المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    "بناء الدولة وفق الأسس العلمية".. كامل إدريس يدعو أساتذة الجامعات للاسهام في نهضة البلاد وتنميتها    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    نبيل عبد الله: قواتنا بالفرقة 14 مشاة صدّت هجومًا من متمردي الحركة الشعبية بمحطة الدشول    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    كيف تغلغلت إسرائيل في الداخل الإيراني ؟!    أكثر من 8 الاف طالب وطالبة يجلسون لامتحانات الشهادة الابتدائية بسنار    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البرلمان .. تفاصيل جلسة عادية تحولت إلى طارئة
نشر في الأحداث يوم 12 - 04 - 2012

الكل كان يدخل إلى بهو البرلمان يملأه القلق والخوف والترقب والحذر، إذ إن الجميع كان يعلم مما تواتر من أنباء أن منطقة هجيلج التي بها أكبر حقل للبترول قد سقطت في يد التمرد، وأن الجيش السوداني انسحب منها شمالاً إلى مناطق الخرصانة وكيلك والكرقل، لكن لا حديث رسمياً يؤكد ذلك أو ينفيه سوى بيان للجيش ينبئ بتواصل معارك ضارية بهجليج، حتى جاء التأكيد لتلك الأنباء من وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين الذي أتى به البرلمان بمسألة مستعجلة لتقديم بيان حول الأوضاع في منطقة هجليج، وقد ولج النواب والصحفيون إلى قاعة البرلمان التي يتواصل فيها التداول حول خطاب رئيس الجمهورية المقدم أمام الهيئة التشريعية، بيد أنهم تفاجأوا بأن الجلسة قد تحولت من عادية إلى طارئة لمناقشة مستجدات الأوضاع في جنوب كردفان. عقب دخول وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين وإعلان رئيس المجلس أحمد إبراهيم الطاهر أن البرلمان استدعى وزير الدفاع بمسألة مستعجلة لتقديم بيان حول تطورات الأوضاع الأمنية، ولم تفلح محاولات بعض النواب الذين اقترحوا أن تكون الجلسة سرية بعيدة عن عيون الإعلام، لجهة أن البيان كان بواسطة مسألة مستعجلة لا تجوز اللوائح منع الإعلام من حضورها، واعترف الوزير بسقوط هجليج وانسحاب الجيش شمالاً إلى منطقة الخرصانة. وأعلنت الهيئة التشريعية في نهاية الجلسة الاستنفار العام للشعب السوداني عبر نوابهم في الهيئة، بجانب تعليق التفاوض مع دولة الجنوب وسحب وفد الحكومة من طاولة التفاوضات بأديس أبابا.
استياء وإحباط من بيان وزير الدفاع
أظهر عدد من نواب المؤتمر الوطني امتعاضهم من بيان وزير الدفاع باعتباره حوى معلومات لا يحوز نشرها في الإعلام لجهة أنها محبطة للقوات المسلحة، وقد خرج البعض عن الحلسة وفضل البقاء خارجاً في حالة يائسة ومحبطة، وظل القياديان إبراهيم غندور ومحمد الحسن الأمين يقفان مع بعضهما لفترة طويلة خارج القاعة أثناء استمرار الجلسة بالداخل عقب انتهاء بيان وزير الدفاع، بينما كان في مكان آخر يقف الجنرال مهدي بابو نمر ومعه مجموعة من نواب مناطق المسيرية في حالة نقاش متواصل تلفهم الحيرة والوجوم.
نواب متحمسون إلى لبس «الكاكي»
في الوقت الذي كانت فيه قاعة البرلمان تشهد جدلاً كثيفاً ونقاشاً حاداً من النواب تعليقاً على ما يجري من أحداث، ورفض النواب الاستمرار في التداول حول خطاب رئيس الجمهورية عقب بيان وزير الدفاع وأحالته إلى لجنة الأمن والدفاع للدراسة، طالب النواب بضرورة تخصيص الجلسة للتداول حول الأوضاع الملتهبة بجنوب كردفان ليعبروا عن آرائهم حول تلك الأحداث، واضطر رئيس الجلس الفريق آدم حامد موسى إلى أن يقول لهم أمر التداول حول تطورات الأوضاع بهجليج أمر حسم خارج القاعة بعد اجتماع ضم شخصه ورئيس المجلس أحمد ابراهيم الطاهر ووزير الدفاع، اتفق بعدها على أن يقدم الوزير بيانه ويذهب إلى غرفة العمليات بينما يستمر النواب بعدها في التداول حول خطاب رئيس الجمهورية، لكن النواب رفضوا ذلك ما دعا النائب رئيس لجنة التشريع والعدل الفاضل حاج سليمان لتقديم مقترح بحصر النقاش حول ما ورد في خطاب رئيس الجمهورية عن الأوضاع الأمنية، ورغم التثنية على المقترح إلا أن حديث النواب كان كله عن الأحداث الأخيرة، واشتعل المجلس بالحماس المفرط وصل إلى درجة المطالبة برفع جلسات المجلس وإغلاق قاعة التدوال، ولبس الكاكي والانخراط في صفوف العمليات حسب المقترح الذي تقدم به النائب محمد مصطفى الضوء الذي استغرب الاستمرار في التداول حول خطاب الرئيس في ظل الوضع الحالي، وقال الواقع يستدعي لبس الكاكي والانخراط مع القوات المسلحة، وأردف «لا بد من رفع جلسات البرلمان وألا يعلو صوت على صوت المعركة».. وضجت القاعة بالهتاف والتصفيق والحماس المندفع وكبر النساء وهللن، فنهض الفاضل حاج سليمان إلى التقدم بمقترح قطع التفاوض مع دولة الجنوب وسحب وفد التفاوض من طاولة المفاوضات، ونهضت سامية هباني لتتقدم بمقترح قطع العلاقات مع دولة جنوب السودان، ويضيف محمد مصطفى الضوء مرة أخرى مقترح إعلان التعبئية العامة والاستنفار، وهاجت الأوضاع وماجت ووجد نائب رئيس الهيئة التشريعية القومية الفريق آدم حامد موسى صعوبة في السيطرة عليها.
قوش يعيد الأمور إلى صوابها
بيد أن النائب البرلماني رئيس جهاز الأمن السابق الفريق صلاح قوش قلب الأمر رأساً على عقب ونجح في امتصاص الحماس الزائد وإعادة الأمور إلى طبيعتها بعدما قال «أرى أن المجلس متحمس لاتخاذ قرار مساند للقوات المسلحة، وأنا أؤيد أن المعركة تحتاج إلى التعبئة العامة لكن المعركة ليست فقط عسكرية، فهنالك معركة سياسية ربما احتاجت إلى تدخل المجلس وليس من المعقول أن نرفع جلسات المجلس، أنا مع الاستنفار وأن يتحرك النواب إلى استنفار قواعدهم لكن مع انعقاد جلسات البرلمان للتصدي للمعركة السياسية، وكأنما صب ماءً بارداً على النواب في القاعة، إذ إنهم صمتوا قليلاً كأنهم أدركوا أن حماسهم أنساهم الحكمة، ووصل الأمر إلى تراجع النائب محمد مصطفى الضوء عن مقترحاته بإعلان الاستنفار ولبس الكاكي بجانب تعليق جلسات المجلس إلى وقت آخر يتداول فيه المجلس الأمر بكل حكمة قبل أن يتخذ القرار، وقال إنه كان ثائراً في الأول. لكن النائبة سعاد الفاتح خرجت مغاضبة من الجلسة دون استئذان من رئيس الجلسة وهي تردد كلمات بدت غير واضحة للصحفيين الجالسين أعلى شرفة البرلمان.
وزير الدفاع: اجتماعات الجبهة الثورية مستمرة في «بانتو» و»فارينق» طيلة مارس لحشد قواتها لاحتلال منطقتي «هجليج» و»تلودي»
ظهر وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين بالزي العسكري الكامل بالبزة التي تشير إلى القوات الخاصة، وبدأ قوله إنه سيعطي صورة كاملة للأوضاع الأمنية على مختلف الجبهات القتالية بالسودان، النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور، ومنطقة هجليج على وجه الخصوص. واكد أن دولة الجنوب ومن يقف وراءها عملت باستمرار للنيل من السودان مستخدمة المتمردين من أبناء جبال النوبة والنيل الأزرق، وأشار إلى أنه وفي سبيل تحقيق أهدافها شرعت مؤخراً في تجميع من وصفهم بمرتزقة دارفور والمتمردين في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان في تحالف الجبهة الثورة بدعم مباشر من جنوب السودان، وأكد أن اجتماعات قادة الجبهة الثورية ظلت مستمرة في مناطق «بانتو» و»فارينق» طيلة شهر مارس الماضي لحشد القوات ودعمها لاحتلال منطقتي هجليج وتلودي ومن ثم التحرك باتجاه الدلنج وكادقلي، وقال: إن العمليات بدأت بالهجوم على هجليج الأسبوع الماضي قبل أن تصدهم القوات المسلحة، وقال التمرد سعى للسيطرة على «تلودي» للانطلاق منها كقاعدة استراتيجية، وقال إنها تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية ما أدى إلى تخريب عدد من المنشآت ونزوح عدد من المواطنين.
وكشف عبد الرحيم أن حجم قوات العدو في جنوب كردفان في حدود (22) كتيبة بما يعادل (500) فرد لكل كتيبة، قال إنها تنفتح حول «كادقلي» «الدلنج» «تلودي» بجانب مجموعات في مناطق «كاودا» و»هيبان» وغيرها، يضاف إلى هذه القوة ما يقدر ب (64) سيارة لاندكروزر تابعة إلى حركة العدل والمساواة ينفتحون في منطقة «منقة» و»فارينق» و»اللالوبة» و»التشوين» و»التور» داخل حدود جنوب السودان، بينما قدر مجموعة أركوي مناوي بعدد (61) عربة يتمركزون شمال بحر الغزال.
الموقف بجنوب كردفان
وأكد أن التمرد دفع قوة حجمها كتيبة إلى منطقة «التوج» و»هجليج» بقائد اللواء الثالث الفرقة الرابعة التابع للجيش الشعبي، وقام بتحريك الدبابات إلى منطقة «التشوين» شمال خط 56، و»التشوين» جنوب 56 و»اللالوبة» و»الرقاد»، وأكد حشد قوات بعدد (60) عربة لاندكروزر جنوب منطقة «التشوين» و»الكهرباء». لكنه أكد أن القوات المسلحة دمرت عددا من الآليات وغمنت أخرى في منطقة الشهيد الفاضل، بعضها دبابات وصلت إلى الجيش الشعبي عقب الاستفتاء، وكشف أن جنوب هجليج عند منطقة التشوين تنفتح كتيبة كوماندوز بعدد (64) عربة تتبع لمن أسماه بالهالك «خليل»، وأخرى تابعة للفرقة الرابعة تحت قيادة العقيد حيمس كوت إضافة إلى (30) عربة مدعومة بالدبابات جيش الجنوب. وأكد حسين أنه في تمام الساعة (10,00) من العاشر أبريل، اصتدمت قواتنا بالعدو المنفتح داخل أراضينا بمواقع التشوين شمال خط 56، وتمكن من السيطرة على هجليج وقامت القوات المسلحة بسحب قواتها من منقطة اللالوبة وتعزيز القوات في منطقة هجليج للسيطرة عليها، لكنه أشار إلى أن القوات انسحبت إلى منطقة الخرصانة شمال هجليج مع تواجد قوات أخرى حالياً تتمركز حول هجليج، كليلك، الخرصانة، وأكد حسين أنه عقب هجوم التمرد على منطقة «تلودي» ظلت قيادة الجيش الشعبي في اجتماعات مستمرة في منطقة «تبانيا» لبحث إعادة السيطرة على تلودي، وأكد أن منطقة «كاودا» تستخدم كقاعدة متقدمة لإخلاء الجرحى إلى دولة الجنوب بجانب استخدامها نقطة إمداد للمواد الغذاية والأدوية من قبل المنظمات الدولية التي تقوم بتوزيع كميات كبيرة من المواد الغذائية.
نوايا العدو
أكد حسين أن العدو يعمل على إسقاط الحكومة في الخرطوم من خلال تواصل العمل العسكري للجبهة الثورية بدعم مباشر من دولة جنوب السودان حسب ثلاث مراحل، المرحلة الأولى هي الاستفادة من أسلوب قتال متمردي دارفور للسيطرة على منطقة البترول «بهجليج» ومن ثم تطوير عمليات القتال للسيطرة على مدينة الأبيض، والمرحلة الثانية، السيطرة على أهم المدن الرئيسية بولاية جنوب كردفان «الدلنج، كادقلي، تلودي» والانطلاق منها لتطوير عملياتها للسيطرة على كامل الولاية. بينما المرحلة الثالثة، هي تطوير العمليات عقب اكتمال المرحلة الأولى والثانية تجاه العاصمة الخرطوم لدعم الخلايا النائمة والأحزاب المعارضة لتحريك الشارع لتسهيل عملية الاستيلاء على السلطة، هي العملية الأخطر حسب قوله.
الموقف في دارفور
قال وزير الدفاع إنه وعقب خروج قوات خليل من دارفور إلى جنوب السودان تبقت مجموعات صغيرة تتبع لحركة العدل والمساواة في مناطق «وادي المغرب، أم بعاشيم، ود كاروا» بعدد (42) عربة بحوالي (180) إلى (200) شخص، تتحرك في هذه المناطق وسط ظروف صعبة حيث تنعدم ليها المؤن والوقود ما دعاه إلى ممارسة النهب والسلب، لكنه أكد أن القوات المسلحة عبر متحرك «السيف الباتر» تواصل عمليات التمشيط للحد من تحركات المجموعة وما زالت المطاردة مستمرة حسب قوله. فيما قال إن مجموعة تتبع لمني أركو مناوي ترتكز في مناطق أبونمرة ونجطت، بشرق الجبل بحدود (48) عربة عليها حوالي (250) إلى (290) فردا، بينما تجمعت بقية القوات في منطقة راجا ضمن قوات الجبهة الثورية.
الموقف بالنيل الأزرق
أكد عبد الرحيم أن الوضع في ولاية النيل الأزرق يتسم بالاستقرار بعد سيطرة القوات المسلحة على معظم مناطق الولاية، لافتاً إلى أنها تعمل للقضاء على ما تبقى من جيوب التمرد، وأكد أن حجم العدو لا يتعدى أربعة كتائب متواجدة في مناطق «التوج»، على حدود 56 و»يابوس»، بيما تتواجد بعض العناصر الصغيرة في بعض المناطق الأخرى، وقال إن التمرد يتحرك في النيل الأزرق بقيادة مالك عقار وأحمد العمدة، ما بين «الفونج» و»البونج» في محاولة ترتيب الأوضاع لقواته بالتزامن مع ترحكات في جنوب كردفان، في محاولة للحصول على مرتبات سبعة أشهر من حكومة الجنوب. وكشف عن وصول وفد عسكري بقيادة ضابط في الجيش الشعبي برتبة لواء إلى منطقة الرنك للوقوف على الترتيبات في الحدود، وتحرك الوفد من الرنك إلى البونج لدعم التمر في النيل الأزرق من قوات الجيش الشعبي المنفتحة في الفوج وشمودي، ووضعت قوات الفرقة الأولى للجيش الشعبي في وضع استعداد لتنفيذ عمليات متزامنة مع العمليات الجارية في جنوب كردفان.
نشاط العدو
وأكد أنه ونتيجة لفقدان التمرد للموارد نشط في حرب العصابات ونهب المحاصيل من المواطنين، وتوقع حسين أن يستمر دعم حكومة الجنوب للعدو في النيل الأزق لمحاولة استعادة السيطرة على مدينة الكرمك كمجهود ثاني يتبع المجهود الذي تحقق في جنوب كردفان. وأكد أن الجيش الشعبي ينفتح على الحدود بين الدولتين، بعدد (9) فرق تابعة للجيش الشعبي، بينهم فرقتان تقاتلان الآن إلى جانب التمرد في جبال النوبة، وقال إن كل فرقة مسنودة بدبابات ومدفعية وراجمات وهاونات ومدافع ثقيلة.
موقف القوات المسلحة
وأكد حسين أن القوات المسلحة تسيطر على الأوضاع في ولايتي النيل الأزرق درافور وتعمل على بسط سيطرتها على ولاية جنوب كردفان بالعمل على محاصرة وتدمير العدو الموجود حول كادقلي وتلودي وكاودا، وقال إنها تعمل الآن لاسترداد منطقة هجليج، وكل شبر دنسه العدو، وأردف «القوات المسلحة تتبع ما يعينها من خطط للمحافظة على الأمن» فطمأن حسين الحضور وقال «مهما حصل من أمر فنحن عندنا القدرة الكافية لاستعادة الأوضاع» ودعا النواب لقيادة كتائب الاستنفار، وتباع «إن القوات المسلحة قادرة على السيطرة على الوضع وقادرة على أن ترد العدوان، رغم كبر الكيد والمكر وتكالب الأعداء نحن قادرون على قهر الأعداء» وقال إن البلاد تواجه مخططات دولية لإضعافها ونهب ثوراتها، لكنه أكد أن استمرار القوات المسلحة لمواجهة تلك المخططات. في وقت انتقد نواب برلمانيون السلطات الأمنية وخططها لمواجهة العدوان، وأقرت النائبة عن ولاية جنوب كردفان عفاف تاور بسيطرة التمرد على (65%) من أجزاء الولاية بينما لا يستطيع التحرك سبعة كيلو خارج عاصمة الولاية، واتهمت السلطات بتقديم تقارير غير صحيحة لقيادة الدولة عن الأوضاع الأمنية، وأردفت «عشان نكون أمينين فإن الحكومة لا تسيطر إلا على الزلط الرابط بين الأبيض الدلنج كادقلي، وبقية الولاية تحت سيطرة التمرد» وانتقدت تاور بشدة عملية الاستنفار وسط الشباب ضغار السن ووصفت الزج بهم إلى ميادين القتال بالرمي بهم إلى التهلكة، وقالت «لا يمكن أن نستغل حماس الشباب عديمي الخبرة ونرمي بهم إلى التهلكة حينما ندفع بهم إلى قوى غير متكافئة» ودعت إلى اتخاذ الدولة رؤية واضحة تقوم على استنفار كل أبناء السودان خصوصاً العسكريين القدامى بالمعاش من لهم خبرة بالقتال، وسمت تاور منهم إبراهيم نايل إيدام ومهدي بابو نمر، وتعهدت أنه حال استيعاب هؤلاء فإن جنوب كردفان خلال ستة أشهر ستصبح خالية من التمرد. في وقت اتهم رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر من أسماها بالقوى الشريرة بأنها لا تريد للسودان سلاماً ولا استقراراً، وأكد أن السودان قدم الانفصال مهراً للسلام والاستقرار، وأردف «الآن انفصل الجنوب ولا زالت القوى الشريرة التي ظلت تحاربنا خلال خمسين عاماً، حتى بعد أن حققنا لهم مرادهم في انفصال الجنوب» وأكد أنه لا مجال إلا للقتال والوقوف مع القوات المسلحة والدفاع الشعبي لرد العدوان. وأردف «خسرنا هجليج البارحة وكسبنا تلودي قبلها، ونستطيع بهذه القوة أن نستعيد هجليج بعد أن عجز أؤلئك عن الحصول عليها بالتفاوض، ثقتنا في الله أنه لن يتخلى عنا» وأهاب الشعب السوداني للاستعداد إلى المعركة القادمة حتى تكون حاسمة خيرها للسودان وشرها على الأعداء، وتابع «نرجو المزيد من الثبات والصمود للقوات المسلحة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.