان تكلف فريقها الكثير, ويدور الحديث هذه الايام على الضعف الواضح للخط الخلفي للمريخ والاهداف التي استقبلتها شباك اكرم الهادي نتيجة ما أسماه البعض (بالكوارث) الدفاعية فالاهداف الخمسة التي استقبلتها شباك الاحمر حتى الآن في الممتاز حملها عشاق الفريق لحارس المرمى وخط الدفاع. أما خط دفاع الهلال فلا يخلو هو الآخر من الثغرات التي باتت واضحة سيما وان الفريق حتى الآن لا يملك لاعباً طرف أيمن متخصص في ظل إصابة يوسف محمد وعدم الثقة في إمكانيات معتز رابح ليجد غارزيتو حلاً بتوليف بشة ليؤدي هذا الدور, وبالرغم من ان الفريق يعد الافضل دفاعاً بين اندية الممتاز بقبول شباكه للاهتزاز في مناسبتين فقط لم يبدي أنصاره ارتياحاً لمستوى الدفاع. القمة الأولى لغارزيتو وريكاردو يفوقه خبرة وفيما يتعلق بالعقل المدبر لكل طرف من وراء الخطوط فمؤشرات الخبرة بأجواء الديربي تؤول لصالح البرازيلي ريكاردو كونه عاش هذه الأجواء إبان فترة تدريبة للهلال خلاف الفرنسي غارزيتو الذي تعد قمة الغد الأولى بالنسبة له, فأيهما سيرسم الابتسامة على شفاه عشاقة؟