حسم فريق الهلال ديربي السودان لمصلحته بفوزه أمس الأول على غريمه المريخ بهدف نظيف ناله محمد أحمد بشير «بشة» في خواتيم الشوط الأول ليضرب بذلك الهلال عصفورين بحجر واحد. فالفوز على الغريم الأزلي والند التقليدي يعني الكثير للهلال، بالاضافة لابتعاده في صدراة ترتيب الدوري الممتاز بفارق أربع نقاط كاملة عن المريخ؛ الأمر الذي من شأنه تعزيز حظوطه لاعادة لقب الممتاز لأسوار النادي مجددا, وجاءت القمة فاترة في أغلب فتراتها ولم يقدم الطرفان المستوى الذي يرقى لتطلعات الجماهير وسمعة الدريبي الأول في الكرة السودانية، وهو ما أكده المدرب القدير سيد محمد صالح الذي وقفت معه (الأحداث) لتحليل القمة فكان الحوار التالي: * في البدء كوتش سيد ماهو تقييمك لمباراة القمة الأخيرة ؟ أولا لا بد أن نهنئ الهلال على انتصاره، ونقول له مبروك، كذلك نقول للمريخ (هارد لك)؛ لأن كرة القدم فوز وهزيمة وتعادل. لكن المباراة عموما لم ترتق لمستوى التطلعات بعد المستوى الجيد الذي قدمه الفريقان افريقيا، حيث كنا ننتظر قمة حقيقية في كل شيء وأن يليق المستوى بالانتصارات الأخيرة، لكن للاسف المستوي كان ضعيفا نتيجة الشد العصبي الزائد للاعبين, واذا دققنا أكثر في المباراة سنجدها إما كرات هوائية أو خطأ احتسبه الحكم وإما الكرة كانت خارج الملعب وشخصيا لم أستمتع بالمباراة, لكن على العموم المريخ كان أفضل من الهلال من ناحية اللعب الممرحل عكس الهلال الذي اعتمد في أغلب لعبه على الكرات الطويلة. * انخفاض المستوى هل يمكننا ارجاعه للشد العصبي للاعبين الذي دائما ما يصاحب مباريات القمة؟ بالتأكيد، والسبب الأساسي يرجع لاعلام الطرفين الذي يدفع اللاعبين للدخول للمباراة بضغط كبير, وبالرغم من معرفة أغلب اللاعبين بأجواء الديربي وخبرتهم الكبيرة كان من المفترض أن تغيب العصبية التي ظللنا نشاهدها طوال السنين الماضية في لقاءات القمة. * كيف تقيم مستوى الهلال في المباراة ؟ الهلال لعب بتكتل دفاعي زائد، حيث دافع الفريق بسبعة لاعبين معتمدا على الإرسال الطويل للثنائي سادومبا وكاريكا اللذين يمتازا بالسرعة الفائقة. فالهلال لعب مباراة تجارية بحتة، حيث لم يجد الفريق سوى فرصة واحدة جاء منها الهدف الوحيد بعدها غاب الهلال تماما عن تهديد مرمى المريخ. * هجوم الهلال ظهر معزولا طوال فترات اللقاء ما أسباب ذلك الانعزال؟ الاستراتجية الدفاعية للهلال سبب أساسي لانعزال ثنائي المقدمة، فسادومبا وكاريكا كانا لوحدهما حتى مهند الطاهر لم يقدم الدور الهجومي على أكمل وجه، لذلك لن نلحظ على الهلال أي قوة هجومية في اللقاء. * ما تعليقك على هدف المباراة الوحيد, وهل هو نتيجة جملة تكتيكية أم جاء نتيجة خطأ مريخي؟ حقيقة الهدف جملة تكتيكية رائعة نفذها الهلال بالطريقة الصحيحة، والبطل فيها هو صاحب الهدف بشة الذي بذل مجهودا كبيرا بانطلاقه من الخلف إلى الأمام بسرعة كبيرة. وفضلا على روعة الهدف، ففريق المريخ ككل يُسأل عنه. فالفريق كان مهاجما بقرابة الثمانية لاعبين، ولم يقم بالارتداد السريع لحظة فقدان الكرة. * الجميع أكد بأن الهلال لم يؤدِ مباراة جيدة بالرغم من ذلك حقفق الأهم وحصد النقاط الثلاث بم تعلق؟ الحسنة الوحيدة في الهلال هو الهدف خلاف ذلك لم نلحظ أي خطورة للهلال، لكن مباريات القمة لها طريقتها الخاصة. فبالرغم من سيطرة المريخ على الكرة بنسبة كبيرة إلا أنه لم يترجم هذه السيطرة إلى هدف والهلال من هجمة واحدة عرف كيف يسجل الهدف ويحافظ عليه, والدوري يعتمد في الأساس على حصد النقاط بغض النظر عن المستوى الذي تقدمه وفي المستقبل سيذكر أن الهلال هو من فاز لا أن المريخ لعب أفضل من الهلال. * لننتقل للحديث عن المريخ ما هو تقييمك لأداء الفريق؟ المريخ شكله في اللقاء كان أفضل من الهلال وأضاع فرصتين محققتين للتسجيل، حيث تخلى عنه درهم الحظ لكن كما يقول المثل (غلطة الشاطر بعشرة). فالهدف كما ذكرت جاء نتيجة بطء ارتداد اللاعبين لحظة فقدان الكرة، وبالرغم من هجومة المتواصل على الهلال لم يقدر على هز الشباك. * لكن لماذا لم يقدر المريخ على الوصول لشباك الهلال بالرغم من سيطرته الواضحة على المباراة ؟ أعتقد أن المريخ قدم مباراة أفضل من الهلال، ولو وقف الحظ مع المريخ في الفرص التي لاحت أمامه لكان شكل المباراة تغير تماما, فالحظ هو عامل أساسي في كرة القدم. * لكن لابد أن يكون للمدرب استراتيجية تعينه على كسر تكتل الخصم؟ ريكاردو دفع بجميع أوراقة الهجومية؛ الأمر الذي قابله الهلال بزيادة في خط الدفاع؛ مما ضيق المساحات على المريخ، ولم يجد المساحة الكافية. فالمريخ عندما هاجم بأربعة لاعبين كان الهلال يدافع بعدد أكثر لتقل بذلك حظوظ المريخ للتسجيل حتى الكرات العكسية تعامل معها الثنائي مساوي وصالح الأمين جيدا. * هل تعتقد أن التبديلات التي أجراها ريكاردو جاءت صحيحة؟ جميعها صحيحة ما عدا استبدال أحمد الباشا الذي تحرك بفاعلية، حيث كان من الأجدر أن يخرج كلتشي الذي لم يقدم الكثير، أما تغيير الشغيل فكان منطقيا للحد البعيد؛ لأن المدرب بحث عن تكثيف الهجوم لكن تحويل راجي لوسط الملعب لم يكن موفقا. فالبديل كرنقو يمتاز بقوة جسمانية، وكان بامكانة زعزعة دفاع الهلال، كما أن راجي شكل جبهة يمنى خطرة، ولم يقدر على تقديم الاضافة في الوسط؛ لأن لياقته البدينة لم تسعفه بعد الجهود الذي بذله في الطرف الأيمن. * كيف ستلقي نتيجة المباراة على الفريقين في مواجهاتهم الافريقية المقبلة؟ من ناحية المريخ لابد على الادارة والجهاز الفني والجمهور والاعلام الشد من أزر اللاعبين بالتركيز على الناحية النفسية وكيفية إعادة المعنويات للاعبين؛ لأن مهمة المريخ لن تكون سهلة أمام مازمبي، وتحتاج إلى تركيز كبير، وعلى الفريق عدم الافراط في الحزن, كذلك الهلال عليه ألا يفرط في الفرح, لذا عليهم قفل صفحة مباراة القمة والتركيز منذ الآن على المهمة الافريقية وهي من وجهة نظري الأهم.