القوة المشتركة تكشف عن مشاركة مرتزقة من عدة دول في هجوم الفاشر    كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. حسناء أثيوبية تشعل حفل غنائي بأحد النوادي الليلية بفواصل من الرقص و"الزغاريد" السودانية    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    اللجنة العليا لطوارئ الخريف بكسلا تؤكد أهمية الاستعداد لمواجهة الطوارئ    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    خطة مفاجئة.. إسبانيا تستعد لترحيل المقاول الهارب محمد علي إلى مصر    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البرلمان .. تفاصيل جلسة عادية تحولت إلى طارئة
نشر في الأحداث يوم 12 - 04 - 2012

الكل كان يدخل إلى بهو البرلمان يملأه القلق والخوف والترقب والحذر، إذ إن الجميع كان يعلم مما تواتر من أنباء أن منطقة هجيلج التي بها أكبر حقل للبترول قد سقطت في يد التمرد، وأن الجيش السوداني انسحب منها شمالاً إلى مناطق الخرصانة وكيلك والكرقل، لكن لا حديث رسمياً يؤكد ذلك أو ينفيه سوى بيان للجيش ينبئ بتواصل معارك ضارية بهجليج، حتى جاء التأكيد لتلك الأنباء من وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين الذي أتى به البرلمان بمسألة مستعجلة لتقديم بيان حول الأوضاع في منطقة هجليج، وقد ولج النواب والصحفيون إلى قاعة البرلمان التي يتواصل فيها التداول حول خطاب رئيس الجمهورية المقدم أمام الهيئة التشريعية، بيد أنهم تفاجأوا بأن الجلسة قد تحولت من عادية إلى طارئة لمناقشة مستجدات الأوضاع في جنوب كردفان. عقب دخول وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين وإعلان رئيس المجلس أحمد إبراهيم الطاهر أن البرلمان استدعى وزير الدفاع بمسألة مستعجلة لتقديم بيان حول تطورات الأوضاع الأمنية، ولم تفلح محاولات بعض النواب الذين اقترحوا أن تكون الجلسة سرية بعيدة عن عيون الإعلام، لجهة أن البيان كان بواسطة مسألة مستعجلة لا تجوز اللوائح منع الإعلام من حضورها، واعترف الوزير بسقوط هجليج وانسحاب الجيش شمالاً إلى منطقة الخرصانة. وأعلنت الهيئة التشريعية في نهاية الجلسة الاستنفار العام للشعب السوداني عبر نوابهم في الهيئة، بجانب تعليق التفاوض مع دولة الجنوب وسحب وفد الحكومة من طاولة التفاوضات بأديس أبابا.
استياء وإحباط من بيان وزير الدفاع
أظهر عدد من نواب المؤتمر الوطني امتعاضهم من بيان وزير الدفاع باعتباره حوى معلومات لا يحوز نشرها في الإعلام لجهة أنها محبطة للقوات المسلحة، وقد خرج البعض عن الحلسة وفضل البقاء خارجاً في حالة يائسة ومحبطة، وظل القياديان إبراهيم غندور ومحمد الحسن الأمين يقفان مع بعضهما لفترة طويلة خارج القاعة أثناء استمرار الجلسة بالداخل عقب انتهاء بيان وزير الدفاع، بينما كان في مكان آخر يقف الجنرال مهدي بابو نمر ومعه مجموعة من نواب مناطق المسيرية في حالة نقاش متواصل تلفهم الحيرة والوجوم.
نواب متحمسون إلى لبس «الكاكي»
في الوقت الذي كانت فيه قاعة البرلمان تشهد جدلاً كثيفاً ونقاشاً حاداً من النواب تعليقاً على ما يجري من أحداث، ورفض النواب الاستمرار في التداول حول خطاب رئيس الجمهورية عقب بيان وزير الدفاع وأحالته إلى لجنة الأمن والدفاع للدراسة، طالب النواب بضرورة تخصيص الجلسة للتداول حول الأوضاع الملتهبة بجنوب كردفان ليعبروا عن آرائهم حول تلك الأحداث، واضطر رئيس الجلس الفريق آدم حامد موسى إلى أن يقول لهم أمر التداول حول تطورات الأوضاع بهجليج أمر حسم خارج القاعة بعد اجتماع ضم شخصه ورئيس المجلس أحمد ابراهيم الطاهر ووزير الدفاع، اتفق بعدها على أن يقدم الوزير بيانه ويذهب إلى غرفة العمليات بينما يستمر النواب بعدها في التداول حول خطاب رئيس الجمهورية، لكن النواب رفضوا ذلك ما دعا النائب رئيس لجنة التشريع والعدل الفاضل حاج سليمان لتقديم مقترح بحصر النقاش حول ما ورد في خطاب رئيس الجمهورية عن الأوضاع الأمنية، ورغم التثنية على المقترح إلا أن حديث النواب كان كله عن الأحداث الأخيرة، واشتعل المجلس بالحماس المفرط وصل إلى درجة المطالبة برفع جلسات المجلس وإغلاق قاعة التدوال، ولبس الكاكي والانخراط في صفوف العمليات حسب المقترح الذي تقدم به النائب محمد مصطفى الضوء الذي استغرب الاستمرار في التداول حول خطاب الرئيس في ظل الوضع الحالي، وقال الواقع يستدعي لبس الكاكي والانخراط مع القوات المسلحة، وأردف «لا بد من رفع جلسات البرلمان وألا يعلو صوت على صوت المعركة».. وضجت القاعة بالهتاف والتصفيق والحماس المندفع وكبر النساء وهللن، فنهض الفاضل حاج سليمان إلى التقدم بمقترح قطع التفاوض مع دولة الجنوب وسحب وفد التفاوض من طاولة المفاوضات، ونهضت سامية هباني لتتقدم بمقترح قطع العلاقات مع دولة جنوب السودان، ويضيف محمد مصطفى الضوء مرة أخرى مقترح إعلان التعبئية العامة والاستنفار، وهاجت الأوضاع وماجت ووجد نائب رئيس الهيئة التشريعية القومية الفريق آدم حامد موسى صعوبة في السيطرة عليها.
قوش يعيد الأمور إلى صوابها
بيد أن النائب البرلماني رئيس جهاز الأمن السابق الفريق صلاح قوش قلب الأمر رأساً على عقب ونجح في امتصاص الحماس الزائد وإعادة الأمور إلى طبيعتها بعدما قال «أرى أن المجلس متحمس لاتخاذ قرار مساند للقوات المسلحة، وأنا أؤيد أن المعركة تحتاج إلى التعبئة العامة لكن المعركة ليست فقط عسكرية، فهنالك معركة سياسية ربما احتاجت إلى تدخل المجلس وليس من المعقول أن نرفع جلسات المجلس، أنا مع الاستنفار وأن يتحرك النواب إلى استنفار قواعدهم لكن مع انعقاد جلسات البرلمان للتصدي للمعركة السياسية، وكأنما صب ماءً بارداً على النواب في القاعة، إذ إنهم صمتوا قليلاً كأنهم أدركوا أن حماسهم أنساهم الحكمة، ووصل الأمر إلى تراجع النائب محمد مصطفى الضوء عن مقترحاته بإعلان الاستنفار ولبس الكاكي بجانب تعليق جلسات المجلس إلى وقت آخر يتداول فيه المجلس الأمر بكل حكمة قبل أن يتخذ القرار، وقال إنه كان ثائراً في الأول. لكن النائبة سعاد الفاتح خرجت مغاضبة من الجلسة دون استئذان من رئيس الجلسة وهي تردد كلمات بدت غير واضحة للصحفيين الجالسين أعلى شرفة البرلمان.
وزير الدفاع: اجتماعات الجبهة الثورية مستمرة في «بانتو» و»فارينق» طيلة مارس لحشد قواتها لاحتلال منطقتي «هجليج» و»تلودي»
ظهر وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين بالزي العسكري الكامل بالبزة التي تشير إلى القوات الخاصة، وبدأ قوله إنه سيعطي صورة كاملة للأوضاع الأمنية على مختلف الجبهات القتالية بالسودان، النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور، ومنطقة هجليج على وجه الخصوص. واكد أن دولة الجنوب ومن يقف وراءها عملت باستمرار للنيل من السودان مستخدمة المتمردين من أبناء جبال النوبة والنيل الأزرق، وأشار إلى أنه وفي سبيل تحقيق أهدافها شرعت مؤخراً في تجميع من وصفهم بمرتزقة دارفور والمتمردين في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان في تحالف الجبهة الثورة بدعم مباشر من جنوب السودان، وأكد أن اجتماعات قادة الجبهة الثورية ظلت مستمرة في مناطق «بانتو» و»فارينق» طيلة شهر مارس الماضي لحشد القوات ودعمها لاحتلال منطقتي هجليج وتلودي ومن ثم التحرك باتجاه الدلنج وكادقلي، وقال: إن العمليات بدأت بالهجوم على هجليج الأسبوع الماضي قبل أن تصدهم القوات المسلحة، وقال التمرد سعى للسيطرة على «تلودي» للانطلاق منها كقاعدة استراتيجية، وقال إنها تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية ما أدى إلى تخريب عدد من المنشآت ونزوح عدد من المواطنين.
وكشف عبد الرحيم أن حجم قوات العدو في جنوب كردفان في حدود (22) كتيبة بما يعادل (500) فرد لكل كتيبة، قال إنها تنفتح حول «كادقلي» «الدلنج» «تلودي» بجانب مجموعات في مناطق «كاودا» و»هيبان» وغيرها، يضاف إلى هذه القوة ما يقدر ب (64) سيارة لاندكروزر تابعة إلى حركة العدل والمساواة ينفتحون في منطقة «منقة» و»فارينق» و»اللالوبة» و»التشوين» و»التور» داخل حدود جنوب السودان، بينما قدر مجموعة أركوي مناوي بعدد (61) عربة يتمركزون شمال بحر الغزال.
الموقف بجنوب كردفان
وأكد أن التمرد دفع قوة حجمها كتيبة إلى منطقة «التوج» و»هجليج» بقائد اللواء الثالث الفرقة الرابعة التابع للجيش الشعبي، وقام بتحريك الدبابات إلى منطقة «التشوين» شمال خط 56، و»التشوين» جنوب 56 و»اللالوبة» و»الرقاد»، وأكد حشد قوات بعدد (60) عربة لاندكروزر جنوب منطقة «التشوين» و»الكهرباء». لكنه أكد أن القوات المسلحة دمرت عددا من الآليات وغمنت أخرى في منطقة الشهيد الفاضل، بعضها دبابات وصلت إلى الجيش الشعبي عقب الاستفتاء، وكشف أن جنوب هجليج عند منطقة التشوين تنفتح كتيبة كوماندوز بعدد (64) عربة تتبع لمن أسماه بالهالك «خليل»، وأخرى تابعة للفرقة الرابعة تحت قيادة العقيد حيمس كوت إضافة إلى (30) عربة مدعومة بالدبابات جيش الجنوب. وأكد حسين أنه في تمام الساعة (10,00) من العاشر أبريل، اصتدمت قواتنا بالعدو المنفتح داخل أراضينا بمواقع التشوين شمال خط 56، وتمكن من السيطرة على هجليج وقامت القوات المسلحة بسحب قواتها من منقطة اللالوبة وتعزيز القوات في منطقة هجليج للسيطرة عليها، لكنه أشار إلى أن القوات انسحبت إلى منطقة الخرصانة شمال هجليج مع تواجد قوات أخرى حالياً تتمركز حول هجليج، كليلك، الخرصانة، وأكد حسين أنه عقب هجوم التمرد على منطقة «تلودي» ظلت قيادة الجيش الشعبي في اجتماعات مستمرة في منطقة «تبانيا» لبحث إعادة السيطرة على تلودي، وأكد أن منطقة «كاودا» تستخدم كقاعدة متقدمة لإخلاء الجرحى إلى دولة الجنوب بجانب استخدامها نقطة إمداد للمواد الغذاية والأدوية من قبل المنظمات الدولية التي تقوم بتوزيع كميات كبيرة من المواد الغذائية.
نوايا العدو
أكد حسين أن العدو يعمل على إسقاط الحكومة في الخرطوم من خلال تواصل العمل العسكري للجبهة الثورية بدعم مباشر من دولة جنوب السودان حسب ثلاث مراحل، المرحلة الأولى هي الاستفادة من أسلوب قتال متمردي دارفور للسيطرة على منطقة البترول «بهجليج» ومن ثم تطوير عمليات القتال للسيطرة على مدينة الأبيض، والمرحلة الثانية، السيطرة على أهم المدن الرئيسية بولاية جنوب كردفان «الدلنج، كادقلي، تلودي» والانطلاق منها لتطوير عملياتها للسيطرة على كامل الولاية. بينما المرحلة الثالثة، هي تطوير العمليات عقب اكتمال المرحلة الأولى والثانية تجاه العاصمة الخرطوم لدعم الخلايا النائمة والأحزاب المعارضة لتحريك الشارع لتسهيل عملية الاستيلاء على السلطة، هي العملية الأخطر حسب قوله.
الموقف في دارفور
قال وزير الدفاع إنه وعقب خروج قوات خليل من دارفور إلى جنوب السودان تبقت مجموعات صغيرة تتبع لحركة العدل والمساواة في مناطق «وادي المغرب، أم بعاشيم، ود كاروا» بعدد (42) عربة بحوالي (180) إلى (200) شخص، تتحرك في هذه المناطق وسط ظروف صعبة حيث تنعدم ليها المؤن والوقود ما دعاه إلى ممارسة النهب والسلب، لكنه أكد أن القوات المسلحة عبر متحرك «السيف الباتر» تواصل عمليات التمشيط للحد من تحركات المجموعة وما زالت المطاردة مستمرة حسب قوله. فيما قال إن مجموعة تتبع لمني أركو مناوي ترتكز في مناطق أبونمرة ونجطت، بشرق الجبل بحدود (48) عربة عليها حوالي (250) إلى (290) فردا، بينما تجمعت بقية القوات في منطقة راجا ضمن قوات الجبهة الثورية.
الموقف بالنيل الأزرق
أكد عبد الرحيم أن الوضع في ولاية النيل الأزرق يتسم بالاستقرار بعد سيطرة القوات المسلحة على معظم مناطق الولاية، لافتاً إلى أنها تعمل للقضاء على ما تبقى من جيوب التمرد، وأكد أن حجم العدو لا يتعدى أربعة كتائب متواجدة في مناطق «التوج»، على حدود 56 و»يابوس»، بيما تتواجد بعض العناصر الصغيرة في بعض المناطق الأخرى، وقال إن التمرد يتحرك في النيل الأزرق بقيادة مالك عقار وأحمد العمدة، ما بين «الفونج» و»البونج» في محاولة ترتيب الأوضاع لقواته بالتزامن مع ترحكات في جنوب كردفان، في محاولة للحصول على مرتبات سبعة أشهر من حكومة الجنوب. وكشف عن وصول وفد عسكري بقيادة ضابط في الجيش الشعبي برتبة لواء إلى منطقة الرنك للوقوف على الترتيبات في الحدود، وتحرك الوفد من الرنك إلى البونج لدعم التمر في النيل الأزرق من قوات الجيش الشعبي المنفتحة في الفوج وشمودي، ووضعت قوات الفرقة الأولى للجيش الشعبي في وضع استعداد لتنفيذ عمليات متزامنة مع العمليات الجارية في جنوب كردفان.
نشاط العدو
وأكد أنه ونتيجة لفقدان التمرد للموارد نشط في حرب العصابات ونهب المحاصيل من المواطنين، وتوقع حسين أن يستمر دعم حكومة الجنوب للعدو في النيل الأزق لمحاولة استعادة السيطرة على مدينة الكرمك كمجهود ثاني يتبع المجهود الذي تحقق في جنوب كردفان. وأكد أن الجيش الشعبي ينفتح على الحدود بين الدولتين، بعدد (9) فرق تابعة للجيش الشعبي، بينهم فرقتان تقاتلان الآن إلى جانب التمرد في جبال النوبة، وقال إن كل فرقة مسنودة بدبابات ومدفعية وراجمات وهاونات ومدافع ثقيلة.
موقف القوات المسلحة
وأكد حسين أن القوات المسلحة تسيطر على الأوضاع في ولايتي النيل الأزرق درافور وتعمل على بسط سيطرتها على ولاية جنوب كردفان بالعمل على محاصرة وتدمير العدو الموجود حول كادقلي وتلودي وكاودا، وقال إنها تعمل الآن لاسترداد منطقة هجليج، وكل شبر دنسه العدو، وأردف «القوات المسلحة تتبع ما يعينها من خطط للمحافظة على الأمن» فطمأن حسين الحضور وقال «مهما حصل من أمر فنحن عندنا القدرة الكافية لاستعادة الأوضاع» ودعا النواب لقيادة كتائب الاستنفار، وتباع «إن القوات المسلحة قادرة على السيطرة على الوضع وقادرة على أن ترد العدوان، رغم كبر الكيد والمكر وتكالب الأعداء نحن قادرون على قهر الأعداء» وقال إن البلاد تواجه مخططات دولية لإضعافها ونهب ثوراتها، لكنه أكد أن استمرار القوات المسلحة لمواجهة تلك المخططات. في وقت انتقد نواب برلمانيون السلطات الأمنية وخططها لمواجهة العدوان، وأقرت النائبة عن ولاية جنوب كردفان عفاف تاور بسيطرة التمرد على (65%) من أجزاء الولاية بينما لا يستطيع التحرك سبعة كيلو خارج عاصمة الولاية، واتهمت السلطات بتقديم تقارير غير صحيحة لقيادة الدولة عن الأوضاع الأمنية، وأردفت «عشان نكون أمينين فإن الحكومة لا تسيطر إلا على الزلط الرابط بين الأبيض الدلنج كادقلي، وبقية الولاية تحت سيطرة التمرد» وانتقدت تاور بشدة عملية الاستنفار وسط الشباب ضغار السن ووصفت الزج بهم إلى ميادين القتال بالرمي بهم إلى التهلكة، وقالت «لا يمكن أن نستغل حماس الشباب عديمي الخبرة ونرمي بهم إلى التهلكة حينما ندفع بهم إلى قوى غير متكافئة» ودعت إلى اتخاذ الدولة رؤية واضحة تقوم على استنفار كل أبناء السودان خصوصاً العسكريين القدامى بالمعاش من لهم خبرة بالقتال، وسمت تاور منهم إبراهيم نايل إيدام ومهدي بابو نمر، وتعهدت أنه حال استيعاب هؤلاء فإن جنوب كردفان خلال ستة أشهر ستصبح خالية من التمرد. في وقت اتهم رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر من أسماها بالقوى الشريرة بأنها لا تريد للسودان سلاماً ولا استقراراً، وأكد أن السودان قدم الانفصال مهراً للسلام والاستقرار، وأردف «الآن انفصل الجنوب ولا زالت القوى الشريرة التي ظلت تحاربنا خلال خمسين عاماً، حتى بعد أن حققنا لهم مرادهم في انفصال الجنوب» وأكد أنه لا مجال إلا للقتال والوقوف مع القوات المسلحة والدفاع الشعبي لرد العدوان. وأردف «خسرنا هجليج البارحة وكسبنا تلودي قبلها، ونستطيع بهذه القوة أن نستعيد هجليج بعد أن عجز أؤلئك عن الحصول عليها بالتفاوض، ثقتنا في الله أنه لن يتخلى عنا» وأهاب الشعب السوداني للاستعداد إلى المعركة القادمة حتى تكون حاسمة خيرها للسودان وشرها على الأعداء، وتابع «نرجو المزيد من الثبات والصمود للقوات المسلحة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.